رأي ومقالات

كاتب سعودي: حقيقة مؤثرة عن (أبيار علي)!

الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها، وقد أعجبني فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد في خطبته يوم الجمعة 22 شوال 1439هـ عن الوقت الضائع في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الوسائل فيها الغث وفيها السمين، وقال حفظه الله: إن التعامل مع وسائل الاتصال ورسائله ينبغي أن يكون أكثر وعياً وحكمة، مشيراً إلى أن التعلق الدائم بهذه الأجهزة أدى إلى إهمال ما لا يجب إهماله والإساءة إلى مشاعر من يجب احترام مشاعره.

وفيما كنت أقلب في موضوعات التواصل الاجتماعي عثرت على معلومات قيمة تستحق تنوير القراء بها.

الكثير منا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة، فعند هذا الميقات ينوي ويحرم قاصدو الحج أو العمرة من هناك ومنهم أهل بلاد الشام ومن في جهتهم.

وكانت تسمى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده (ذي الحليفة).

ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح، والصحيح أنها سُميت بذلك نسبة لعلي بن دينار.

وعلي بن دينار –رحمه الله– هذا جاء إلى الميقات عام 1315هـ/1898م حاجاً (أي قبل أكثر من 113 سنة)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام وعمر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي، نسبة لعلي بن دينار.

فهل تدرون من هو علي بن دينار هذا؟

إنه سلطان دارفور، تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة لها سلطان اسمه علي بن دينار.

وهذا السلطان لما تأخرت مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال 20 عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور.

هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6 ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (والذي لا تعرفونه عنها أن فيها أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد على 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب)، حتى إن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض «دفتي المصحف»، وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه «رواق دارفور» كان أهل دارفور لا ينقطعون عن إتيانه ليتعلموا في الأزهر الشريف.

السطر الأخير:

الناس للناس من بدو ومن حضرِ

بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ

بقلم
عبدالله عمر خياط
* كاتب سعودي

نقلاً عن صحيفة عكاظ

تعليق واحد

  1. اهم معلومة لم يذكرها الكاتب؟؟؟

    كل الكلام اعلاة قبل دارفور تنضم للحفرة الاسمها السودان