مقالات متنوعة

سودانير .. التنظير وهيكلة التسريح


بين احلام الأربع عشرة طائرة وآلام ضحايا الهيكلة الذين امتلأوا غيظاً وغضباً ..

وهم في انتظار عدالة حكومة معتز وانصافها الذي تحكي عنه تغريداته في الأسافير .. و(غرد كأنك معتز)، استضاف المركز السوداني للخدمات الصحفية (SMC) ومركز عنقرة للخدمات الصحفية (AMC) مدير سودانير ياسر تيمور..
> ولا بأس أن نتناول في سياق التنظير وانعاش الوعود بعد (الهيكلة التسريحية) التي تنتهجها الخطوط الجوية السودانية .. ما يتعلق بالرؤية المستقبلية للناقل الوطني المتعثر كنتيحة لتفكير سياسي لمن ابعدوا عن غرفة قرارات الدولة لاحقاً.
> فليست مشكلة سودانير هي وحدها التي نعتبرها ميراثاً لتفكير سياسي لمن ابعدوا لاحقاً من غرفة القرارات .. فالميراث مشكلاته كثيرة، لكن تعثر سودانير من اهمها، لأن الخطوط الجوية من اهم ما يدعم التنمية.

> وتنظير ونظرية لمعالجة مشكلة سودانير .. يستصعب نقل الافكار منها إلى التطبيق .. فعلى صعيد التطبيق ستظل الرؤية احلاماً ينفق عليها المال السياسي.
> ومشروعات الوهم في دول العالم الثالث كثيرة .. وتُنفق عليها مليارات الدولارات .. والسودان ليس وحده .. وهو ينتقل من خطة ثلاثية إلى خماسية إلى عشرية .. وكله تنظير .. ضحاياه العاملون المسرحون بدعوى الهيكلة.
> فالهيكلة ليست لتطوير المؤسسة على الأقل على المدى القريب والمتوسط ربما.. وإنما لتخفيض عدد العاملين .. فالتطوير للمؤسسة يعني فتح المزيد من فرص العمل.

> لكن الآثار السلبية للتفكير السياسي الذي استحكم في بداية تسعينيات القرن الماضي نجدها اليوم حيال سودانير تحول دون استئناف انطلاقها بمستوى مواكب .. ومدير شركة الخطوط الجوية السودانية ياسر تيمور يفيد بأن ما تبقى من حظر تجاري يكبل انطلاقة الناقل الوطني.
> ونقول إن المشكلة الاكبر من ذلك هي التعامل الحكومي مع سودانير خارج اطار السلطة التشريعية (البرلمان) وكأنها ضمن مؤسسات وشركات تجنب الاموال العامة لا تخضع لمراقبة السلطة التشريعية ولا سلطة المراجعة القومية.
> فالمؤسسات الحكومية السائبة بتحررها من مراقبة السلطة البرلمانية حتى لو تهمل بصورة جيدة إلا إنها ستكون وبالاً على المواطنين.. لذلك فإن مثل شركة الخطوط الجوية السودانية لا ينبغي أن تتحرك بعيداً عن الرقابة البرلمانية وكأنها احدى شركات القطاع الخاص.. فنجاحها بالتأكيد يتطلب الرقابة البرلمانية.

> لكن بعد أن فوتت الحكومة السودانية فرصة تجهيز البنى التحتية لسودانير من عائدات النفط في عقد الألفية الجديدة الأول .. وهي الآن تبحث عن مصادر تمويل .. فإن المستبقل للشركة مظلم جداً.
> وتبقى القيمة الأعلى في موضوعات سودانير الآن هي حقوق العاملين الذين واجهوا مصير التسريح بسبب فشل التفكير والتدبير على مستوى القيادة.
> وسودانير مع ذلك لم تسدد ما عليها لصندوق التكافل .. وهي تتعذر بالتزامات مالية على عاتقها .. فكيف بمن فشل في تسوية ومعالجة حقوق العاملين أن يقدم رؤية تنهض بالناقل الوطني أسوة بدولة كانت أول طائراتها هدية من السودان .. وغيرها وغيرها.
> وأساس المشكلة في البداية إذا كان هو سوء إدارة العلاقات الدولية .. فهو الآن سوء تدبير القائمين على الأمر.. لذلك الأفضل أن تُسند نهضة وتطوير سودانير إلى شركة أجنبية .. كما هو الحال في بناء المطار الجديد وترميم القديم.
غداً نلتقي بإذن الله.

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة