لماذا لا تخرج فرق سودانية للعالم ؟! اقله يمكننا القول اننا شعب نشعر ونغني ونرقص

قرأت تنويهات عن وصول فرقة مصرية ؛ تقدم التراث النوبي ؛ ستصل الخرطوم واظن ان لها نشاط مع احد الفضائيات الى جانب عروض اخرى حسب ما تابعت من مناشدات لمنتدى دال من حشود شباب ايقنت معها اني قد هرمت ولا ازال عالقا في ماضي (البون ام) و تمايل خصل (مشاط) بوب مارلي وعروق عنقه النافرة ووله جارنا (كنجارة) باغانيه وموسيقاه التي تنزلت عليه ضفائر وسروال مثل الخيمة يعلوه غطاء راس يدوي الصنعة ؛ باسلوب (الكروشيه) عليه علم جاميكا ! وقد حمدت لكنجارة اكرامي بدعوة الى ليلة (راستات) اثناء وجودي مؤخرا في اديس ارتدت عنها من المدخل الذي اكتظ في (كركور) باحد ازقة المدينة خلف (هاي آرات) وهو صقع لا يعبره ليلا الا فارس عتيق ورجل مسعر حرب اذ انه بقعة تكتظ بكل المنفيين الافارقة ؛ لمحت القوم بخيالات مسودة وأشباح محبين لبوب مارلي ومبجلين للامبراطور هيلا سلاسلي تدلت منهم الشعور والسلاسل ؛ كانوا رجالا وسيدات سود وبيض ؛ على ود إستقبالهم فقد اخافوني خاصة عندما إستقبلوني بنداء (Brother ) ودعوني للدخول غير اني على فضولي المخالف للحذر جبنت واثرت السلامة بالفرار غير مستجيب لملاحقة (كنجارة) الذي اظن انه (تأسرال) اي حاز بشكل ما رعاية الدولة العبرية او بلد ما مما يهتم اهله بالطلاسم والاوشام لكثرة جريانها على عنق صديقي ! فصار مثل نمر فوق فروع الولاء الجديد مقيل فنجوت بصلعتي شاكرا ربي ؛ وللحقيقة فان ما علق بذاكرتي من الفرق كان تسجيلات الصومالية و صوبت بانها جنوب افريقية (ماريام ماكيبا) التي كانت مثل المقرر في تسجيلات التلفزيون وراتب مقتطفات بث السهرات ؛ حينما كانت الليالي بذاك السكون الحلو الذائقة حين يطوي (درمان كافي) مؤشر النشرة الجوية بعد ان يمس (وادي حلفا) ويهل (محمد طاهر) ليعيد الموجز ثم يظهر رسم متحرك منغم بايقاع حلو ؛ اظنه رسمه ادمون منير عليه نحت بخط يدوي يعلن (سهرتنا الليلة) حيث ينام عادة الكبار واجلس القرفصاء تحت شاشة تلفاز ابيض واسود ؛ مدخله غطاء في شكل دولاب ؛ وقد يتطلب الامر مراجعة (الاريال) وسلكه المنتهي بشكل سلم من الالمنويم الذي اذا تضرر بسقوط او اكلته الشمس صنع لي جارنا (جلال خميسة) والذي اشتهر عندنا باسم امه ! صنع لي شكل مثلث من جلد صفيح علب لبن فورموست ! ورغم هذا فقد كانت ثقافتي بالفرق الزائرة ثرة ؛ لكني اهتديت لاحقا و(سودنت ) اهتمامي لاندهش اليوم من اسم (البلاك تيما) وساحرص على الاستماع من باب ان (شق الديار علم) وان كنت استفسر لماذا لا تخرج فرق سودانية للعالم ؟! اقله يمكننا القول اننا شعب نشعر ونغني ونرقص ؛ هذا افضل من تسويق بلدنا بفرق المعارضة السياسية ؛ ووفودنا الالفية العضوية في المؤتمرات التي اثقلت علينا بالافريقي (شلينغي) وخواجة بريطاني اسمه ديفيد هويل ؛ وهي انشطة كلها اقل صدى واثر من (ردعة) مردوم او ضجيج كمبلا او رنة وتر ضمن رزيم دليب وهؤلاء للاسف لا تعبرهم اعين المعدين والمنتجين ؛ حداثة وكدا ?
محمد حامد جمعة