رأي ومقالات

لينا يعقوب: محمد وكتابُه “عين على الصين”

كنت أسأل نفسي؛ لماذا قرأت كتاب “عين على الصين” بسرعة وأكملته في يومين، رغم أني لا أفعل ذلك عادةً.

هل لأنه مهم ومفيد أم لأن مؤلفه وكاتبه هو الأخ الزميل والصديق محمد عبد العزيز؟

ربما بسبب الاثنين معاً، فلأي منهما مكانته وقدره.

والحديث عن منتسبي (السوداني )”مُحبب” إلى النفس، فهي الأحب والأقرب، ربما لأني ظللت أتعلم منها منذ دخولي إليها حتى اليوم.

أحد الذين استفدت منهم -على كثرتهم- كان الأخ محمد عبد العزيز.

أفكار حاضرة في أي وقت، ذاكرة سياسية منتعشة، ملاحظات صائبة في مكانها، طريقة كتابة مميزة، ذكاء صحفي ينتفض كل فترة، جرأة وشجاعة ووضوح تجتمع لديه مع هدوء واتزان وتهذيب.

منذ أن كنت مُتدربة، وحتى يومنا هذا، لم أترك “عادة” الطلب من بعض الزملاء في (السوداني) مساعدتي في التحضير لحوار صحفي.

بلا شك ستجد من يعطيك معلومة لم تكن لديك.

ولأن محمد أحدهم، اتصلت به مساء ذات يوم، ورد عليَّ بصوتٍ نائم، ودون أن ألقي عليه التحية قلت “جاني حوار مفاجئ مع (…) ما عندي غير نُصْ دقيقة هات أسئلة بسرعة”.

ومحمد لا يبدي دهشة أو يسأل أين ومتى وكيف..

بسرعة يفهم ما تريد، يجيب عليك بإقناع، يسابق الزمن وهو يتحدث إليك..

ما زلت أقول له: حينما أغلقت منك الهاتف يومها؛ كانت مدة المكالمة ٣٠ ثانية!

اجتهد محمد وأهَّلَ نفسه جيداً، فاستحق الجوائز الصحفية باقتدار، وهو يتنقل بين عواصم العالم، زاخراً بالعلم والتجارب الخارجية.

محمد المتخرج من كلية الآداب جامعة الخرطوم، قسم اللغة الألمانية والإعلام، سافر إلى الصين لمدة عام، لكنه لم يأتِ من هناك مستفيداً وحده، إنما أفاد الصين أيضاً بكتاب قلما ندر أن يُكتب مثله.

من الفخر أن يرفد الصحفيون السودانيون القراء بكُتبٍ رائعة تتخطى الحواجز المحلية لأخرى إقليمية وعالمية.

برع محمد في كتابه وهو يتنقل بسلاسة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

تاريخ الصين وإرثِها، مدنها وقصورها، طقوسها وعاداتها ومعتقداتها.. رجالها وأمراؤها ورؤساؤها..

يركز على أحلام الصين وما تظنه من عداء إعلام الغرب لها.. يتحدث عن السياسة وتغلغل الصين في إفريقيا، عن العلاقات مع السودان ومستقبلها.

ينقل لنا أيضاً عبر تجوله في مقاطعات الصين الثماني عشرة، طِبهم الشعبي، طعامهم، زواجهم، وأفكارهم.. كما أنه لا ينسى زوايا الإسلام والمساجد والديانات..

الامتحانات التي تنتظر الصين والتحديات التي تواجهها أبحر فيها محمد عبر أبواب قصيرة ممتعة جاذبة في كتابه “عين على الصين”.

يُدشن محمد كتابه اليوم الأربعاء في معرض الكتاب ببري، وقد فرحت (السوداني) به وبكتابه، فكانت أول من اشترت ١٠٠ نسخة منه.

بقلم
لينا يعقوب

تعليق واحد

  1. يا لينا

    دي دعاية للكتاب ولا للكاتب
    عندك جمهورك وقراءك ركزي عليهم
    دي حاجا تتقال في الكافيهات والجلسات الخاصة مش تتنشر

    بلاش سامعا