رأي ومقالات

حكاوي التَّكَّاسة تاكسي الخطوبة ..!

(1)
نتحدث اليوم إلى العم رمضان مصطفى صاحب تاكسي (بيجو 404) يقول العم مصطفى رمضان إن أكثر المشاوير التي لايحبذها هي المشاوير الأسرية وذلك بسبب أن المجاملة تحيط بالمشوار من كل الاتجاهات وغالباً ما يكون المشوار بالمجان وقد يتسبب في زعل أو سوء تفاهم إذا كان هناك تأخير أو انتظار، ويحكى: اتحدث إليكم الآن عن مشوار من المشاوير الأسرية التي كانت قد فُرضت عليَّ فرضاً من الوالدة رحمها الله ولم يكن لي طريق آخر غير الاستجابة والرضوخ لهذا المشوار وهو الذهاب إلى منطقة الصحافة لموضوع خطوبة وتعارف معاً ولكن العريس الذي كان من المفترض أن يذهب معنا للتعارف قال إنه معروف بالنسبة للأسرة ولاداعي لذهابه فأعطانا العنوان ووصف المنزل، وكان ذلك في أواخر سبعينيات القرن المنصرم فذهبنا في عربتين وكانوا خمسة رجال وأربع حريم توزعوا على العربتين وأنا كصاحب تاكسي كنت أعرف أن منطقة الصحافة منطقة كبيرة ومترامية الأطراف والأرجاء ولكني تفاجأت بأن أهل العريس ليست لديهم معلومة بأن المنزل في الصحافة شرق أو زلط مما زاد من تعبنا وإرهاقنا اللذين أديا لإهدار الوقت والزمن بصورة كبيرة.

(2)
ويواصل: على ما أذكر كان اسم والد العروس عبداللطيف ويعمل بوزارة المالية، وبقينا نسأل عبد اللطيف الموظف بوزارة المالية عبد اللطيف الموظف بوزارة المالية إلى أن تم اقتيادنا إلى منزل قصي بمنطقة الصحافة شرق وزاد من اطمئنانا أننا وجدنا لافتة بباب المنزل مكتوب عليها منزل عبداللطيف صالح وأولاده فشكرنا الله وحمدناه، بعد تلك الرحلة الطويلة المضنية وعندما فُتح لنا الباب استقبلنا أهل البيت بكل حفاوة وبشاشة وجلس الرجال في صالون كبير في بداية المنزل أما النسوة فدخلن إلى قلب المنزل وبعد أن قُدِم إلينا الشاي والبارد وعرّفنا أنفسنا بأهل المنزل وأردنا أن نُقدم أنفسنا كخاطبين لابنتهم الكبرى، قطع علينا ذلك البرنامج صوت زغرودة طويلة من داخل المنزل مما أدى ذلك لدخول بعض الجارات بصورة عاجلة وسريعة بسبب الفضول و(الشمار) فنظر إلينا الرجل الكبير أو العم عبد اللطيف، وقال فهمت، ثم أردف قائلا:” خير وبركة”، وقلنا له أتينا لننال شرف خطوبة ابنتكم الكبرى لابننا، وقال الحاج :”خير وبركة دعونا نتعارف بصورة أكبر (والفيهو الخير ربنا يتمو)”، بعد ذلك أردنا أن نشرح للحاج من نحن ومن أين جئنا، ولكن الحاج كان يدخل ويخرج ويكثف لنا من حجم الضيافة، وأذكر إنه كان هنالك حلواني جوار المنزل فقد ذهب إليه الحاج وأتى بتشكيلات متعددة من حلويات (الباسطة) والبارد والمرطبات فأكرمنا حتى النخاع.

(3)
قلنا للحاج إن ابننا عصام أخبرنا بأنكم أسرة محترمة ومتدينة وأصولكم من وادي حلفا، فقال الحاج نحن من بربر ولكني لم التقِ عصام ابنكم وهكذا حال (أبناء الزمن دا) دائما مايزجون بأولياء أمورهم في الدقائق الأخيرة تمومة (جرتق) فضحكنا جميعاً فقلنا له لزوم فتح مواضيع للونسة، كيف الحال مع وزارة المالية والعمل والتعب اليومي الشديد، فقال خال العريس لزوم القشرة وكلام (النفخة) أنا والله اسم عبد اللطيف صالح دا منذ فترة طويل كنت سامع بيهو في وزارة المالية عندما كنت أعمل بنقابة عمال نقابات السودان، فضحك العم عبد اللطيف ضحكة كبيرة حتى بانت نواجذه، فقال معنى ذلك إنتو قاصدين منزل عبد اللطيف الموظف في وزارة المالية ومنزله في مربع أربعة بعد محطة الجامع بعد شارعين من هنا. فدخلنا جميعنا في أظافرنا وخرجنا متأطئين رؤوسنا من الخجل والحياء بسبب أن ذلك الوقت لم يكن به موبايلات أو تلفونات متوفرة تسهل مسائل التواصل والاتصال.

يرويها : سعيد عباس
صحيفة السوداني