رغم تحريم الإفتاء .. الفنانة شيري عبدالحميد تجسد دور السيدة مريم
برغم اعتراضات الجهات الدينية على الأفلام التي تجسد الأنبياء، وإصرار جهاز الرقابة على المصنفات الفنية على تحريم تجسيد الشخصيات الدينية، والأنبياء وآل البيت في أعمال فنية مصرية أو تعرض في مصر، إلا أن البعض لجأ لهذه الطريقة كوسيلة للشهرة والمجد وإثارة الجدل، وهو ما أحدثته الفنانة شيري عبد الحميد، التي تقول إن الشبه بينها وبين صورة السيدة مريم العذراء كان باب دخولها لعالم الفن، وأنها لم تتوقع أن تلك الصورة ستكون سببًا في تحقيق حلمها ذات يوم.
وأضافت “شيري” خلال لقائها ببرنامج “عسل أبيض” المُذاع على قناة “ten”، أنه قد تم اختيارها لتجسيد شخصية السيدة مريم بالفيلم الوثائقي “المسيح في مصر”، لافتة إلى أن الفيلم تاريخي ولا يتحدث عن الأديان ويتناول مسار العائلة المقدسة في مصر.
وأشارت إلى أنها ستجسد معاناة السيدة مريم والأماكن التي تواجدت فيها في مصر وكل الأحداث التي عاشتها.
كانت دار الإفتاء قد أصدرت من قبل فتوى حول حكم تجسيد الأنبياء والصحابة وآل البيت في الأعمال الدرامية والأفلام، أكدت فيها أن تجسيد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا.
أما الصحابة رضوان الله عليهم: فالمختار للفتوى أنه إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام بالضوابط الآتية:
أولًا: الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط.
ثانيًا: التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم.
ثالثًا: نقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها.
رابعًا: الاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة.
خامسًا: تجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية.
ويُستَثْنَى من هذا الحكم: العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم لِمَا لَهُم من مكانةٍ عظيمةٍ وسابقةٍ في الإسلام.
ولم يسبق لدار الإفتاء المصرية أن أصدرت- في أي عهد من عهودها منذ نشأتها وإلى يومنا هذا- أيَّ فتوى تبيح تمثيل الأنبياء أو الرسل أو العشرة المبشرين بالجنة أو آل البيت الكرام.
مصراوي