تدويل اضطراري تظهر ملامحه
الفرصة الآن بعد المآسي الإنسانية في مدن يمنية خالية من الجوثيين بدت مهيأة تماماً لتدخل الأمم المتحدة أمنياً لادانة الجميع .. لو نظرت الآن إلى مدينتي المهرة وميناء الحديدة ..
< وكنا قد ذكرنا هنا أن الاعتماد الكلي على الاستخبارات السودانية في تحقيق الهدف داخل اليمن الذي هو اعادة الاوضاع السياجية إلى طبيعتها يبقى مهماً بحكم تجارب الجيش السوداني.< والجيش السوداني المكون من عناصر مقاتلة من كل مناطق وجهات وقبائل السودان بخلاف الحركات المتمردة دائماً .. يهمه قبل النصر مراعاة الاوضاع الإنسانية .
< فصارت عنده مراعاة الاوضاع الإنسانية جزءاً من العقيدة القتالية ذات الطبيعة الدفاعية دائما وأبداً .. لذلك ما وقع من كوارث إنسانية وصحية بسبب القتال في المهرة والحديدة .. مستنكر جداً عنده.
< والحل ..؟ الحل هو إما أن تخلو له كل اليمن ليعيد فيها أمنها واستقرارها وسعادتها .. وإما أن يستبق تدويل قضية اليمن التي بدت تلوح في الأفق .. وسيستثمرها (العدو) الحوثي بمكره المرعي من إيران.< وبالفعل استثمرها .. فقد اهتم بمسيرات ألوفية في طرقات صنعاء التي يحتلها هذا العدو الحوثي .. ومؤسف جداً أن يغتنم عدوك فرصة ظهوره بمظهر الإنساني المشفق على المواطنين .. وبالمقابل يظهرك أنت كعدو لهؤلاء المواطنين تقصفهم فتقتلهم وتدمر منشآتهم الخدمية مثل مستشفى الطوارئ بالحديدة ومرافق امداد المياه الصالحة للشرب .. فتتفاقم حالات مرض الكوليرا .. وتتعاظم اللعنات.
< الجيش السوداني حينما يقود عملية اعادة الاستقرار بنفسه افضل لمن يريدون وينتظرون اعادته أن يكون وحده هو الموجود والمخطط .. وهو من علم بعض دول الإقليم ذلك .
< علم الرائد مأمون عوض أبو زيد مؤسس جهاز مخابرات نميري وهو في الثامنة والعشرين من عمره بعض الدول العربية مثل الامارات العمل الاستخباراتي وقد أسس لهم ذلك .. وهذا معلوم.< وعلم اللواء الدكتور عمر محمد الطيب الإخوة في السعودية كيفية العمل المخابراتي والعسكري .. وهذا معلوم .. وجاء بعد تعليم الرائد مأمون لأولئك.
< أما اللواء المرفع (خالد حسن عباس .. فقد علم ــ في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي ــ الإخوة في مصر كيف يتعاملون مع العدو اليهودي إذا اعتدى على سيناء.
< والآن تدخل الأمم المتحدة بتلميحات التدويل إلى الساحة اليمنية على خلفية مجزرة الحديدة التي استثمرتها حركة الحوثيين المتمردة وسيرت لها المسيرات في شوارع العاصمة اليمنية المجمدة صنعاء .
< ولعل الأمم المتحدة تنتظر أن ينفد السلاح والذخيرة والصواريخ ليتسنى شراء غيرها من الشركات الأمريكية العملاقة المنتجة للسلاح ومنها شركات الرئيس الأمريكي ترامب .< كما تأخرت الامم المتحدة عام 1994م في التدخل في رواندا حتى سقط اكثر من مليون ضحية من قبيلتين، وهي تتفرج كما تتفرج الآن في الحديدة والمهرة واغتيالات العاصمة اليمنية المؤقتة عدن .
< فمخازن شركات السلاح الأمريكية ممتلئة لذلك لن تتدخل الامم المتحدة ولا واشنطون في وقت تراه من ناحية تجارية لصالحهم غير مناسب .
< لكن استخبارات الرائد مأمون واللواء عمر والفريق السر أب احمد .. وهؤلاء الضباط هم وراثهم .. هي ما سنضمن به حل مشكلة اليمن بدون وقوع ضحايا مدنيين وتدمير المرافق الخدمية الضرورية جداً.
غداً نلتقي بإذن الله .خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة