عالمية

إيران تنصح كوريا الشمالية: احذروا أمیركا.. نحن متشائمون


اقترحت إيران على كوريا الشمالية التي ربطتها بها علاقات شبه استراتيجية أن تتعامل بحذر مع الولايات المتحدة، وذلك قبيل الاجتماع التاريخي، الذي يجمع كلاً من دونالد ترمب وكيم يونغ أون.

وقال المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة، اليوم الاثنين، إن “ماضي أمیركا سيئ” على حد وصفه، متهماً واشنطن بـ”الانسحاب من الالتزامات الدولیة الثنائیة المتعددة الأطراف”، وحث حكومة كوریا الشمالیة على “التعامل الحذر التام” فی المفاوضات مع الولایات المتحدة.

ومن ناحيته أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الاثنين في مؤتمر صحافي، أن واشنطن مستعدة لإعطاء كوريا الشمالية ضمانات أمنية غير مسبوقة، لافتا إلى أن المحادثات بين واشنطن وبيونغ يانغ “تتقدم بسرعة”، مضيفا “أنا متفائل جداً إزاء فرص نجاح” أول لقاء بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي، موضحاً أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم “ضمانات أمنية فريدة ومختلفة” عن تلك التي عرضتها حتى الآن على بيونغ يانغ مقابل نزع أسلحتها النووية “بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه”.

إيران متشائمة
وبالمقابل عبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم بطهران عن عدم تفائله تجاه لقاء القمة الأميركية الكورية الشمالية، ورداً على سؤال حول الاجتماع المرتقب للرئیسین قال: “إن موقف إیران بهذا الخصوص واضح ولم يتغير، نحن مهتمون باستتباب السلام والاستقرار والأمن فی الجزیرة الكوریة”، إلا أنه عبر عن تشاؤوم حكومته وشدد علي أن “طهران لیس لدیها وجهة نظر متفائلة بشأن هذا الموضوع، نظرا لماضي وتاریخ السلوك والعلاقات التي نعرفها من الولایات المتحدة، لا سیما تلك التي یتبعها ترمب، منها وضع العراقیل والانسحاب من الاتفاقیات والعقود وعدم الالتزام بالتعهدات، خاصة فیما یتعلق بالاتفاق النووي، ونعتقد أن على الحكومة الكوریة أن تتعامل مع هذا الأمر بحذر شدید، لأن طبیعة الأدارة الأميركیة تجعلنا نحكم بعدم التفاؤل”.

وكان ترمب أعلن في 8 مايو الماضي انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران ووصفه “باتفاق مروع أحادي الجانب”، مشيراً إلى أنه سيعيد فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران وبشكل أشد من السابق، متهماً طهران بإشعال الصراعات في الشرق الأوسط، ودعم المنظمات الإرهابية.

العلاقات الإيرانية الكورية الشمالية
وتجذرت العلاقات بين طهران وبيونغ يانغ منذ ثمانينيات القرن الماضي، انطلاقا من العداء المشترك للولايات المتحدة الأميركية، وصولا إلى بلوغ مرحلة التعاون الاستراتيجي بين طهران وبيونغ يانغ.

وكان المرشد الإيراني زار كوريا الشمالية في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم عندما كان رئيساً للجمهورية في إيران وتلتها زيارة أخرى قام بها هاشمي رفسنجاني في نهاية الثمانينيات ووطد من خلالها العلاقات بين البلدين وأهم ما ميز هذه العلاقات هو التعاون العسكري، حيث زودت بيونغ_يانغ طهران بتقنية إنتاج الصواريخ الباليستية.

وآخر ما أشير إليه في مجال التعاون العسكري بين البلدين جاء في تقارير غربية نشرت في مطلع مايو 2017 تحدثت عن اتساع التعاون الصاروخي بين #إيران وكوريا الشمالية عقب اختبار طهران حينها صاروخ كروز من غواصة “ميدجيت” في مضيق هرمز، بالخليج العربي، والمنقولة بالتفصيل عن تصميم وضعه خبراء كوريون شماليون.

وأكد تقرير صادر عن #وزارة_الدفاع_الأميركية وقتها على أن #طهران أجرت تجربة لإطلاق صاروخ من تحت المياه للمرة الأولى من إحدى غواصاتها بالتعاون مع مسؤولين من كوريا_الشمالية التي تملك خبرات عسكرية في هذا المجال.

ونقلت قناة “فوكس نيوز”، عن جيفري لويس، الخبير في انتشار القذائف في معهد “ميدبوري” للدراسات الدولية في مونتيري، أن “الصواريخ الأولى التي شاهدناها في إيران كانت مجرد نسخ من الصواريخ الكورية الشمالية”.

ورأى لويس أنه “في الماضي، كنا نرى أشياء في كوريا الشمالية، تظهر في إيران، وفي بعض السنوات الأخيرة، رأينا بعض الأشياء الصغيرة تظهر في إيران أولاً ثم تظهر في كوريا الشمالية ثانياً، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت التجارة التي بدأت من كوريا الشمالية لإيران أم بالعكس”.

وكانت إيران اختبرت صاروخاً باليستياً أطلقت عليه تسمية “خرمشهر” في أواخر كانون الثاني/يناير المنصرم، بالإضافة إلى تجربة صاروخ “عماد” القادر على حمل رأس نووي في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2015.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن كوريا الشمالية صممت صاروخ “خرمشهر”، لتقوم إيران بإطلاق صاروخ مماثل بخبرات إيرانية لصاروخ “موسودان”، الذي يعتبر من أكثر الصواريخ تقدماً في الترسانة العسكرية لكوريا الشمالية.

والسؤال الذي يطرح نفسه، لا يتعلق بمضاعفات تطبيع العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ على علاقات الأخيرة بطهران فقط بل هل ستلتزم كوريا الشمالية بالعقوبات الأميركية المشددة التي قررت الولايات المتحدة فرضها وخاصة في مجال الأنشطة الصاروخية الإيرانية؟

العربية