مقالات متنوعة

و (بيت الجالوص) بدون ميثاق؟


بروفيسور علي بلدو صاحب فكرة عيادة للرومانسية للسودانيين ..و صاحب وصف السودانيين بأنهم أصحاب عوارة ..

و صاحب عدة تصريحات صراخية جوفاء قيمتها روح الدعابة ..ها هو يطالب جهاز الأمن و المخابرات الوطني ..و ليس وزارة الثقافة ..برفع الحظر عن مسلسل بيت الجالوص ..
< فهل أجريت معالجة أخلاقية للمسلسل كي يكون ملائما للمستمعين بمن فيهم الصحفيون الذين استهدفهم في سمعتهم ..؟ أم أنه يظن أن السلطات الأمنية بعد التوقيع الاسبوع الماضي على ميثاق الشرف الصحفي قد تنازلت عن حماية سمعة الصحفيين .؟ و هذا غير معقول . < علي بلدو إذن أمامه الآن أن يتحمس لصياغة ميثاق شرف درامي أسوة بميثاق الشرف الصحفي ..بدلا من مطالبة جهاز الأمن برفع الحظر عن الإساءة الدرامية الموجهة إلى الصحفيين . < و ميثاق الشرف الدرامي ليس بالضرورة أن يكون التزامات متماهية مع الحكومة..ممثلة بالحزب الحاكم المؤتمر الوطني وحده طبعا ..فيكفي أن يمنع الإساءة و الاتهامات بدون بينات لشرائح المجتمع كلها ..وليس الصحفيين فقط. < و لو كانت الصحافة وسيلة من وسائل الإعلام ..فإن الإذاعة التي تبث المسلسلات المشحونة بالإساءات و التشويهات تبقى وسيلة هي الأخرى من الوسائل الإعلامية..و حتى العمل الصحفي هي تتضمنه في خارطتها البرامجية ..فلماذا تسمح بالإساءة إلى وسيلة إعلامية أخرى.؟ < و لو أن المسلسل الإذاعي يعتبر واحداً من قوالب العمل الإبداعي الدرامي ..فهل من اللائق أن تتسبب القوالب الدرامية الأخرى في الإساءة إلى الدراما الإذاعية من خلال النشر على صفحات الصحف.؟ < و نمسك الآن بالقلم الإلكتروني ..لكن لن نسيئ إلى الدراما الاذاعية ..و لن نقول أصبحت بأنموذج مسلسل بيت الجالوص دراما للتشفي ..و حرق الآخرين غيلة بالبهتان. < لكن لا يسرنا تشويه الدراما الإذاعية بعد أن انطلق ارتقاؤها منذ ستينات القرن الماضي وسبعيناته بممثلين كان يهدف تمثيلهم _و ما زال عبر اذاعة ذاكرة الأمة _ إلى معالجة المشكلات الاجتماعية ..وأبرزهم الآن المعتزل السر قدور . فقد اعتزل الدراما طبعا . : < بلدو هذا ..؟ يظن أن جو الحريات الذي يعترف بوجوده الآن في البلاد يتسنى معه استئناف الاساءة إلى الصحافة و الصحفيين دراميا .. و لذلك يقول ببساطة إن من الأولى السماح ببث حلقات مسلسله ..أسوة بإلغاء البلاغات ضد الصحف و توقيع ميثاق الشرف الصحفي .. < لكن أليس الأولى أن يطالب بميثاق شرف درامي أسوة بالميثاق الصحفي حتى لا يصطدم مثل مسلسله بصخور رد الشرف الصحفي ..؟ فجو الحريات لا يعني أن يكون مسموحا بحرية الإساءة إلى الصحفيين .. < و هنا ..هل نملك حرية الإساءة إلى دكتور بلدو _ لو أردنا _بحجة جو الحريات ..؟ فإن الحريات التي يعترف بوجودها لا تتضمن حرية الاساءة إلى الناس عبر الإذاعة القومية ..لذلك لا داعي لاختبار الحكومة في جدية بسط الحريات .. < و لا سبيل إلى استئناف دراما الإساءة عبر الإذاعة القومية أو غيرها من الاذاعات في إطار القوانين و اللوائح و الموجهات السودانية ..فقد أخطأ دكتور بلدو مفهوم الحريات ..كما أخطأ مفهوم الرومانسية على الطريقة السودانية العبقرية . < دكتور بلدو .. يمكنكم أن تنتجوا نسخة أخرى معدلة من المسلسل الذي اعتراه التهور و عدم اللياقة .. وسوء الفهم للحريات ..فلم تقف ممارستكم للحرية الدرامية عند حدود سمعة الآخرين .. بل تجاوزتها. غداً نلتقي بإذن الله .خالد حسن كسلا صحيفة الإنتباهة