آفاق مفتوحة
نجتمع الآن في الصين، صحافيين من (54) بلداً من قارات العالم المختلفة، رؤساء اتحادات ومنظمات صحفية وإعلاميين من أصحاب الخبرات الضخمة من دول ذات تجارب طويلة، وعلى مدى أيام نناقش في منتدى متخصص دور الإعلام في تعزيز المنافع والمصالح الاقتصادية بين الشعوب على ضوء مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي أطلقها عام 2013م وعرفت بمبادرة الحزام والطريق، وهي استنهاض واستلهام ما كان عليه طريق الحرير البري والبحري من الصين حتى أوروبا براً، وعبر حزام البحر إلى بقية دول العالم المختلفة، وكانت لنا باسم السودان والقارة الإفريقية التي مثلناها وأنابتنا، مساهمة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى ببكين قبل يومين، نجملها في النقاط التالية:> نجتمع الآن في الصين، صحافيين من (54) بلداً من قارات العالم المختلفة، رؤساء اتحادات ومنظمات صحفية وإعلاميين من أصحاب الخبرات الضخمة من دول ذات تجارب طويلة، وعلى مدى أيام نناقش في منتدى متخصص دور الإعلام في تعزيز المنافع والمصالح الاقتصادية بين الشعوب على ضوء مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي أطلقها عام 2013م وعرفت بمبادرة الحزام والطريق، وهي استنهاض واستلهام ما كان عليه طريق الحرير البري والبحري من الصين حتى أوروبا براً، وعبر حزام البحر إلى بقية دول العالم المختلفة، وكانت لنا باسم السودان والقارة الإفريقية التي مثلناها وأنابتنا، مساهمة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى ببكين قبل يومين، نجملها في النقاط التالية:} عبر تاريخ طويل من التعاون والتواصل بين القارة الإفريقية والصين، ظلت العلاقات بين الجانبين تتطور مع الزمن والحقب والعصور، وتقوم على ركيزتين أساسيتين، أولهما أن طرق التجارة وتبادل المنافع والبضائع السلع منذ فجر التاريخ، ظلت طرقاً مفتوحة وسالكة عبر البحار والمحيطات وعبر الطرق البرية وأهمها طريق الحرير إلى غرب آسيا وإفريقيا، والركيزة الثانية أن الصين عبر القرون الطويلة لم تظهر كقوة استعمارية أو سلطة غازية لغيرها من الشعوب.. وعبر هذه الأزمنة المتطاولة ظلت العلاقة تقوم على مفاهيم واضحة تتعزز فيها الروابط بالصداقة المثمرة وتبادل المنفعة والتواصل الخلاق. } لم تصل العلاقة الصينية إلى مرحلة من التقدم والتطور كما وصلت إليها الآن، الشريك الاقتصادي الرئيس لعدد كبير من البلدان الإفريقية هو الصين، ويتوقع حسب تقارير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات اقتصادية عالمية أن يصل حجم التبادلات التجارية إلى ما يقارب (500) مليار دولار بحلول عام 2020م، متفوقة على أوروبا التي وصل حجم التبادل التجاري بينها وإفريقيا إلى (340) مليار دولار مع تراجع للوراء، وتعد الصين المستثمر الأول في مجالات التعدين والنفط والبنى التحتية في البلدان الإفريقية، وأنجزت الشركات الصينية آلاف الكيلومترات من الطرق وأنشأت العديد من المطارات والموانئ وخطوط السكك الحديدية والسدود والخزانات والجسور في دول إفريقية عديدة. } بلغ الاهتمام الصيني أوجه بحدوث تطور كبير في مجال النهضة الاقتصادية خلال الثلاثين عاماً الماضية ببلدان القارة الإفريقية، ففي عام 2015م عد صندوق النقد الدولي دول إفريقيا جنوب الصحراء من أفضل الأسواق الصاعدة في العالم، بينما حققت بعض الدول الإفريقية معدلات نمو اقتصادي كبيرة فاقت التوقعات. } لم يكن الاهتمام الصيني بإفريقيا نابعاً من رغبة فقط في زيادة الصادرات الصينية أو التوسع في الاستثمارات المختلفة في القارة السمراء، أو من أجل زيادة وارداتها من إفريقيا سواء كانت المعادن أو النفط أو المنتجات الزراعية وغيرها، وإنما هناك سعي مشترك من أجل قيم حضارية تتقاسمها الصين وإفريقيا، فالتواصل الحضاري والمشتركات التي تسهم في نهضة الشعوب والاستفادة من تاريخ مشع وعريق وجذور علاقة متينة ممتدة، هو ما يدفع الصين بقوة لتنمية صلاتها وتعاونها وقدراتها في شتى المجالات، والتنسيق مع إفريقيا في الفضاء الدولي سياسياً واقتصادياً وثقافياً في هذه المرحلة الراهنة من أجل ربح وفوز مشترك كما يقول الرئيس شي بينغ.} تعزز مبادرة الحزام والطريق عملية الارتباط الوثيق بين إفريقيا والصين وتضاعف فرص التعاون البناء وإتاحة الفرص أكثر، فإذا كانت المنتجات الصينية موجودة بكثافة في الأسواق الإفريقية، فإن المستقبل القريب سيجعل وجود الصين بمنتجاتها وصناعتها وثقافتها وقيمها الحضارية التي بنت عليها نهضتها العمود الفقري للتعاون مع إفريقيا.} مبادرة الحزام والطريق ليست للمنفعة الاقتصادية فقط، بل طريق بري وبحري للتعاون والاتصال والارتباط والاهتمام بمصائر الشعوب لتحقيق أهداف مشتركة وتنسيق مواقف متطابقة وسط الأسرة الدولية خدمةً للشعوب من أجل الرفاه والتقدم والازدهار الاقتصادي. } يتطلب هذا التعاون الإفريقي الصيني إرداف وإرفاق التعاون العربي الصيني أيضاً، باعتبار أن الفضاءين المتجاورين العربي والإفريقي يمثلان حالة واحدة وسوقاً متصلاً وشعوباً متقاربة.} يتطلب هذا التعاون نمطاً اقتصادياً موحداً، واعتماد عملة واحدة للتبادلات التجارية وأنظمة مصرفية تخرج من إطار الهيمنة الغربية تستطيع تسهيل تدفقات الاستثمارات وسبل التجارة، فمع تحقيق الفوائد عبر مد الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية والخطوط الملاحية البحرية لتسهيل حركة نقل الواردات والصادرات، فإن تغييرات وتسهيلات التحويلات المالية ونظم مالية مرنة ومحكمة تجعل من الشراكة الإفريقية الصينية أكبر شراكة في التاريخ.
صحيفة الانتباهة