دليل جديد على وجود ماء على قمر المشتري يوروبا
لطالما اعتقد العلماء أن قمر المشتري “يوروبا” (Europa) يحتوي على محيط ماء تحت سطحه الجليدي، وهذا الأمر قد يكون مهما جدا، فحيثما يوجد الماء توجد عادة الحياة، وقد أظهرت صور تلسكوب الفضاء هابل ما يبدو أنها أدلة جديدة على وجود هذا المحيط بصورة أعمدة من بخار الماء التي تندفع من تشققات السطح الجليدي للقمر.
ورغم صور هابل فإن العلماء في الولايات المتحدة شعروا بضرورة العثور على أدلة أخرى على وجود أعمدة البخار وسحبه هذه، مثل بيانات المسبار غاليليو التي تعود إلى عشرين عاما.
وكان غاليليو أُرسل إلى الفضاء لدراسة البيئة الجيومغناطيسية حول المشتري وأقماره، ولم تكن أعمدة بخار الماء في حساباته، لكن في 2013 أعلنت ناسا أن هابل رصد ما يبدو أنه بخار ماء في الفضاء فوق القطب الجنوبي للقمر، ولذا اعتقد العلماء أن بإمكانهم العثور على أدلة على وجود أعمدة البخار باستخدام آلات غاليليو التي استعملت لأهداف أخرى.
وقد عثر العلماء على الأدلة التي كانوا يبحثون عنها، ففي 16 ديسمبر/كانون الأول 1997 حلق غاليليو على ارتفاع أربعمئة كيلومتر فقط فوق سطح القمر يوروبا، وسجل ارتفاعا سريعا ومعزولا في قوة المجال المغناطيسي إلى جانب ارتفاع متزامن في طاقة الجسيمات التي اكتشفها.
واعتقد العلماء حينئذ أن هذا الارتفاع سببه المجال المغناطيسي للمشتري، لكنهم توصلوا الآن إلى أن المسبار حلق على الأرجح عبر سحابة بخار ماء. ونشر العلماء نتائج دراستهم في دورية “نيتشر أسترونومي”.
ورحّب العلماء بهذه النتائج، ومن بينهم عالم الفيزياء الفلكية في مركز هارافارد سميثونيان للفيزياء الفلكية غرانت تريمبلاي، الذي قال “حياة أو لا، يوروبا يدعونا إليه”. لكنه نبه في تصريح لموقع غيزمودو المعني بالشؤون العلمية، بأننا يجب أن نكون مع ذلك حذرين بشأن هذه الدراسة.
وأوضح أن معطيات الدراسة تتوافق مع فكرة أن غاليليو حلق عبر سحابة بخار ماء، لكن هذا التوافق يستند إلى محاكاة بناها العلماء حول ما ينبغي أن يكون عليه شكل عمود بخار الماء، وقد لا يكون هذا بالضرورة صحيحا، فلربما رصد غاليليو شيئا آخر.
المصدر : الجزيرة