صحفي سوداني يكشف تفاصيل مدهشة عند لقائه بوزير الخارجية الاثيوبي
قطعا ومؤكد ان هذا المشهد الخاص بقيادة رئيس الوزراء الاثيوبي السيارة مع ضيفه الشيخ محمد بن زايد، صنع بواسطة مستشارين ؛ ولا اشك في لو ان الزيارة كانت لاي بلد عربي اخر لاستدعت المراسم ابهة الدنيا والزمان لكن في اديس تمت المراسم بشكل انيق بلا بهرجة وهذا يكسب الضيف عادة الحياد في الظنون بشكل موجب ؛
واعتقد ان عمل تحسين صورة الحدث فعلت كذلك في صورة الطائرة مع عودته و عدد من المساجين الطلقاء من مصر. حيث ترك الرجل الطائرة الرئاسية ليعود بحجز في الدرجة السياحية مع رحلة عادية مبرمجة من القاهرة ؛ هذه كفاءة في أشغال تصنيع صورة شعبية حسنة الملامح تعزز الصورة الذهنية المسبقة عن الرجل بكونه اتى من وسط الزحام دون روافع نخبوية ؛ وقد حرص إعلام الرجل الرسمي والحزبي حتى في مقام حزب ارومو على عرض حياة والده كشيخ صوفي في قرية باقليم جيما وبيت نشاة رئيس الوزراء كبيت عادي لم يستدرك بتحسينات عاجلة وترك كما هو بل ان حتى الوصول للمنزل يتم بسؤال عادي للمارة وقد تعجبت حينما وصلت قبل اشهر للمنطقة ولم الحظ حتى اي إجراءات تتعلق بحرس او حماية واظن ان هذا جيد وان كنت اظن ان عموم السمت السلطاني هناك رصين السلوك
واذكر اني اجريت حوارات داخل وزارة الخارجية واندهشت حينما اكملت دخولي بعد مراجعة اسمي ودللت على الدرج المؤدي لمكتب الوزير لاجد المكاتب مرقمة وعليها ديباجات معرفة وحين دخلت وجدت سكرتيرة واحدة تطبع بعض الاوراق وفي مكتب صغير وعادي يماثل مكتب محرر بصحيفة فجلست لدقائق ادخلتني بعدها الى الوزير والبرلماني والمناضل صاحب التاريخ الذي استقبلني وخدمني بقارورة ماء جرها من (بكتة) بزاوية مكتبه ثم إستدعى ذات السكرتيرة وامرها باعداد كوب شاي او قهوة مع السكر بالنسبة لي لاني (سوداني)! لم اجد حاشية سكرتارية او مدير مكتب يلعب دور العراب ؛ اكملت شغلي الصحفي فقادني الرجل حتى باب الخروج وقد لاحظت انه واثناء عبوره ان العمال والسفراء كان فضولهم حول شخصيتي اكثر من مصافحة الوزير او حتى الحديث معه
اعتقد ان واحدة من اهم اسباب الصورة الذهنية المستبشعة للانقاذ الان سببها ان لا جهد مبذول في الاهتمام ببعض التفاصيل الضارة لان رؤية طبع الصورة في الاذهان غير متعوب عليها وتعتمد على تفاصيل اكد وابان وقام وقعد!
بقلم
محمد حامد جمعة