مقالات متنوعة

السودان ومنظمتا العفو وهيومن


هل ستحتاج منظمات حقوقية دولية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس إلى التعاون مع السودان في مكافحة انتهاك حقوق الإنسان وتمويل ارهاب ترعاه بعض الحكومات.. مثلما تعاونت معه أخريات في مكافحة غسل الأموال وتمويل إرهاب الجماعات.. ؟ نشتم رائحة الآن.

> فلا يا حكومة.. فهنا نتحدث عن كرامة شعب أنجز لك الاستقرار بأبنائه الغبش.. وأنجز لنفسه على صعيد غلاء المعيشة الصبر والمصابرة والسلوان.
> وقبل قضية حقوق الإنسان في السودان.. كانت قضية جنوب السودان.. وقضية دارفور.. وهما كانا عودي ثقاب إشعال نار قضية حقوق الإنسان.. والسودان لم يعاد منظمات حقوق الإنسان بروح المتورط في انتهاك حقوق الإنسان ــ مثل بعض الدول الآن ــ منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.. فقد ظل يرد التهمة حتى أقنع المنظمات الحقوقية.. وبعض الدول تسيء الآن إلى هذه المنظمات.. لأنها رفعت التهمة عن السودان ووضعتها على رقبتها.
> بعض الدول كانت تنتظر نتائج توجيه الاتهام بانتهاك حقوق الإنسان إلى السودان بواسطة العفو الدولية وهيومن رايتس.. لكن بعد أن عالج السودانيون في التمرد والمعارضة والحكومة على السواء مشكلة الاستقرار.. دون أن يكون الثمن اتفاقية تطبيع مع اليهود.. فإن المنظمتين الحقوقيتين اصبحتا عدوتين لبعض الدول.

> قالوا إن تينك المنظمتين كانتا ممتازتين واصبحتا الآن سيئتين.
> والسودان هنا له أن يقول بأنهما كانتا غبيانتين واصبحتا الآن مدركتين.. تعرفان أين يكون انتهاك حقوق الإنسان في المنابر الاعلامية والمعتقلات.
> ما حدث في السودان من انتهاك يمكن حصره في استباق الإسلاميين تقويض الديمقراطية الثالثة التي كان سيقوضها غيرهم لو تأخروا هم عن تقويضها.
> أما حرب الجنوب فقد كانت موروثة حينها.. وحرب دارفور هي منقولة من الجنوب بعد عام تقريباً من اتفاق ميشاكوس الذي توقفت حرب التمرد بموجبه.
> وكان في مناخ حرب الجنوب تسويق بضاعة المنظمات الأجنبية.. فتولد من ذلك اتهام السودان بانتهاك حقوق الإنسان.. وكان الاتهام سيوجه إليه في ظل أية حكومة يمينية كانت أو يسارية أو ملكية أو ديمقراطية مؤسسية ذات سلطات منفصلة مستقلة.

> وتأسيس منظمات أو شبكات إفريقية أو آسيوية أو عربية لحقوق الإنسان موازية للمنظمات الدولية المعترف بها أممياً والموجودة مقراتها في دول ديمقراطية تحترم حرية التعبير.. فهي تبقى منظمات نفاق وأكاذيب وتضليل.. لماذا؟
> لأن مقراتها في دول ليست هي الآن ديمقراطية ولا تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير.. وتبني مزيداً من المعتقلات والسجون لإيقاف الخصوم السياسيين بتهم ملفقة.

> السودان نجا بجلده من تصنيف الدول التي تعتقل دون رفع دعوى جنائية.. ومنظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس تأكدا من ذلك.. وأكثر من ذلك.. وهو إنجاز مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
> والسودان الآن ليس هناك ما يدعوه إلى توجيه النقد والإساءة إلى منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس.. لأنه رد عملياً وفعلياً على الاتهامات.. ولكن من يسيء إليهما اليوم فهم المتورطون بالفعل في انتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير والذين لا يملكون قضاءً مستقلاً عادلاً منصفاً.
> وكل هذا معلوم للكل.. معلوم للمنظمات الدولية التي كانوا يحرضونها ضد السودان.. والآن يسيئون إليها ويعتبرونها انحرفت.. بعد أن اتهمتهم بما هم متورطون فيه.. وبالطبع العكس هو الصحيح كما اتضح.
غداً نلتقي بإذن الله.

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة