تحقيقات وتقارير

حديث نافع وإزاحة (الوطني) سهام مصوبة للداخل .. ونظرة خارج الحدود

لم يمض على تدشين تحالف 2020 أكثر من يوم حتى أطلق الدكتور نافع علي نافع القيادي البارز بحزب المؤتمر الوطني سهامه على التحالف السياسي الذي يسعى إلى إزاحة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من المشهد السياسي في انتخابات 2020م، ولم يتوان الدكتور في تأييده ترشيح البشير لدورة جديدة، إلا أنه دعا لضرورة “الانتباه” لمخطط يُحاك من قبل التحالف”لم يسمه” ومواجهته بوحدة صف الحركة الإسلامية وذراعها السياسي المؤتمر الوطنى وتمتين البناء التنظيمي.

حديث نافع فسره كثيرون بأنه موجه نحو تحالف 2020 باعتبار ولادته الجديدة، لكن المتابع لأجندة تحالف 2020 يجد أنها بعيدة كل البعد عما يجيش بخاطر القيادي بحزب المؤتمر الوطني لاعتبارات كثيرة، إذ أنه أعلن عن تحالف أكثر من 28 حزباً بقوله إن قيام التحالف ليس الهدف منه إزاحة التيارات السياسية من مواقعها بقدر ما يحاول مؤسسوه الوصول إلى صيغة توافقية للخروج من نفق الأزمات التي ألمت بالسودان منذ استقلاله.

الناظر لأهداف تحالف 2020 يجدها تؤمن على وحدة السودان أرضاً وشعباً، وتدعو إلى المساواة في الحقوق والواجبات والمواطنة وتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات، وتدعو إلى توحده نحو هوية سودانية جامعة قائمة على مكوناته الثقافية وإرثه الحضاري الممتد.

وأقر الدكتور غازي صلاح الدين رئيس التحالف في كلمته بإيمان المؤتمرين بأن الحوار يمكن أن يؤدي إلى الاستقرار وأنهم توافقوا على توصيات ومخرجات الحوار الوطني والتي كان مرجواً منها تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي وتوحيد الكلمة وجمع الصفوف، ولكن التطبيق العملي لتوصيات الحوار قصر كثيرًا عن ذلك.

وبرغم أن تحالف 2020 لم يعلن صراحة عن تقديم الدكتور غازي مرشحاً لرئاسة الجمهورية، إلا أن البعض ربط حديث الدكتور نافع في ولاية النيل الأبيض لدى مخاطبته المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية هناك، وإعلان التحالف.

حديث نافع أيضاً لم يتجاهل المؤامرات الخارجية بقوله إن الغرب أدرك أخيراً أن محاربة الحركات الإسلامية الوسطية واستئصالها سيولد الإرهاب لذلك يسعون لهبوط ناعم بإدخال القوى اليسارية والعلمانية للحياة السياسية في السودان بكل قوة.

وشدّد على ضرورة تبني رؤية واضحة للواقع السياسي وبناء أولويات أكثر وضوحاً والإحاطة بالعضوية وعدم الخروج على مؤسسات الحركة والحزب، مبيناً أن دعاوى الفساد والغلاء والمحسوبية ليست أسباباً كافية للخروج من صف المؤتمر الوطني.

محاولة للتفسير

يقول نائب رئيس تحالف قوى 2020 إبراهيم مادبو: لا أعتقد بأن التصريح الصادر من د. نافع علي نافع حول وجود تكتل سياسي يهدف لإزاحة المؤتمر الوطني من المشهد السياسي يقصد به تحالفنا، وأضاف: أنا أعرف دكتور نافع جيداً، وعملت معه وأنا وزير في السلطة الإقليمية “اتفقنا واختلفنا حينذاك”، ولكن في حدود الاحترام المتبادل والثقة والود وما زلنا، ويضيف مادبو بقوله إن نافع يعلم جيداً بأننا لسنا بمتآمرين أو نعمل ضد أحد، مؤكداً أن التحالف لم يتأسس على خلفية إقصاء المؤتمر الوطني عن السلطة خلال الانتخابات القادمة، كما يوحي اسم التحالف بذلك، وإنما تأسس للمساهمة في إخراج الوطن من النفق المظلم الذي أدخل المؤتمر الوطني السودان فيه، وذلك بالتوافق والمساهمة في معالجة الأزمات التي يعيشها المواطن، وأولها تنفيذ مخرجات الحوار وبمشاركة الآخر، لكنه عاد وقال: حتى إذا كان المقصود هو تحالف 2020 فالمتآمر الأول على السودان هو المؤتمر الوطني الذي انقلب على سلطة منتخبة ديمقراطية، وقضى على الأخضر واليابس، وأضاف: لا يعقل أن نظل واقفين ومتفرجين على تلك المآلات، وقد صبرنا دهراً عليها، فإذا كان المؤتمر الوطني يرغب في مشاركة الآخر حتى ولو بالرأي فنحن جاهزون، وغير ذلك فخياراتنا مفتوحة.

نداء السودان

وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي والأكاديمي البروفيسور حسن الساعوري إن حديث القيادي بالمؤتمر الوطني د. نافع علي نافع حول وجود تكتل سياسي يهدف لإزاحة المؤتمر الوطني من المشهد السياسي يقصد به التحالف الذي يتبناه الاتحاد الأوربي وأمريكا، وهو نداء السودان والذي يضم الصادق المهدي وقطاع الشمال والحزب الشيوعي والبعث العربي والمؤتمر السوداني وبعض الحركات المسلحة، وقد أطلق على نفسه عدة أسماء مرة جبهة ثورية، ومرة نداء السودان، وقال إن التحالف الذي يتحدث عنه الناس الآن هو تحالف الدكتور غازي الذي لا يمكن أن ينافس الوطني مثل نداء السودان، ويقول إن تحالف 2020 حتى الآن لم تتبلور رؤيته، ولم تكتشف قوته التنظيمية والجماهيرية، كما أن نداء السودان لم يحسم أمره بعد في خوض الانتخابات القادمة نتيجة لوجود تردد لدى بعض قادته، لكن الاجتماع الذي تم مع قادة التحالف أول أمس في إحدى الدول الأوروبية بدعم غربي هو محاولة لإقناعهم بخوض الانتخابات حتى يتسنى لهم إزاحة الوطني، وهذا سيكون عبر دعم الأمريكان والاتحاد الأوربي، وأضاف: أعتقد أن هذا ما أشار إليه الدكتور نافع.

من هم بالخارج

من جهته، قال القيادي في المؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي إن حديث دكتور نافع يقصد به تحالف وتكتل سياسي في الخارج، ولا أعتقد أنه يقصد جهة بعينها في الداخل، وأضاف أن التحالف الجديد ليست لديه صلة بالخارج، وقال: وجود التحالف ومشاركته في الانتخابات ووجود تنافس حر هذا محمود، ولكن غير المطلوب هو وجود تدخل خارجي والتعويل على الأجنبي وبيع الذمم، وأضاف: إن نافع كان يقصد بحديثه هؤلاء الذين يستنجدون بالخارج، وأكد ربيع على أهمية وجود تحالف 2020 في المشهد السياسي حتى لا تكون الانتخابات من طرف واحد.

الخرطوم: عبد الهادي عيسى
صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. الجميع يقر ويعلم ان الحكم لله في كل مجالات الحياة وليس هناك مكر يستهدف شق الصف الإسلامي ويستهدف قيم المجتمع وأخلاقه كما يقول د.نافع ؟؟ كل المساله هي ايجاد وسيله سلميه (مخرج ) لتدوال السلطه ببن الاحزاب والقيادات الوطنيه التي تؤمن بثوابت العقيده والاخلاق والمعاملات لان دعاوى الفساد والغلاء والمحسوبية اضرت بسمعه الوطني ومصداقيته عند المواطن واوضحت فشل ادارته وسياساته وحشرت البلاد والعباد لعقود في طريق ملئ بازمات لانهايه لها ان لم يكن مسدودا !!! والناس تتطلع لايجاد حلول و للتغيروالتجديد.
    ليس هناك جدال في ان االتداول السلمي للسلطه هو الطريق الامثل لحلحله الاختناقات السياسيه وتجنبب البلاد منزلقات الاقتتال والفوض التي حدثت ببعض الجوارناهيك عن هدر الاموال والموارد التي تستنزف الاقتتصاد وتعطل استكمال بناء التنميه .
    دعونا نحتكم لصندوق الانتخابات ليكون هو الفيضل لحسم الجدل السياسي
    بدلا عن اعاده تدوير الفشل مرات ومرات.