من هو الرجل الذي صارعه النبي وغلبه وأراه الشجرة تمشي؟
للنبي صلى الله عليه وآله وسلم معجزات عجيبة، كان بعضها سببًا في إسلام البعض، وقصة ومعجزة اليوم كانت مع أمير من أمراء العرب المشهورين وفرسانهم الشداد، ضخم الجسم، وقوي العضلات، وما صارع أحدًا إلا صرعه.
وفي يوم قبل الهجرة النبوية المباركة دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإسلام، فأبى، فتحداه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتصارع معه وإن غلبه يتقبل ما يدعوه إليه النبي، وبالفعل صارعه النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله فرصعه ثلاث مرات، ولم يكن أحدًا قد غلبه من قبل، وفوق كل هذا أراه النبي صلى الله عليه وآله وسلم معجزة أخرى، حيث دعا له شجره فأتت إليه تسعى ثم أمرها فعادت إلى مكانها مرة أخرى.
إنه ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف الْمُطَّلِبِيِّ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ركانة، ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه؟
قال: إني لو أعلم أن الذي تقول حقًا لاتبعتك.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرأيت إن صرعتك، أتعلم أن ما أقول حق؟
قال: نعم.
قال: فقم، حتى أصارعك.
قال: فقام إليه ركانة يصارعه، فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعه، وهو لا يملك من نفسه شيئًا.
ثم قال: عُدْ يا محمد. فعاد فصرعه.
فقال: يا محمد، والله إن هذا للعجب، أتصرعني!
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وأعجب من ذلك إن شئت أن أريكه، إن اتقيت الله واتبعت أمري.
قال: ما هو؟
قال صلى الله عليه وسلم: ألا أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني.
قال: ادعها، فدعاها، فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فقال لها: ارجعي إلى مكانك.
قال: فرجعت إلى مكانها.
وهذه القصة وردت في عدد من كتب الحديث النبوي الشريف وكتب السيرة النبوية المطهرة، ومن العلماء الذين ذكروها: الإمام الترمذي، والإمام أبو داوود، والإمام الحاكم في المستدرك، كما ذكره الإمام ابن عبدالبر في “الاستيعاب”، وابن هشام في “السيرة النبوية”، والبلاذري في “أنساب الأشراف”، وابن الأثير في “أسد الغابة”، وابن حجر في “تمييز الصحابة”، وغيرهم.
وتوفي رُكانة في أول خلافة معاوية سنة اثنتين وأربعين، وقال أبو نعيم: مات في خلافة عثمان، وقيل: عاش إلى سنة إحدى وأربعين.
مصراوي