تفادي ما أستطعت ووسعني الطريق النقد الانطباعي للمسؤولين على قاعدة اننا نحاكم تكاليفهم وأشغالهم ؛ ولا شأن لنا باشخاصهم ؛ بيد مضطر لمخالفة نهجي هذا تجاه محافظ البنك المركزي الحالي حازم عبد القادر الذي نرى سياساته وقراراته التي ينسخ بعضها الاخر ! وللامانة فهي سياسات الحكومة وهو منفذ فقط ؛ ولكن هذا لا يمنع ان يتحمل وزر (القباحة) ويكون وجهها ؛ وعليه فليتحمل ثقلنا الذي اقول بمقتضاه انه ومنذ ان تولى منصبه ظل صامتا وتحاشى الاعلام ؛
وجبن عن الخروج في اي ظهور باي منبر واذكر انه (زاغ) من مقابلة في مؤتمر إذاعي وظل ملتزما جانب التصريحات والبيانات المكتوبة فقط بما في ذلك بيان المركزي حول ازمة مخصصات الدبلوماسيين ؛ ولم ينطق الرجل بكلمة او يتعرض لاي اختبار قدرات في دفع الحجج وهو وضع غريب شذ فيه ان كل المحافظين السابقين !
هذا الامر فاقم من تكريس صورة سالبة للرجل تشير اما الى تجنب انكشاف قدراته رغم انه فيما كتب عن سيرته صعد الى موقعه من غرفة شغلها الإعلام بالبنك المركزي حيث لم يكن اصلا عاليا بادارة للتخطيط او السياسات رغم انه مصرفي !
تكونت تبعا لهذا صورة مهتزة عنه ؛ محاطة بعدم وضوح لامكانياته وهو ما عزز فرضية ان الرجل قد يكون موظف منضبط مطيع للتعليمات اكثر من كونه مبادر وصاحب افكار ؛ ويبدو انه محظوظ كفاية فعلى فشل كل معالجاته فقد نحت الرجل اسمه في العملة الجديدة اذ بجرة توقيع وضع اسمه في ذاكرة وملمس تاريخ الجنيه السوداني الى جانب رموز اقتصاديين مثل (مأمون بحيري) على فوارق شاسعة ومنطقية بين الرجلين ادناها الكاريزما والقبول ؛ وهذا الفضل من الله يؤتيه من يشاء و(حازم) لا يزال باق بعد أن ضمن في التعديلات الاخيرة استمراره ؛ رغم احتجاج الجمهور طلع بتاع النص دا !
واضح ان بنك السودان لم يتعلم من تدخلاته الخطأ باللغة الغلط ؛ اذ اصدر بيانا حوى قرار خطيرا (دون تحديد موعد تنفيذ) والاقبح من هذا ان حشاه بتبريرات خطيرة يجب ان يترك الحديث عنها لجهات اخرى واما ثالثة الاثافي الزامه للجمهور اما بالتوريد في حسابات للمواطنين او الزامهم بفتح حسابات جديدة ؛ كل هذا يحدث في مواعيد صرف الرواتب وقبالة اسبوع متطلبات العيد ؛ ببساطة البنك (قنطر) الحكومة لازمة لن تمر بسهولة مع الناس كما انه يطلب من اي مواطن ان (يتصرف) في الايام المقبلة !
بقلم
محمد حامد جمعة
