مساحة صغيرة بسوق المناقل (كشك) يتجاوز سعرها المليار جنيه
(حاجة تفرِّح)
-1- قضيت الأسبوع المنصرم بولاية الجزيرة ما بين المناقل وود مدني.
كنت حريصاً على الحديث أكثر مع الناس والاستماع إليهم؛ شكواهم وآلامهم أحلامهم وأفراحهم .
كان الحديث عن ضائقة الوقود سيد الموقف ومصدر الشكوى، شاهدت مناظر محزنة، تجد من يقضي ثلاث ليلي في صف انتظار الوقود ولا يظفر إلا بالقليل الذي يعيده من حيث أتى!
شاهدت مشاهد لا تخلو من الطرافة: صاحب دراجة نارية يدفع عربة ركشة برجله وهو على ظهر دراجته، ودراجة نارية جفَّ وقودها وانقطع مسيرها، تقطرها أخرى بحبل.
عدت من هناك والأزمة في طريقها للانفراج، انحسرت الصفوف وتراجع التذمر.
-2-
أكثر ما فاجأني في المناقل الحركة التجارية النشطة في سوق الله أكبر، عرض واسع وعمليات شراء وبيع غير محدودين.
تذكرت منقلة الخير والنماء في الثمانينات ومنتصف التسعينات، حين كانت المناقل المدينة الصناعية الثانية والتجارية الثالثة، مدينة زاهرة وناضرة رخية وفيرة، تصل منتجاتها إلى دول غرب إفريقيا والدول الاستوائية، وعندما تم تغيير العملة في مستهل التسعينات ذكر وزير المالية وقتها السيد عبد الرحيم حمدي أنهم فوجئوا حينما وجدوا أكبر كتلة نقدية في البلاد بمدينة المناقل.
-3-
استمعت لتجار وعلى غير العادة، وجدتهم يتحدثون برضىً وتفاؤل عن مكاسبهم التجارية من النجاح الذي تحقق في عددٍ من المحاصيل الزراعية، فأجرى المال على أيادي المزارعين، فسَعِدَت بها خزائن التجار.
وما أنعش سوق المناقل أكثر وأعاد إليه الحياة والحيوية ثورة الطرق التي ربطت المدينة بعدد كبير من القرى؛ كيلومترات قليلة تفصل طريق المناقل عن ولاية النيل الأبيض .
الطرق شرايين حياة المدن وروافد اقتصادها ومصدر ازدهارها ورخائها.
أحد التجار قال لي إن سوق المناقل كان في يومي الأحد والأربعاء، الآن كل أيام الأسبوع، حتى الجمعة أصبحت سوقاً للبائعين والمشترين، وأضاف ضاحكاً: (قاعدين نبيع لمن أيادينا تفتر ورجلينا يتعبن).
حركة نشطة في سوق العقارات، مساحة صغيرة بسوق المناقل (كشك) يتجاوز سعرها المليار، المباني الأسمنتية على امتداد البصر، المدينة تتمدد في كل الاتجاهات، المستوصفات الطبية الخاصة أصبحت في كل الأحياء، المباني بالمستشفى العام لم تتوقف، رغم بروز شكاوٍ عديدة من إدارتها بأنها تسببت في تطفيش عدد كبير من الاختصاصيين.
مستشفى الكلى يقدم خدمة إنسانية رفيعة للمرضى بدعم شعبي جدير بالاقتداء والتقدير .
-4-
مدينة ود مدني لا تزال تحافظ على نظافتها، الطرق المسفلتة والإنترلوك والشوارع المضاءة وصالات الأفراح، تأثر مستوى النظافة قليلاً في الأيام الماضية مع أزمة الوقود، المستشفيات العامة أفضل حالاً من ما كانت عليه، رغم أن كادرها الطبي يعاني من ضيق ذات اليد وشح الإمكانيات مع كثافة وتزايد المحتاجين للخدمة.
-5-
المهم في كل ذلك، رغم الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها البلاد، نجد هنالك شعلة ضوء وفسحة أمل بولاية الجزيرة؛ فنجاح نسبي في محاصيل زراعية مع سهولة التنقل عبر الطرق المسفلتة أحدث نقلة اقتصادية ملحوظة ومُعَاشة، فماذا يمكن أن يتحقق إذا توسعت المساحات وصَلُحت الإدارات وحَسُنت السياسات ودارت ماكينات التصنيع، وأصبحت الزراعة-كما يدعو بروف البوني- آيديولوجيا مجتمعية وعقيدة سياسية وهم وطني؟!
الخرطوم
ضياء الدين بلال
ممتاز جدا
اخبار طيبه
عندما ذهبت للمناقل متفقد المرافق والطرق والمستشفيات وأزمة الوقود اعطيتنا احساس انت أتيت من دوله الإمارات ولا قطر انت اخي تركت الضائقه خلفك والشوارع المتسخه والمستشفيات المعدمه وذهبت تتفرج وتتعجب بأهل المناقل.
مدينه ام درمان من يشاهد شوارعها واوساخها يظن أنه في غيبوبه ويصاب بالدوار من هول الأوساخ والطرقات وظروف الناس والبيئة المحيطه بهم.
صرفت وقود وذهبت بعيد والفيل قدامك