اتهام مساعد للرئيس الفرنسي بانتحال صفة رجل شرطة والاعتداء على متظاهرين
يحقق الادعاء الفرنسي في مزاعم اعتداء مساعد بارز للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على محتجين في باريس أثناء عيد العمال وارتدائه زي الشرطة.
وظهر أليكسندر بينالا في مقطع مصور وهو يعتدي بالضرب على سيدة ورجل خلال احتجاجات نظمت في أول مايو/أيار الماضي.
وظهر بينالا في فيديو التقطه طالب ناشط، وتعرفت عليه صحيفة “لوموند” الفرنسية.
ماذا حدث؟
وقع الحادث في منطقة سياحية شهيرة في ميدان “كونترسكراب” في الحي الخامس في باريس، حيث تجمع نحو مائة شخص في المكان في الأول من مايو/أيار الماضي.
ويظهر الفيديو الأصلي، الذي نشره الطالب طه بوحافظ البالغ من العمر 21 عاما على وسائل التواصل الاجتماعي، رجلا يرتدي خوذة الشرطة وزيّا لا يمت بصلة لزي شرطة مكافحة الشغب الفرنسية انضم إليهم بعد اندلاع اشتباكات.
وجذب الرجل سيدة من عنقها وأخذها من الشارع قبل أن يختفي الاثنان من أمام الكاميرا.
وبعد وقت قصير عاد إلى موقع الحدث واعتدى على محتج آخر وحملته الشرطة مسافة قصيرة قبل أن تتركه بمفرده على الأرض.
وشوهد الرجل، الذي تحددت هويته بأنه بينالا، وهو يجذب متظاهرا شابا من عنقه ويضربه على رأسه وفي بطنه على ما يبدو عندما سقط على الأرض.
ولا يبدو أن شرطة مكافحة الشغب تدخلت.
وقال متحدث باسم الرئاسة إن بينالا حصل على إذن بحضور الاضطرابات كمراقب في يوم عطلته.
وأظهرته صور أخرى وهو يرتدي شارة الشرطة.
من هو ألكسندر بينالا؟
كان بينالا، قبل أن ينضم إلى فريق العمل الرئاسي، يشغل منصب رئيس جهاز الأمن في الحملة الانتخابية لماكرون عام 2017.
وخلال توليه هذا الدور كان مرافقا دائما للرئيس قبل انتخابه، وتظهر صور أرشيفية الرجلين معا في الكثير من الأحداث العامة رفيعة المستوى.
وسعى ريشار فيران، عضو بارز في حزب ماكرون، إلى التقليل من أهمية دور بينالا.
وقال للتلفزيون الفرنسي :”إنه ليس مساعدا قريبا، هو شخص كان مكلفا بمهمة خلال الحملة الانتخابية ثم انضم إلى فريق العمل في قصر الرئاسة الإليزيه”.
وردا على سؤال إذا كانت لديه ثقة في حارسه الخاص مساء يوم الأربعاء، وأشار ماكرون إلى عضو في طاقمه، وقال :”حارسي الخاص هناك”.
وبوصفه رسميا يعمل لدى شركة أمن خاصة، فقد عمل مع سياسيين فرنسيين آخرين في الماضي، من بينهم الاشتراكية البارزة مارتين أوبري، والرئيس السابق فرانسوا هولاند.
وفي عام 2012 عمل سائقا لوزير الصناعة أرنو مونبورغ.
وقال مونبورغ لصحيفة “لوموند” إن بينالا طُرد من وظيفته بسبب سوء سلوكه بعد أن تسبب في حادث سيارة في حضور الوزير وأراد الهرب من موقع الحادث.
ماذا كان رد الفعل؟
قال برونو روجيه-بوتي، المتحدث باسم قصر الإليزيه، إن بينالا أوقف عن العمل لمدة أسبوعين بدون راتب من الفترة 4 إلى 19 مايو/أيار كعقاب وُصف بأنه الأشد حتى الآن لرئيس مكلف بمهمة يعمل في مكتب الرئاسة.
كما استُبعد من دوره المتعلق بتنظيم الأمن لزيارات الرئيس.
وذكر التلفزيون الفرنسي أن بينالا تعامل مع الأمن خلال حدثين مهمين هذا الشهر، من بينهما احتفالات فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم في شارع الشانزيليزيه.
وأعلن الإدعاء الفرنسي يوم الخميس أنه سيفتح تحقيقات مبدئية في الاعتداء المزعوم.
ومن المحتمل توجيه اتهامات من بينها ارتكاب مسؤول عام أعمال عنف، وانتحال صفة رجل شرطة واستخدام شارة الشرطة على نحو غير قانوني.
وقال الناشط طه بوحافظ لراديو فرنسي الخميس إن المحتجين كانوا “يقفون في هدوء” في الميدان قبل تسجيل هذا الفيديو.
وقال بوحافظ : “توسل الرجل المطروح على الأرض لبينالا كي يتوقف. ولا يوجد تفسير لهذا العنف”.
وكان ماكرون قد تعهد من خلال حسابه على تويتر يوم الاحتجاجات بأن كل شخص مسؤول عن أعمال عنف “ستحدد هويته وسيقدم للمحاسبة على ما ارتكبه”. وحظيت التغريدة على اهتمام جديد بعد الاتهامات الموجهة لموظفه.
ودعا نواب المعارضة في البرلمان إلى اتخاذ إجراء شديد الصرامة ضد المسؤول الرئاسي.
وشكا الاشتراكي أوليفيه فور من ازدواجية المعايير، وقال إنه يوجد قانون يطبق على المواطنين وقانون آخر يطبق على الرئاسة.
كما دعا أليكسي كوربيير، من حزب “فرنسا التي لا تقهر” اليساري المتشدد، إلى إقالة بينالا، في حالة التأكد من المزاعم.
بي بي سي عربية