تحقيقات وتقارير

(الشعبي) و(الاتحادي المسجل) … خروج الهواء (الساخن)


بادل حزبا المؤتمر الشعبي والاتحادي الديمقراطي المسجل، الاتهامات الأيام الماضية، كانت البداية حينما أطلق القيادي بالشعبي كمال عمر تصريحات نارية وصف من خلالها أحزاب الحوار بالتقاعس عن القضية الوطنية والانشغال بركوب السيارات الفارهة.

التصريح الذي أطلقه كمال عمر لم يرق للأمين العام المكلف د. أحمد بلال عثمان الذي وصف حديث كمال عمر بالشخصي، بل مضى أبعد من ذلك، وقال إن قادة الشعبي المشاركين في الحكومة يمتطون السيارات.

(الصيحة ) وضعت الطرفين في مواجهة ساخنة، فخرجنا بالتالي:

الأمين العام للاتحادي (المسجل) أحمد بلال لـ(الصيحة):

اتهام كمال عمر لنا يمثل رأيه الشخصي

أعضاء (الشعبي) في الحكومة أنفسهم يمتطون سياراتها

بعض الصحف (حوّرت) حديثي عن (الشعبي)

ليس لدي موقف ضد الشعبي ولم أنتقده مطلقاً

*لماذا هاجمت المؤتمر الشعبي بهذه الطريقة؟

– بالنسبة لي أنا لم أهاجم المؤتمر الشعبي مطلقاً، ولن أزيد أكثر من ذلك، لأن هنالك بعض الصحف قامت بتحوير حديثي الذي تحدثت به في هذا الشأن، وأنا لا أرغب في الانزلاق لمواجهات.

*هاجمت المؤتمر الشعبي ممثلاً في شخص كمال عمر؟

– نعم تحدثت عن كمال عمر، وقلت إن كمال عمر باتهامه لنا بامتطاء السيارات ونسيان قضية الحوار يمثل رأيه الشخصي ولا يمثل أحزاب الحوار.

*عفواً.. ولكن المؤتمر الشعبي جزء من الحوار الوطني وكمال عمر جزء من لجان الحوار عن المؤتمر الشعبي؟

– المؤتمر الشعبي مشارك معنا في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في كافة المستويات، ونعمل سوياً على إنفاذ هذه المخرجات، وإذا كان ركوب العربات إساءة فأعضاء المؤتمر الشعبي في الحكومة أنفسهم يمتطون السيارات الحكومية من واقع المناصب التي يتقلدونها في حكومة الوفاق الوطني.

*هل يعني ذلك انتقادك كان رداً على كمال عمر، ولم يكن للمؤتمر الشعبي؟

– هو ليس انتقاداً للمؤتمر الشعبي، بل هو رد على حديث أدلى به كمال عمر الذي يرى في امتطائنا للسيارات نوعاً من الإساءة، وأنا لم أنتقد المؤتمر الشعبي مطلقاً، ولا أريد الدخول في مهاترات مع أي شخص.

*لكن أسهم ردك على كمال عمر في انتقاد المؤتمر الشعبي؟

– ليس لدي موقف مطلقاً ضد المؤتمر الشعبي كحزب، وأنا ردي الذي تحدثت حوله أن كمال عمر يمثل رأيه الشخصي، ولا يمثل رأي حزب ينتمي إليه.

*ربما حديث كمال عمر يمثل المؤتمرالشعبي؟

– إذا كان حديث كمال عمر يمثل المؤتمر الشعبي كحزب فعليهم أن يقولوا رأيهم في الحوار الوطني وفي مخرجاته بكل شفافية، وأن لا يتحدثوا من خلال شخص وإن كان تابعاً للحزب.

*ولكن المؤتمر الشعبي مؤخراً بدأ يتذمر من مسيرة الحوار الوطني خاصة بعد التباطؤ في تنفيذ بعض المخرجات وربما من هنا جاء حديث كمال عمر؟

– حسب علمي الشخصي، فإن المؤتمر الشعبي ليس لديه أي رأي سلبي في الحوار الوطني، والمؤتمر الشعبي مشارك معنا تماماً كما قلت في كل مستويات إنفاذ الحوار الوطني.

*لماذا تبدو غاضباً من تصريحات كمال عمر خاصة الجزئية التي تتعلق بركوب المحاورين السيارات؟

– أنا قلت لكمال عمر إذا كنت ترى أن المشاركين في الحكومة عبر الحوار ركبوا سيارات، فأنتم كذلك في الشعبي فعلتم ذات الأمر وركبتم سيارات.

* عفواً.. ربما يرى البعض أن ركوب السيارات وإهمال تطبيق مخرجات الحوار الوطني يعني ضياع القضية؟

– هل ركوب السيارات مقياس للقضية الوطنية، وإذا لم نركب السيارات (ح نركب شنو ركشة يعني).

*هل علاقتك مع الشعبي إيجابية؟

– نعم إيجابية وليس هنالك خلاف مطلقاً.

القيادي بالشعبي كمال عمر لـ(الصيحة):

أحمد بلال ملكي أكثر من الملك

هاجمتُ أحمد بلال “شخصياً” ولم أهاجم حزبه

بلال أصبح ناطقاً رسمياً باسم المؤتمر الوطني

* لماذا يصر كمال عمر على مهاجمة أحزاب الحوار الوطني مع أن حزبه مشارك بأمر الحوار؟

– لا.. أنا لم أهاجم أحزاب الحوار الوطني.. أنا هاجمت قلة من بعض ضعاف النفوس من أحزاب الحوار الوطني والذين ظلوا عائقاً أمام تنفيذ مهام الحوار الوطني.

*مثل من؟

– أمثال أحمد بلال تحديداً – وليس حزبه- والذي عمل لصالح نفسه، وظل يدير الإعلام بل أصبح ناطقاً رسمياً باسم المؤتمر الوطني، وأي تصريح فيما يتعلق بتنفيذ مخرجات الحوار يتصدى له أحمد بلال بدلاً من الحكومة، فأحمد بلال ملكي أكثر من الملك ومؤتمر وطني أكثر من المؤتمر الوطني نفسه، وهذه هي مشكلتنا معه في اللجنة التنفيذية العليا، أما أحزاب الحوار الوطني فهي أحزاب محترمة عملت للحوار حتي حققت مخرجات الحوار الحالية، وقد أخلصوا للفكرة رأيت ذلك من خلال عملي معهم.

*هل اختزلت فكرة “الحوار الوطني” في محاصصات “وزارات وعربات” على حد اتهامكم خاصة وأن أحد البرلمانيين وصف حديثك بأنه غبن نتيجة لعدم حصولك على وزارة؟

– هذا لديه مشكلة، ولعله دخل هو الحوار من أجل وزارة أنا كنت من المعترضين على مشاركة الحزب في الحكومة، فكيف أكون قد دخلت الحوار من أجل وزارة، وهذا حديث يقوله المشاركون في الحكومة من الذين دخلوا من أجل هذه الأشياء “إلا فئة قليلة ممن رحم ربي”، وهذا هو الذي حول الحوار الوطني من “فكرة” إلى “محاصصة”، وهذه ليست فكرتنا، ففكرتنا أن يكون هنالك برنامج، وقد قالها د. علي الحاج من قبل بأن المؤتمر الشعبي على استعداد لأن يتنازل عن نصيبه من السلطة مقابل تنفيذ مخرجات الحوار.

*وهل تحقق ما ناديتم به؟

– الظرف الاقتصادي الآن أضحى (قاسياً) على الشعب السوداني مما كان عليه وقت مداولة الحوار، فالأوضاع كانت جيدة مما هي عليه الآن، أما الآن فيتم الصرف على السياسيين من مائدة الشعب السوداني، وهناك أسطول من الوزراء ووزراء الدولة ورؤساء اللجان في البرلمان، لهذا أنا أطالب رئيس الجمهورية أن يحل هذه الحكومة لفشلها ويأتي بحكومة رشيقة من الكفاءات الوطنية تضطلع بتنفيذ مخرجات الحوار، لأن هذه الحكومة أصبحت عالة على الاقتصاد السوداني.

*ولكن إذا تم حل هذه الحكومة بحسب مقترحكم، فإن هذا الشيء ربما يلغي الحوار الوطني برمته؟

– لا.. لأننا مصرون على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بحذافيرها رغم التلكؤ والخيانة.

*إذن لماذا لم يخرج الشعبي من حكومة الوفاق الوطني؟

– قيادة المؤتمر الشعبي لها تقديرها الخاص بأن الظرف الحالي ظرف توافق وحوار لذلك مصرة على أن ترغم المؤتمر الوطني على تنفيذ مخرجات الحوار.

* ما هي الوسائل التي تتبعونها أنتم في الشعبي للضغط لتنفيذ مخرجات الحوار؟

– لدينا عدد من كروت الضغط

*مثل ماذا؟

– أول كرت هو الانسحاب من حكومة الوفاق الوطني، والضغط من خلال قوى الحوار على المؤتمر الوطني وذلك لتحقيق الأهداف، أيضاً هناك العمل على تعبئة الساحة السياسية للضغط على المؤتمر الوطني.

*هل وسائلكم مجدية خاصة وأن الشعبي نفسه كثيراً ما اشتكى من أن الوطني لا ينفذ مخرجات الحوار الوطني؟

– حزب المؤتمر الشعبي يضطلع بمهامه وفقاً لمصالح الشعب السوداني حتى لا تنزلق البلاد لمصير سوريا أو ليبيا أو اليمن، لذلك المؤتمر الشعبي حريص على القضايا الوطنية، وقد صبر الحزب كثيراً عبر قياداته التي اعتُقلت وسُجنت ولم ينظر لماضيه، وإنما نظر لمستقبل السودان، ومن أجل هذا أتى الحوار الوطني.

أجرى المواجهة: عبد الرؤوف طه- نجاة إدريس
صحيفة الصيحة.