مقالات متنوعة

حكومة ( الأحزاب) هل تحارب الديمقراطيين


الفهم عند البعض هو أن البلاد لا تعيش حياة ديمقراطية .. ومنهم من يرى إنها حياة ديمقراطية غير سوية ..ومنهم من يرى إنها مهيئة لاسترداد الديمقراطية التي عاشتها البلاد في أوقات بعيدة وأبعد.
> لكن من هم الديمقراطيون .. ومن هم الذين يمتطون قطار الديمقراطية للوصول إلى محطة التغيير ..ليكون بعده العمل للتغير أيضاً ؟.

> لكن في ظل واقع الحال ..فهل هؤلاء وأولئك جديرون بالتعويل عليهم على بناء ديمقراطية كما فعلت جماعة أردوغان في تركيا، وجماعة الدكتور هناك وجماعة عباس مدني في الجزائر وجماعة حماس في فلسطين.؟
> كلا ..هم فقط عندهم الديمقراطية تعني حرية ممارسة ما يمارس في ظل أنظمة دكتاتورية علمانية ..مثل تركيا قبل فوز حزب التنمية والعدالة مثلاً ..فالديمقراطية عندهم ممارسة مباحة في ظل أنظمة دكتاتورية علمانية. .

> والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني قوش يتحدث إلى الصحافيين والإعلاميين في مركز الحياة، مركزاً حديثه على المجتمع والشباب ..فماذا يريد الشباب في بلاد كالسودان بالديمقراطية وبماذا تفيده في استقراره ومعيشته و خدماته كافة؟.
> قال(شريحة الشباب شريحة مهمة، والإنقاذ هي ثورة الشباب، والشباب هم سواعد اليوم وعماد المستقبل) والحكومة القائمة جوهرها الشباب والمرحلة القادمة هي مرحلة الشباب ولابد من استيعاب طاقاتهم) .

> وهنا يحضرنا تصريح احتجاجي لإحد ممثلي أحزاب الحوار الوطني و وزير الإعلام والاتصالات بشارة جمعة ..فهو يحتج على إطلاق عبارة ( الحزب الحاكم )للمؤتمر الوطني باعتباره لم يعد حاكماً لوحده بعد تشكيل حكومة أحزاب الحوار الوطني.
إذن.. هي حكومة أغلبية ويكاد أن يكون وزير ماليتها من اليسار..أي أن البشير عوم الحكومة بدلاً من تعويم الجنيه.

> وقال قوش (استيعاب طاقات الشباب ليس برنامجاً حكومياً بحتاً، بل هو برنامج منظمات مجتمع مدني ومؤسسات اجتماعية .. المجتمع المدني هو الذي يقود ثورة الشباب .. المطلوب من الذراع الأكبر للدولة وهو المجتمع أن يقود حملة تعبئة واسعة نحو الإنتاج والتوجه نحو معالجات بعيدة المدى ترتكز على قيم جديدة مبنية على قيم كلية نابعة من أصول فكرية متكاملة لتغيير اجتماعي متكامل)
> وهنا لعل الحكومة تفتح المجال لتحقيق مكاسب للمعارضين كما حدث في دول أخرى ..لكن مشكلة المعارضين الذين صورهم بشارة جمعة أقلية لا يعرفون غير الشغب وبمبان الشغب ..وأيام وتنتهي دون ثمرة ..فالمعارضة الآن متاح لها التأثير بمنظمات المجتمع المدني دون الحاجة إلى الجلوس مع ممثلي دول ينتهكون حقوق الإنسان الإفريقي والمهاجرين غير الشرعين.

> وقال (المطلوب ليس الحِجر والتضييق على الحريات، بل إتاحة الحريات للناس ليعبروا عن أفكارهم مع إتاحة فرص ومساحات الحوار) .وقلنا إن المشكلة الأكبر هي أن يمضي الوقت دون أن تضع المعارضة يدها على القضية الأهم ..قضية الاستقرار والمعيشة والخدمات فكيف لها أن تسعى لحل القضية الأقل أهمية وهي لا تملك برنامجاً لهيكلة النظام النقدي ؟. ومشكلة البلد علاجها ليس عند المعارضة ..بل عند الخبراء الاقتصاديين. فأين خبراء المعارضة الاقتصاديين ؟.. فهم وحدهم جديرون بالاهتمام والاستماع إليهم ..فأين هم؟. غداً نلتقي بإذن الله..

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة