عبد الواحد يخدم استقراراً نسفه
لو الجيش السوداني في عمليات فرض السلام والاستقرار في ولايات دارفور قتل قائداً واحداً أمس الأول من قادة تمرد حركة عبد الواحد الذين اغتالهم شقيقه دفع الله لأنهم فكروا في خطوة نحو السلام.. لقلنا بأن الجيش عزز بذلك عملية إعادة الاستقرار في الإقليم بعد أن قطعت إستراتيجية خروج اليوناميد شوطاً بعيداً ..
> لكن حركة عبد الواحد قد عززت دعم إعادة الاستقرار في الإقليم بخمسة أضعاف ..فقد قتل أحد قادتها خمسة قادة.. ويعني ذلك أن مثلهم تقريباً سيلاقي نفس المصير في عمليات رد الفعل ..
> حركة عبد الواحد رأى بعض قادتها الذين لا تجمعهم برئيسها صلة قرابة قوية مثل شقيقه دفع الله، أن ظروف المرحلة تحتم منازلة الحكومة في ميادين الحوار والنقاش الوطني والعمل التنفيذي والسياسي بالداخل. لأن البقاء بعيداً هو ما يخدم طمع وهوى الحزب الحاكم بالفعل .
> فحتى من اختطف طائرة سودانير التي كانت متجهة إلى دنقلا عام 1994م بإرهاب الكابتن ..ها هو الآن ينخرط في الحوار الوطني من خلال حركته ويظهر وزيراً ولائياً ضمن محاصصة حكومة وسط دارفور.
> فأين إذن تعويض ركاب الطائرة .. وقد تعرضوا لخسائر متعددة وهم يتفاجأون بعملية إرهابية غيرت وجهة الطائرة إلى خارج البلاد؟!! لكن الحوار الوطني كأنه يجُب ما قبله حتى ولو كان ما قبله حقوق مواطنين.. فأين حقوق المواطنين ؟.
> لكن لو كان أحد ضحايا هجوم دفع الله شقيق قائد الحركة وهو عثمان الزين يتبنى داخل الحركة تياراً إصلاحياً.. فهل كان قبل ذلك مؤيداً لموقف عبد الواحد من مشروع مفاوضات السلام بالعاصمة القطرية الدوحة؟.
> كان عبد الواحد يؤيد بالفعل الجلوس في الدوحة للتفاوض مع وفد الحكومة لكن بشروط مضحكة ومدعاة للسخرية.. فهو يشترط إيقاف الحرب تماماً وإعادة الأمور إلى طبيعتها .. وإحلال السلام ..
> وهذا يعني أن تجتهد قوات الحكومة في دحر فصائل التمرد.. وتعيد الاستقرار بصورة تتمزق بها فاتورة الحرب.. وقد كان.. ولم يتوجه عبد الواحد إلى طاولة التفاوض رغم ذلك .
> فقد تحول سلاح الحركة إلى نحور قادتها.. وقلل من أعباء الحكومة تجاه استكمال إعادة الاستقرار في الإقليم.. فالتصفيات داخل الحركة تنعكس إيجاباً على عملية إعادة الاستقرار الذي نسفته نسفاً بعد انطلاق مفاوضات الحكومة وحركة قرنق.
> فقد نقلت دوائر المؤامرة الحرب من جنوب السودان إلى دارفور.. وقادها هناك عبد الواحد ومناوي ثم التحق بها خليل.. أما حرب الشرق فقد كانت توسعاً لحرب الجنوب وقد خمدت بعد مفاوضات الجنوبيين في الحركة الشعبية مع الحكومة.
> وكان من الطبيعي أن يظهر داخل حركة عبد الواحد بعد كل هذه التطورات تيار إصلاح وهو الذي قاده المغدور عثمان الزين.. فهو انفجار طبيعي.. فتحت كل ضغط انفجار.. وقد كان .
> فهما خياران.. إما أن يساير عبد الواحد التطورات والظروف المستجدة بإعادة الاستقرار وتجاهل دول الاستكبار لموضوع إقليم دارفور، وإما أن تحترق الحركة المتمردة بظهور تيارات الإصلاح ثم عمليات التصفية الجسدية التي تعني انطلاقة مسيرة تلاشيها .
غداً نلتقي بإذن الله
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة