لجوء إلى الانترنت.. رغم سعي إدارات الجامعات لجذب الطلاب بتغيير المراجع كل عام إلا أن علاقة الطالب بالمكتبة لا تتعدى فترة الامتحانات وبحوث التخرج
أثر الفضاء المفتوح كثيرا في كل شيء ولم تسلم منه حتى وسائل المعرفة التي بدورها استفادت منه أيضا مما يؤكد أنها استردت منه بالشمال من أخذه باليمين.
وبما أن المكتبة واحدة من أعمدة المعرفة التي اهتزت تحت ضربات مطرقة المجد التكنولوجي وخاصة المكتبة الجامعية التي أردنا الوقوف على مسيرتهاومدى قدرتها على الصمود أمام رياح الحداثة التي جعلت البعض من الطلاب يفضلون ولوج العالم الافتراضي لصيد حاجتهم الأكاديمية على ولوج المكتبات الجامعية.
تغيرات كبيرة
في السياق،قال الطالب عمر مهدي من جامعة كردفان لـ (اليوم التالي)،إن علاقته بالمكتبة في السابق كانت من أجل القراءة لإشباع المعرفة، ولكن تبدلت في الفترة الأخيرة. وأضاف: أصحبت أدخل إليها من أجل التحصيل للامتحانات فقط. وتابع: المقررات الدراسية متناقضة، فالشيتات توجد باللغة العربية وفي المكتبة بالإنجليزية فلم يعد هناك اجتهاد لأن المكتبات أضحت بالية ولم تجدد وعوضا عنها نلجأ إلى الانترنت.
القراءة عبر الانترنت
أما الطالبة سناء أحمد، فتقول لـ (اليوم التالي): عن نفسي ألجأ إلى المكتبة في كل شيء يختص بالدراسة، ولكنني لا أجد فيها كل ما احتاجه. وأضافت: الانترنت هو الحل، ليشاركها الرأي الطالب حسن نعمان الذي قال: بصراحة ما عندي علاقة بالمكتبة لأنني أرى أنها ليست ذات فائدة، وأنا أفضل القراءة داخل القاعة مع زملائي ولا أدخل المكتبة، فالدراسة مع الزملاء أفضل لأنني أجد الشرح الكافي إن واجهتني صعوبة.
قروب مشترك
تقول رانيا محمد – طالبة جامعية – لـ (اليوم التالي):أفضل القراءة مع الزملاء ومناقشة كل المحاضرات مع بعض لأن المجموعات تخفف ضغط القراءة الصامتة داخل المكتبة،إلى جانب ذلك المكتبة لا تساعدنا في البحث عن الناقص في الشيتات، بل جل مساعداتنا في بحوث التخرج.
الحاجة إلى التذكر
تعضيدا لما سبق أكدت هناء عبده – موظفة بمكتبة جامعية -أن المكتبة المركزية لم تعد كالسابق، فالطلاب يدخلون إلى المكاتب ليس بغرض القراءة والتبحر في العلم وإنما للحاجة إلى التذكر أو البحث عن وصفة للنجاح. وأضافت: نحاول أن نجذب الطلاب بتغيير الكتب والمراجع كل عام، وذلك حتى نواكب المقررات الدراسية للطلاب، وذلك بنشرات دوريات ترسل إلى رؤساء الأقسام ليتم وضع المقرر على حسب المنهج الجديد. واستطردت في الفترة الأخيرة صار تعامل الطلاب مع الكتب سيء للغاية.
مكانة مهمة
مهما يكن من سعة الفضاء المفتوح أمام الطلاب تظل المكتبة الجامعية وما تحويه من كتب ومراجع تتبوأ مكانتها المهمة،في الأثناء قالت الأستاذة الجامعية منى حامد إن مكتبات الجامعات العديدة لا تحتوي العناوين الحديثة فحسب،إنما هناك مخطوطات نادرة توجد بالمكتبات، وهي متاحة للطلاب وللباحثين في تخصصاتهم المختلفة، وإنها تتوزع بين مكتبات التخصصات المختلفة بحسب الكليات.
حال لا يوصف
حدثنا الكثير من مشرفي تلك المكتبات بأن الحال لا يوصف، فلم تعد علاقة الطالب بالمكتبة سوى في فترة الامتحانات والبحوث،إلى جانب عدم وجود ما يحتاجه الطلاب من كتب تفيدهم في دراستهم.
اليوم التالي