رئيس أميركي أرسل بعثة استكشافية للقاء أقوام تحت الأرض
ظهرت منذ القدم نظرية الأرض المجوفة المتكونة من طبقات عديدة، لتغذي الخيال العلمي للعديد من الباحثين.
ووجدت هذه النظرية الغريبة أصولها في الفلكلور، والأساطير، والخرافات لدى مختلف الشعوب، حيث تحدّث الإغريق منذ القديم عن العالم السفلي الذي تسكنه الأرواح عقب مغادرتها للجسد، وتحدثت أساطير الشعوب الجرمانية والنوردية عن كائنات الآلف السوداء التي كانت تخرج من جوف الأرض.
رسم تخيلي لجون كليفز سيمز الإبن
ونقل دانتي أليغري الملقب بأب اللغة الإيطالية في كتابه الكوميديا الإلهية، والذي صنفه المؤرخون على أنه أهم عمل أدبي في #أوروبا خلال العصور الوسطى، فكرة مشابهة حول مركزية الأرض وانقسامها لطبقات ووجود الشيطان بمركز الأرض.
وثيقة موقعة من قبل جون كليفز سيمز الإبن تعود لسنة 1818 خلال سعيه لإجراء رحلة للبحث عن البوابات التي تقود نحو مركز الأرض
وخلال القرون القليلة المنقضية، عادت هذه النظرية للظهور مجددا وبقوة، حيث دافع العديد من العلماء وعلى رأسهم عالم الفلك الإنجليزي إدموند هالي أواخر القرن السابع عشر عن فكرة العالم المجوف المقسم إلى طبقات، ولكن الأغرب حصل خلال عشرينيات القرن التاسع عشر، حيث أقنع أحد المسؤولين السابقين في الجيش الأميركي الرئيس جون كوينسي أدامس بإرسال بعثة نحو جوف الأرض لفتح طريق تجاري مع الأقوام التي ظنوا أنها تسكن فوق طبقات أخرى.
ووصف جون كوينسي أدامس بالرجل المتعلم والمثقف، فخلال مسيرته العلمية ارتاد الأخير العديد من المعاهد والمدارس، فضلا عن ذلك كان هذا الرئيس الأميركي قادرا على النطق بلغات عديدة.
لوحة زيتية تجسد الشاعر الإيطالي دانتي أليغري والذي روج لفكرة الأرض المجوفة من خلال كتاب الكوميديا الإلهية
وفي حدود سنة 1824 وإثر تفوقه في الانتخابات الرئاسية، أصبح جون كوينسي أدامس الرئيس السادس في تاريخ #الولايات_المتحدة الأميركية.
وفي أواخر فترته الرئاسية، تلقى الرئيس الأميركي جون كوينسي أدامس عرضا غريبا حول وجود عوالم أخرى داخل ما عرف حينها بطبقات الأرض، واقترح حينها جون كليفز سيمز الابن الذي كان مسؤولا بالجيش الأميركي على الرئيس فكرة قيادة عملية استكشافية نحو طبقات الأرض للقاء أقوام أخرى.
وروج جون كليفز سيمز الابن لهذه الفكرة منذ سنة 1818، مؤمنا بوجود فتحات بقطبي الأرض على شاكلة بوابات قادرة على نقل البشر نحو طبقات الأرض.
واقترح الأخير القيام برحلة نحو مناطق سيبيريا للبحث عن هذه الفتحات وزيارة العوالم السفلية.
وفي عام 1820 تقدم جون كليفز سيمز الابن بطلب للكونغرس الأميركي من أجل تمويل رحلته الاستكشافية، لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل النواب.
ومع تولي جون كوينسي أدامس للرئاسة، استغل المسؤول العسكري السابق حب الرئيس الجديد للطبيعة والاستكشاف ليقدم له عرضا مشابها لذلك الذي تقدم به سنة 1820.
وخلال فترته الرئاسية، تعرض جون كوينسي أدامس للعديد من الانتقادات بعد اتهامه بإهدار المال في إنشاء مشاريع غريبة مثل مرقب واشنطن.
وتزايدت هذه الانتقادات أكثر فأكثر عقب موافقة الرئيس السادس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية على تمويل الحملة الاستكشافية لجون كليفز سيمز الابن، الذي أقنعه بإمكانية التعرف على أقوام أخرى في جوف الأرض، وربط علاقات تجارية معها.
وفي تلك الأثناء، استغل معارضو الرئيس هذه الحادثة لترويج فكرة تدهور مداركه العقلية وعدم قدرته على مواصلة مهامه.
فيما لم تر خطة جون كليفز سيمز الابن بزيارة جوف الأرض النور أبدا، فمع نهاية فترة رئاسة جون كوينسي أدامس وتولي أندرو جاكسون لمنصب الرئيس توقف الدعم المادي المقدم لهذه البعثة لتعرف بعد ذلك عملية زيارة جوف الأرض نهايتها بشكل مبكر.
العربية نت