زيرو مياه .. أم زيرو عطش
> صدقوني اجتاحتني فرحة أكبر من تلك التي غمرت قائد ريال مدريد سيرجيو راموس عندما فاز فريقه بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً،
سبب فرحتي بالطبع لم يكن فوز النادي الملكي الذي استحقه رغم حزن البعض على قسوة الإسباني راموس مع المصري محمد صلاح، ولكني فرحت لأن (الماسورة ) أخيراً وبعد أكثر من أربعين يوماً دبت في جسدها العافية وعادت لتسكب الماء.
> انقطاع الماء لفترات طويلة عن الأحياء، مشكلة ظلت تقض مضجع المواطنين كثيراً، وطالما أن الأمر يتكرر في أحياء داخل العاصمة الخرطوم، فإن حال عواصم ولايات السودان ومدنها الكبرى يغني عن السؤال، فلماذا تعجز الحكومة وسلطاتها المختصة عن توفير الماء للمواطن في بلد يشق نهر النيل جسده نصفين وتسقي أراضيه عدة أنهار ووديان ورهـود وخيـران ؟
> تعودنا في السودان أن نفرح حتى عندما تقوم الحكومة بواجبها تجاهنا فتعطينا أبسط حقوقنا عليها ، أليست مهمة الحكومة هي بسط الأمن وحماية المواطنين وتوفير سبل العيش الكريم وحل مشاكلهم؟ أليست أبسط المقومات التي يقوم عليها العيش الكريم هي توفير الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الماء التي جعل الله منها كل شيء حي ؟
> قطعاً في ظل هذا الوضع الذي تعاني منه معظم أحياء العاصمة الخرطوم والكثير من ولايات السودان، فإن برنامج ( زيرو عطش ) الذي صدع به المسؤولون في الدولة رؤوسنا، أصبح في مهب الريح ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، دعونا نرتقي سلم الطموح والآمال درجة درجة، فنبدأ أولاً بتحقيق حلم مياه بلا انقطاع ثم تكون الخطوة التالية توصيل المياه لمن لا ماء لهم وهم كثر في العاصمة ، ناهيك عن ولايات السودان القريبة والطرفية، ثم نفكر بعد ذلك في تحقيق برنامج (زيرو عطش) واستكمال النهضة وتحقيق التنمية المتوازنة وغيرها من الشعارات الانتخابية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، فليكن شعار المرحلة توصيل الماء لكل الأحياء وبلا انقطاع.
إسماعيل جبريل تيسو
صحيفة الانتباهه.