منوعات

قصة لص يسرق البنوك مدعيًا أنه انتحاري داعشي


حكم على لص بريطاني، يبلغ من العمر 39 عامًا، بالسجن 19 سنة، في محكمة مانشستر كراون، أمس الإثنين، بعد اعترافه بسرقة الأموال من البنوك والمحال التجارية، مدعيًا أنه انتحاري من تنظيم “داعش”، لترهيب الناس، وجعلهم يذعنون لأوامره.

واستخدم مايكل ثورب في جرائمه مسدسًا وقنبلة مزيفين، كما ألصق على صدره مجموعة من العبوات الفارغة التي كتب عليها “مواد متفجرة” بينما كان يهدد الموظفين المذعورين في جريمة ارتكبها الصيف الماضي، مدعيًا أنه عضو في تنظيم “داعش” خلال عملية سطو على أحد مكاتب شركة Tesco Express للصرافة.

وقال ممثلو الادعاء إن ثورب نفذ 5 عمليات سرقة، بالطريقة ذاتها، حيث كان يهدد موظفي المحاسبة في الشركات والبنوك لإعطائه أموالًا نقدية، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه بالحصول على النقود أكثر من مرة، وفقًا لما ذكره موقع “ديلي ميل” نقلًا عن محكمة مانشستر كراون.

وذكرت التقارير أنه ارتدى في إحدى عمليات السرقة، برقعًا نسائيًا إسلاميًا، ونظارات شمسية، وأخبر الموظفين أنه عضو في تنظيم “داعش”، قبل أن يلقى القبض عليه مع شريكته روشيل هولمان (31 عامًا) في 31 ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، بعد حوالي 5 أشهر من أول عملية سطو، وحكم على المرأة بالسجن لمدة 7 سنوات ونصف.

وأشارت الدلائل في المحاكمة، إلى أن الشريكين كانا مدمني مخدرات. وادعت هولمان أن الدافع وراء شراكتها بالجرائم كان عدم قدرتها على دفع الإيجار، وتهديدها بطردها من منزلها في منطقة ويذنشو. في حين ادعى ثورب أنه تورط بمشاكل مالية مع عدة رجال عصابات، إلا أن جرائمهما منحتهما حياة مرفهة، حتى أنهما استطاعا السفر بعد عملية السطو الأولى، في عطلة مدتها أسبوع إلى جزر الكناري، بتكلفة 1094 يورو.
عمليات السطو

سطا ثورب في المرة الأولى على بنك اسكتلندا الملكي، في 13 يوليو/ تموز من العام الماضي، مخفيًا وجهه وشخصيته بخوذة دراجة نارية وملابس داكنة، مقتربًا عند الساعة 2:20 مساء من أمين الصندوق، ليسلمه مذكرة تهديد كتب فيها: “أنا أقف أمامك حاملًا قنبلة موجهة نحوك، أنا أعمل لدى تنظيم داعش، ولديك 60 ثانية لتستجيب لطلبي أو تموت”.

وأضاف ثورب إلى المذكرة عبارة “إن شاء الله” باللغة الإنكليزية، مع خطأ إملائي واضح، وفقًا لما ذكره المدعي روب هول، الذي أخذ التهديد وقتها على محمل الجد، بعد أن اعتقد أن الشيء الذي كان يمسكه اللص قنبلة حقيقية، فسلمه حوالي 8860 يورو، إلا أنه وضع علامة على النقود، تمنع مالكها من استخدامها.

ووقعت عملية السطو الثانية، في 30 أوغسطس/آب، في الساعة 1:42 ظهرًا، عندما دخل ثورب أحد البنوك مرتديًا برقعًا نسائيًا يغطيه من رأسه حتى أخمص قدميه، مع نظارة شمسية نسائية، وسلم لأمين الصندوق مذكرة تهديد ورد فيها: “لا تتحرك أو تصدر صوتًا، أنا أعمل مع تنظيم داعش، ولدي قنبلة في يدي، سلمني الأموال من دون أن تضع علامة عليها، أو تموت خلال 60 ثانية إن شاء الله”.

ونجح الموظف الذي درب طيلة أشهر على العمل في ظل التوتر النفسي، بالضغط على جرس الإنذار، ووضع علامة على النقود، في محاولة لتعقب ثورب الذي نجح رغم كل شيء، بالهرب ومعه مبلغ 3230 يورو، لينفذ عملية سطو أخرى في 18 سبتمبر/أيلول عند حوالى الساعة 11:50 صباحًا، بالهجوم على امرأة حامل تبلغ من العمر 26 عامًا.

وضغطت المرأة على زر جهاز إنذار سري عندما أدركت ما يحدث معها، بعد أن سلمها ثورب الذي كان يخفي وجهه بخوذة ووشاح، مذكرة تهديد كتب فيها: “لا تتحدثي، لدي قنبلة وأنا أعمل مع تنظيم داعش” ونجح بسلبها مبلغ 3000 يورو، ثم هرب بعد أن هدد رجلًا حاول التدخل وإنقاذ المرأة، بمسدس مزيف.

واستهدف ثورب في عملية السطو اللاحقة، أحد مكاتب شركة Tesco Express للصرافة، في الساعة 12:37 مساء، من 20 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث دخل المكتب مرتديًا سترة رياضية واسعة عليها شعار شركة “تسكو” واضعًا على رأسه خوذة دراجة نارية، ليسلم للموظف مذكرة تهديد ورد فيها: “لا تقم بأية حركة، أنا قائد في تنظيم داعش، ومعي متفجرات على صدري تزن كيلوغرامين، لديك 60 ثانية لتعطيني الأموال أو سنموت جميعنا هنا إن شاء الله”.

وفكّ ثورب وقتها أزرار سترته قليلًا لإظهار الأسلاك الملونة، التي حاول جعلها تبدو وكأنها أسلاك متفجرات حقيقية، ثم حمل الأموال النقدية في حقيبة اضطر لتركها لاحقًا والرحيل خالي الوفاض، بسبب وصول رجال الأمن على نحو مفاجئ، ولعل هذه السرقة كانت بداية فشل خططه الإجرامية، إذ لم ينجح أيضًا في تحقيق هدفه من السرقة التالية، التي حاول بها الاستيلاء على أموال مؤسسة Vernon ببرامهول، بتاريخ 1 ديسمبر/كانون الأول.

المحاولة الأخيرة التي قادته إلى السجن

كان ثورب أثناء عملية السطو الخامسة، يرتدي خوذة دراجة نارية أيضًا، وهذا أثار شك الموظفين في المؤسسة، فضغطت إحداهن على زر الإنذار، مما اضطره للهروب خالي الوفاض، ليخطط خلال أيام قليلة لجريمته الأخيرة في شركة Thomas Cook للسفر، وكانت العملية التي أودت به للسجن، والوحيدة التي شاركت بها هولمان، بتاريخ 7 ديسمبر/كانون الأول.

ووصلت هولمان مع ابنتها إلى الشركة، مدعية أنها تسأل عن الرحلات، بعد أن كانت اتصلت في وقت سابق بحجة أن أمها مريضة وتحتاج رحلة مناسبة لوضعها الصحي، لتحدد لثورب الوقت الأمثل للدخول وتنفيذ السرقة، وهذا ما حدث بالضبط، حيث هجم على الموظفين في الساعة 4:49 مساء، بمسدس مزيف، ولم يستخدم مذكرة تهديد في هذه المرة، بل طلب المال بنفسه.

وهرب ثورب بمبلغ 4000 يورو، بعد أن تمنى للموظفين عطلة ميلاد سعيدة، إلا أن النهاية لم تكن مفرحة بالنسبة إليه، بعد أن تمكنت الشرطة من تعقب أثره، وإلقاء القبض عليه مع هولمان، التي أثبتت الدلائل أنها كانت تنتظره خارج المباني التي سرقها، في عمليتي سطو أخريين، واعترف الشريكان بكل الجرائم التي تورطا بها.

وقالت القاضية هيلاري مانلي: “استخدم ثورب تكتيكات مروعة لإخافة الناس، وإجبارهم على الامتثال لأوامره”، مؤكدة أنه سيدفع ثمن فعلته بقضاء 19 سنة في السجن، بتهمة السطو بالقوة، وترهيب الناس.

العربي الجديد