تحقيقات وتقارير

عن صغر سن و(حجم) الجيل الجديد من الطلاب نحكي .. إذا رأيت حقيبة تسير لوحدها فلا تَخف .. هؤلاء أطفال (سنة أولى)!!

كتب أحدهم قبيل أيام قلائل على متن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (إذا رأيت حقيبة تسير لوحدها على الطرقات فلا تخف، هؤلا أطفال الصف الأول في طريقه للمدرسة) – عبارة استهتارية واستنكارية – حاول بها أحد الناشطين وصف صغر سن و(حجم)، الأطفال الوافدين للمدارس هذا العام.. (كوكتيل) بنظرة استقصائية جمعت عدداً من الآراء حول الظاهرة للوقوف على تأثيراتها ومدى القبول بها والحلول التي يفترض أن تكون حاضرةً.

(1)
الأستاذ محمد فتح الرحمن قال في حديثه لـ (كوكتيل)، إنّ أكبر ضَررٍ قد يَقع على الطفل صغير السن يتمثل في عم تَمكُّنه من استيعاب المُقرّرات المُقرّرة عليه وقد تواجهه صعوبة كبيرها في الحفظ كذلك، وذلك لأنّ المقررات يتم تحديدها في كل عام على فئات عُمرية مُحدّدة بتدرجاتهم العلمية التي تلقوها في مرحلة التعليم ما قبل المدرسي، وأنّ النتيجة الحتمية لهذا الفعل هو الحصول على طالب مُتدني الفهم والحفظ، وتابع: (في حالة رسوب هذا الطفل في منهج العام الدراسي وتخلفه عن مُواصلة التقدم مع أصدقائه قد يصل به الحال إلى الدخول في حالات نفسية ورُبّما صُعوبة التّعامل مع تلاميذ آخرين تجعله انطوائياً، وهناك عددٌ من المدارس تُطالب الأسر بإرجاع أطفالها للرياض إن تبيّن لها ضُعف استيعابه والبعض الآخر لا يعيرون هذا الأمر اهتماماً).

(2)
من الأفضل إعطاء الطفل حقه الكافي (في اللعب والنوم) وغيرها، التي لها دور أساسي في اكتمال عقلة ونموه ومرحلة التعليم قبل المدرسي (الروضة) والتمهيدي مهمة جداً لبناء شخصية الطفل ومداركه ليستطيع التعامل مع زملائه في المرحلة الابتدائية.. فكثير من الأطفال يتعرّضون للظلم من الأطفال الآخرين نتيجة فقدانه للتوجيه الكافي من قبل الوالدين وضعف الرقابة المدرسية أحياناً، هكذا ابتدرت ربة المنزل سميرة إبراهيم حديثها، وواصلت: (غير كدا في أمهات عشان يتخلّصن من جوطة الأطفال في البيت بدخلوهم المدارس بدري وبالذات الأم العاملة، بتلقاها من سن 4 سنوات مُستعدة تدخلهم المدارس عشان ما يعطِّلوها عن العمل)! وبالتأكيد هذا التصرف يُؤثِّر سلباً على الطفل.. وبعض المعلمين يفرضون على الأطفال مهاماً لا يستطيعون القيام بها نظراً لقُدراتهم الجسديّة والعقليّة والنفسيّة.

(3)
المُوظّف أباذر حسن تحدث حول الموضوع قائلاً: هناك حالات شواذ تخص أمر إدخال الأطفال في سن غير مُناسبة للدراسة، فبعض الأُسر تنتهج منهجاً غير مقبول، هذا المنهج يتعب الأُسرة قبل الطفل (لازم يمشي حد يوصولو المدرسة وبتابعو ودا لأنو صغير على الخروج من المنزل للمدرسة، وإنه لا يستطيع الحفاظ على أغراضه، وأيضاً لا يُمكنه التعامل مع تلاميذ الفصل الآخرين)، لذلك يتكرّر دائماً مشهد (أمي ارح ودِّيني المدرسة.. أمي الليلة فلان ضربني.. أمي الأولاد سرقوا أغراضي وندخل في دوامه كل يوم نادي ولي أمرك).. وختم حديثه: (بالفعل زوجتي أرادت إدخال الأطفال قبل سن السابعة، لكنني لم أوافق على طلبها وأخبرتها بضرورة إكمال طفولتهم دُون ضُغوطٍ).

(4)
أستاذة رياض الأطفال آمنة سعيد ذكرت أنّ إدخال الطفل في سن أقل من المسموح به يجعله الأضعف استقبالاً للمعلومة والحفظ بين بقية الطلاب، وكلما كان سنه مناسباً كان أكثر استيعاباً وإدراكاً للمعلومة، وهناك حُلُول لأخرى تتمثل في التّعليم ما قبل المدرسي، وأيضاً تحفيظ القرآن الكريم بالخلاوي ينشط المخ فهو عبارة عن لوحةٍ بيضاءٍ مُتاحة لاستقبال المعلومات وحفظها لكن في حدود عقله وسنه، وواصلت: (أغلب الأمهات العاملات يضعن أبناءهن بالرياض كوسيلة للحصول على مكان يحفظهم حتى انتهاء أوقات العمل.. وهكذا يتدرجون في مراحل الرياض وهم صغار ودُون مُتابعة ولن يستفيد إلاّ القليل وبعدها ينتقلون للدراسة في سن مُبكِّرةٍ والمحصلة طالب غير مُوفّق أكاديمياً).

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني