عثمان ميرغني

حانت ساعة “المفاصلة”

[JUSTIFY]
حانت ساعة “المفاصلة”

كم عدد السودانيين المنتمين إلى عضوية الأحزاب؟ كل الأحزاب؟.. في تقديري في أحسن الفروض أن الرقم لا يتعدى 5% من جملة السودانيين.. كل السودانيين.

لكن مبادرة الحوار الشامل التي يدعو إليها المؤتمر الوطني تتحدث عن حوار مع هذه الـ(5%) فقط.. بينما يبقى الـ(95%) من شعب السودان خارج مظلة الحوار الوطني.. رغم أن هذه الغالبية الكاسحة هم من يتحملون أوزار ما تفعله الأقلية الحزبية الضيقة.

سيكون من العبث المريع لشعب السودان أن ينتظر نتيجة حوار المؤتمر الوطني مع الأحزاب.. (شهراً ما ليك فيهو نفقة.. ما تعد أيامو..) حوار ليس لك فيه مصلحة لا تنتظر مخرجاته..

يا شعب السودان.. أفرز عيشتك ومصيرك.. أفرض مصالحك.. فما حكَّ (أجندتك) مثل ظفرك.. تحركوا وافرضوا أجندتكم على الحوار الحزبي.. فالأحزاب قضيتها الأولى (من يحكم؟).. هم يبحثون عن أفضل السبل لتقاسم (كعكة السلطة) وبالضرورة تقاسم الثروة.. وانظروا في كل مواسم (المصالحات) السابقة.. لكل الأحزاب التي حاورت في الماضي ثم دخلت السلطة.. هل شغلت نفسها ببند واحد من البنود الطويلة في قائمة (مصالح الشعب)؟..

إذا كنت شاباً عاطلاً عن العمل.. فلا تنتظر مخرجات الحوار الحزبي ليزيد فرص العمل.. وإذا كنت معاشياً.. تنتظر كل أول شهر تلك الثلاثمائة جنيهاً إلا قليلاً.. لتقيم بها أود أسرة كاملة وتدفع منها إيجار البيت ورسوم الدراسة.. فلا تنتظر مخرجات حوار لا يفترض أن قضيتك قضية وطن.. وإذا كنت مزارعاً أوهنت عظمك بلايا الزراعة و(فساد!) التقاوي و(صلاح!) الرشاوي.. فلا تنتظر مخرجات حوار لا يحمل همك..

حانت ساعة (المفاصلة!).. أن يقول الشعب بكل قوة للحكومة وللأحزاب .. كل الأحزاب..(لكم دينكم ولنا دين!!)..الحكومة التي لا تخاف من الشعب الذي لا يخاف من الحكومة.. لن ترهق نفسها بقضايانا نحن الخارجين عن مظلة الحوار..

الأحزاب.. كل الأحزاب حكمت.. وعارضت.. فلا نجحت في الحكم ولا المعارضة.. ففيم الانتظار؟.. أي حوار ذلك الذي يحقق مصالح شعب هو الغائب الدائم عن أجندة الحوار؟..

مطلوب وبأعجل ما تيسر تجميع قوة الغالبية الكاسحة من شعبنا (المكتول كمد).. كسر صمت الغالبية الصامتة.. (أصحاب المصلحة) حان الوقت ليكون صوتهم هو الأعلى.. وأجندتهم فوق أجندة الأحزاب والمصالح الشخصية التي تقود العمل السياسي الآن..

مبادرة حزب المؤتمر الوطني للحوار.. يجب اغتنامها لصنع مبادرة الشعب لفرض أجندته..

فوق الأجندة الحزبية..!!
[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]