تحقيقات وتقارير

وفد برلماني رفيع إلى السعودية.. الخرطوم والرياض.. مدخل (نيابي) لتطوير العلاقات

يترأس رئيس الهيئة التشريعية القومية البروفيسور إبراهيم أحمد عمر، غداً الأحد وفداً من المجلس الوطني ومجلس الولايات إلى جانب عدد من رؤساء اللجان بالمجلسين في زيارة إلى المملكة العربية السعودية، وتأتي زيارة وفد المجلس غداً الأحد بعد أكثر من عشر سنوات، عقب آخر زيارة لرئيس المجلس الوطني السوداني في مايو من العام 2005م، وذلك تلبية لدعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور الشيخ عبد الله بن محمد إبراهيم آل الشيخ.

زيارة مهمة

في تصريح رسمي صادر من المجلس الوطني، قال مستشار رئيس المجلس الناطق الرسمي دكتور عبد الماجد هارون، إن رئيس الهيئة سيعقد خلال زيارته مع نظيره رئيس مجلس الشورى السعودي، جلسة مباحثات رسمية تتناول تطوير العلاقات المجلسية بين البرلمانين إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادل الخبرات والتجارب في الشأن الرقابي والتشريعي، كما يعقد الوفد مع جمعية الصداقة البرلمانية السودانية السعودية اجتماعاً مع عضوات المجلس الوطني بنظيراتهن بمجلس الشورى السعودي، ويلتقي بالمسؤولين السعوديين.

ووصف الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني هارون زيارة رئيس الهيئة التشريعية القومية والوفد المرافق له بأنها تأتي ضمن الأدوار الإيجابية التي تشهدها الخرطوم والرياض فى عدد من المجالات البرلمانية والتنفيذية، ووصفها بالزيارة المهمة والتي من شأنها أن تدعم وتوطد وتعزز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتعمل على التنسيق بينهما في المحافل الدولية والإقليمية في ظل المتغيرات على الصعيدين الدولي والإقليمي.

بين البلدين

مرت العلاقات السودانية السعودية بكثير من المنعطفات تأرجحاً بين معدلات الانخفاض والارتفاع بين البلدين، إلا أنه وفي خلال العامين الأخيرين شهدت العلاقات تطورًا ملحوظاً بعد مشاركة السودان في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، إضافة الى مجهودات السعودية في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان.

وفي منحى آخر، يرى بعض المراقبين أن تطور العلاقات بين البلدين لم يكن ذا مردود عملي على السودان رغم مواقفه الداعمة للمملكة في التحالف وفي المواقف الأخرى التي ظل فيها السودان مساندًا للسعودية دون أن يجدها في محنته الاقتصادية التي يعيشها خلال السنوات الأخيرة، علاوة على ذلك، ظل الرأي العام السوداني ناقماً على تجاهل السعودية للسودان بالرغم من مساندتها السخية لبعض الدول في محيط السودان دون أن تقدم ما قدمه السودان، وتجيء زيارة الوفد البرلماني السوداني للرياض لعلها تساعد قليلاً في تطور حقيقي وفعلي في علاقة البلدين.

نوع الوفد

رهن المحلل السياسي البروفيسور حسن الساعوري قراءة ما بين سطور زيارة الوفد البرلماني السوداني للرياض بمعرفة أعضاء الوفد ورؤساء اللجان لتحديد شكل الزيارة، وقال الساعوري خلال حديثه مع (الصيحة) أنه إذا ما كان الوفد يضم رؤساء لجان الاقتصاد والعلاقات الخارجية، فإنه في الغالب سيناقش قضايا الاقتصاد والعلاقات الخارجية، مضيفاً بأنه إذا ما جافى الوفد الجانب التخصصي فإنها ستكون زيارة احتفالية، وتوقع الساعوري أن تناقش الزيارة قضايا التحالف العربي الذي يشارك فيه السودان، والأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها.

رفض وتعليق

بدا عدم الإلمام بالزيارة وتفاصيلها واضحاً لدى بعض رؤساء لجان البرلمان، ونفى رؤساء اللجان علي محمود وبشير آدم رحمة أي علم لهما بالزيارة، واكتفيا خلال حديثهما مع الصيحة بجملة لا تعليق، فيما لم يذهب عضو البرلمان حسن رزق خلال حديثه مع الصيحة في عدم علمه بالزيارة بعيداً، جازمًا بأنه لم يسمع بها إلا من خلال حديثنا معه، وشدد رزق على أن سياسة السودان يجب أن تكون مبنية على الاحترام مع دول العالم أجمع ودول الجوار بصورة أخص، وزاد بأن ما يربط السعودية والسودان كبير مما يستوجب أن تكون العلاقات طيبة، وشدد رزق على ضرورة أن لا تكون العلاقات مع أي دولة مبنية على تنازلات أو تدخلات في الشؤون الداخلية، مطالباً ألا يدخل السودان في قضايا السعودية ومشاكلها الداخلية على حساب علاقاته مع الدول الأخرى، وتمنى رزق أن تحدث الزيارة أثراً إيجابياً في علاقات البلدين.

الخرطوم: محمد أبوزيد كروم
صحيفة الصيحة.