الصادق الرزيقي

حول زيارة السيسي


كأنها صدفة ..! ففي وقت متزامن تطوي المنطقة حولنا ومحيطنا كله، ملفاته الخلافية، يضمد جراحات حروبه، وتبدأ صفحات جديدة من التعاون والتصالح وركل نقاط الاختلاف إلى الوراء والبدء من جديد في مسار العلاقات النافعة، العلاقة بين السودان ومصر لم تكن علاقات حروب ولا تنازع وصل الى ما وصل اليه النزاع الإثيوبي الإريتري الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الجانبين في الصراع الحدودي بينهما منذ عام 1998م، غير أن قضية حلايب والتوتر فيها منذ عام 1958م سقط فيها ضحايا يعدون على اصابع اليد الواحدة، وكان ذلك نتاج الصبر والحكمة السودانية.

> في سياق ما يجري في الإقليم من تسويات شاملة وإنهاء أزمات وملفات ساخنة، هل ستكون زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للخرطوم التي تبدأ الخميس المقبل وتنتهي بالجمعة، بداية النهاية لطي الخلافات والملفات المفتوحة بين البلدين، في ظل وجود ارادة سياسية قوية ورغبة من الطرفين في تنقية علاقاتهما من أية شائبة وابتدار مرحلة من التعاون؟
> هذه الاسئلة المشروعة تثار هنا وهناك، وتعول كلا الحكومتين في الخرطوم والقاهرة، على الزيارات المتبادلة وتفاهم الرئيسين في لجم الخلافات وإخمادها، وحل كل المشكلات التي ترفع اليهما من المستويات الوزارية واللجان الثنائية التي تم تكليفها منذ لقاء الخامس في يناير الماضي على هامش القمة الافريقية بأديس أبابا.

> زيارة الرئيس المصري للخرطوم ستشهد تطورات جديرة بالاهتمام، كونها أول زيارة للرئيس المصري بعد إعادة انتخابه واطول وجود له سيكون بالخرطوم، كما أن عدة موضوعات ظلت متباطئة في حركتها تجاه الحل، بعضها معقد، تتخلص منه اللجان الوزارية والمستويات الثنائية الاخرى متعللة بتركه للرئيسين وفي مقدمتها ملف قضية حلايب، وهو ما عقد العلاقة بين البلدين، فهل يا ترى تشهد هذه الزيارة حلاً شبيهاً بالحل الإثيوبي الإريتري ..؟ وتعترف القاهرة طواعية بسودانية حلايب ويطوى للأبد الملف الذي يبعد كعب أخيل من العلاقات السودانية المصرية ..؟!!
> في اتجاه آخر هناك تطورات مهمة على صعيد العلاقة بين البلدين، كما تجرى في المنطقة العربية والإفريقية تحولات كبيرة لها تأثيراتها وانعكاساتها على البلدين الجارين، فالقاهرة بادرت بطرد عدد من كوادر المعارضة السودانية، وقد ظلت الخرطوم باستمرار تشير الى خلو ترابها من اي معارض مصري مقابل اكتظاظ القاهرة بمعارضين من حملة السلاح وغلاة المتطرفين في صراعهم السياسي مع الحكومة السودانية ومن يسعون لاقتلاعها قلعاً من سلطتها، وسارعت القاهرة بالتخلص من عبء المعارضين السودانيين، وانتظرت في نهاية الطريق .. وعلى طريقة هذه بتلك هناك ملفات على الطاولة مطلوبة مصرياً منها التبادلات التجارية وعودة السلع والبضائع المصرية، ولن يغيب ملف مياه النيل في لقاء الخرطوم بين الرئيسين، بيد أن هناك انفراجات بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد الى القاهرة ووجود تحركات ثلاثية تهدف الى ايجاد صيغة تفاهم معقولة تصبح مقبولة.
> على كل.. مرحباً بزيارة السيسي، فالخرطوم التي تفتح ذراعيها لمصر هي ذاتها الخرطوم وستظل، لا ترجو إلا الخير لمصر وشعبها، ولا تعمل إلا من أجل مصلحة مشتركة للشعبين ومنفعة تعم وادي النيل وتحقق تطلعات أهله.

الوفاق المريخي
> نجحت أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني بجدارة في تحقيق التوافق بين أطراف نادي المريخ العاصمي المتناحرة والمتصارعة في قيادة النادي، وهي أزمة استمرت لشهور طويلة حارت فيها كل الجهات المعنية ولم تحل، ولم يصدر حولها قرار او اجراء إلا وأُجهض على الفور ومات في مهده، لكن الأمانة بكل دأب واجتهاد وصبر وتحت قيادة أمينها الشاب محمد الأمين وأعضاء أمانته ثابرت وقادت حواراً مفيداً وبناءً حتى توصلت بعد لأي وعنت، الى حل تم التراضي عليه بين أهم مجموعتين داخل نادي المريخ يمكن بتعاونهما أن يستقر النادي العريق وينجو من مصير كان سيحيق به لو استمر الحال السابق كما هو عليه.
> كمراقبين وشهود وقفنا على هذا الوفاق، وتيسر لنا التعرف على المجلس الجديد الذي انتفت فيه الاصطفافات والتحيزات السابقة، وكلنا على ثقة بأن نادي المريخ سيتجاوز هذه المرحلة، ولو أخذ المجلس الجديد بالروح الوفاقية التي سادت وزرعت في جسد النادي واستمعوا لما قاله راعي الوفاق والي الخرطوم الذي تابع مع الأمانة كل صغيرة وكبيرة، سينجح هذا المجلس وسيصمد أمام أية عاصفة وسيحقق المرجو منه والمأمول تنفيذه، شكراً لأمانة الشباب وأمينها، وقد تبقت لكم مهام أخرى تنتظر المضي فيها بحزم وقوة.

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة