مقالات متنوعة

من مصير (الثلاث) الله يستر


عن انعدام الأمن الغذائي في السودان يتحدث تقرير صادم نشرته بعض الصحف أمس صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يتحدث برقم ضخم وكأنه يتحدث عن اليمن الآن ..يقول إن 4 ملايين و ثمانمائة ألف مواطن سوداني يعانون انعدام الأمن الغذائي .

> في حين أن الحديث عن نجاح الانتاج الزراعي يكثر في تصريحات بعض المسؤولين ..و كذلك تحصيل أموال الزكاة في كل الأنشطة بالمليارات .. وعائدات الصادرات حتى صادر الموز .. وكأننا ( جمهورية موز ) وغيره هل تذهب إلى أمن غذائي لسودان آخر .؟
> لا إنجاز يمكن الحديث عنه غير تحقيق الأمن و الاستقرار بالإنفاقين (الموازني)من داخل الموازنة بنسبة 70% و ( التجنيبي )من الأموال العامة المجنبة دون ضرورة مالية لتجنيبها ..لأن في ذلك تدويرا لساقية جحا باعتبار أن التجنيب مما يعرض السيولة دون ضبط فتنهار بذلك قيمة العملة الوطنية بشكل مستمر.
> أي لو أن الاكتفاء لأي إنفاق كان فقط من داخل الموازنة دون اللجوء إلى إنشاء مؤسسات وشركات حكومية خدمية وتعليمية كحالة اقتصادية ثالثة إلى جانب الموازنة العامة والقطاع الخاص ..لاستقر سعر الصرف وتوقف عن الفلتان وبقيت قيمة العملة عالية تغني عن رفع دعم وطبع ورق نقود يزيد الطين بلة .
> وقرابة خمسة ملايين مواطن ينعدم عندهم الأمن الغذائي ..هو رقم يمكن أن يتضاعف في وقت قريب ..لأن خطط الحكومة ووزارة المالية الآن تقوم فقط على ضرورة استقطاب أكبر حجم من النقد الأجنبي..
> و يمكنك أن تلاحظ الاهتمام الحكومي بتحويلات المغتربين وإخلاء خزانة الدولة من الذهب بغرض التصدير ..وهذه مشكلة كبيرة في حد ذاتها .. ولو عاد كل المغتربين ذوي التحويلات الكبيرة ..ونفد الذهب وعادت حليمة إلى عادتها القديمة في جنوب السودان ..فكيف سيكون الحال الحكومي تجاه واجب الأمن الغذائي للبقية من المواطنين.؟
> الاستقرار الأمني المنجز بجدارة وبحرفية ومهنية أولاد الغبش في الجيش والشرطة لماذا لم يتبعه على الفور تفعيل آليات الأمن الغذائي ..؟ فقد تحقق الاستقرار قبل خمس سنوات وهي ولاية حكم طويلة .
> و مؤسف جدا أن ينجو قرابة خمسة ملايين من أن يكونوا ضحايا لنسف الاستقرار بفضل تحقيقه تماما ..ليتحولوا إلى ضحايا لانعدام الأمن الغذائي ..فهل إذا نجوا من اعتداءات وفظائع التمرد .. يتورطون بسياسات اقتصادية سالبة .؟
> بقوا هم ضحايا لانعدام الأمن الغذائي .. وذهبت عناصر التمرد إلى سوق المرتزقة في ليبيا وغيرها .. والآن ليبيا فقط ..وآخر دفعة مرتزقة يطلبها مجرم الحرب المتمرد خليفة حفتر رئيس حركة تحرير ليبيا المتمردة عددها مقدر بألف مجند..
> ولك أن تتمعن في تسمية حركة تحرير ليبيا .. وهي تنشط في شرق ليبيا وتجد الدعم من جهات نعرفها بالاسم ..لا تريد استقرارا في طرابلس الغرب وكل ليبيا ..حتى لا تستفيد من صادر نفطها وغازها الطبيعي ..وتكون دولة رائجة في الإقليم ولها تأثيرها في المحافل الدولية الحقوقية .
> وكنا نهتف في مرحلة سيطرة الترابي ..تمجيداً لدول الكرامة كما حسبنا ( بين ليبيا والسودان والعراق واليمن ) والله يستر على السودان من مصير الثلاث ..ولو كان مصيرهم من حيث انعدام الأمن الغذائي رغم النفط والغاز و رسوم الموانئ التجارية .
غدا نلتقي بإذن الله …

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة