ترامب نسي السودان أم تجاهله؟
الفرصة متاحة للشعور بعالم دون أمريكا وإسرائيل ومؤامراتهما..
فإن ترامب مشغول جداً هذه الايام عن مشروعات التآمر الأجنبي على السودان .. فهو بحكم أن السودان دولة محترمة بحكم طبيعة بيئات المجتمع واعرافه لن يكون حليفاً ولا صديقاً .. فالسودان رغم سوء ادارة الدولة منذ اكثر من نصف قرن إلا أنه بلد كرامة وعزة نفس.
> وعلاقة السودان بواشنطون ليست من أجل حماية .. وإنما لإبطال مفعول المؤامرات التي تستهدف البلاد من خلال حركات التمرد باعتبارها موكلاً إليها بالدعم والتمويل خلق مناخات نسف الاستقرار لتخريب الموارد وتعطيل عجلة التنمية.. ويظل السودان جزءاً من سوق السلاح الأمريكي.. وإن كان وزير الخارجية الدرديري قد اشار إلى أن سوق السلاح الذي تتحمس واشنطون له بنسف الاستقرار واشعال الحروب ليس في إفريقيا.
> فعلاً .. ليس في إفريقيا زبائن للسلاح الأمريكي .. لكن إفريقيا غنية جداً بموارد طبيعية متنوعة ومهمة .. وقد بدأت انطلاقاً من إثيوبيا بصناعة الموارد البشرية.
> وإثيوبيا الآن في آخر تشكيلة حكومية توحي بأنها رغم شح مواردها الطبيعية قد صنعت الإنسان الإثيوبي الإفريقي الفعال الذي يملك القدرة على حماية نفسه .. دون أن يبذل لحمايتها بواسطة الاعداء غير المعلنين الاموال الطائلة تحت الضغوط والابتزازات.
> وانظر إلى تطور المرأة الإفريقية في إثيوبيا, انظر كيف اختاروها، ففي تشكيلة حكومتها الجديدة ظهرت الشابة المهندسة عائشة محمد موسى وزيراً للدفاع .. وقد كانت وزير التنمية وقبلها وزير التشييد .. وظهرت الشابة بفريات كامل رئيسة البرلمان في الحكومة الجديدة وزيراً للداخلية .. وتسمى هناك السلام .. وتتبع لها الشرطة وجهاز المخابرات ووكالة أمن شبكات المعلومات.. فوزارتا الدفاع والداخلية حقيبتان وزاريتان وضمن عضوية مجلس الوزراء .. فليس بالضرورة حصرها في عناصر معينة.. فهذا مجلس وزراء ولا ينبغي تعيين الوزير بخلفيته المهنية مع غياب الأفق والتأهل السياسي والتنفيذي .. فها هي المرأة الإفريقية في إثيوبيا تشارك في صناعة الاستقرار والتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير.
> ودول إفريقيا عديدة تحذو حذو إثيوبيا ..باستثناء بعضها الذي ينتظره المصير الإفريقي المحتوم .. والسودان بعد ترؤس معتز موسى للحكومة وهو ينشط بخططه التفاؤلية فقط حتى الآن في المنابر الاعلامية والاسافير (تويتر) قد وضع قدمه في بداية طريق نهضة إفريقيا.
> وجنوب السودان .. في مرحلة مسألة وقت .. فبعد تلاشي الحركة الشعبية وظهور مثل المؤتمر الإفريقي هناك مع مجموعة لام أكول ونصائح عبد الله دينق نيال سيلحق بالسودان في مربع التفاؤل .. ليتهيأ للتوجه إلى مربع العمل الجاد أسوة بإثيوبيا.
> فجنوب السودان الآن .. وحتى يمحو صادراته النفطية عبر السودان المنتظر .. أمامه العمل الجاد المتجرد الذكي لمعالجة الاوضاع في ولايات وسط الاستوائية (ياي) وغرب بحر الغزال ( واو) والوحدة (كوج ومرمر).
> وكل مناطق المشكلات الأمنية في إفريقيا.. فهي فرصة ..لأن ترامب هذه الأيام مشغول عن استهداف القارة الإفريقية بتقارير الاستخبارات الأمريكية التي يثق فيها .. واخبار الواشنطون بوست ونيويورك تايمز والـ (سي. إن. إن) ورويترز وغيرها .. فاغتنموا الفرصة فإن واشنطون مشغولة ومرتبكة جداً.
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة