تحقيقات وتقارير

الوطني والشعبي .. تنسيق أم تحالف؟


تناقلت وسائل الإعلام ووسائط التواصل الإجتماعي مؤخراً العديد من التسريبات والإفادات المتضاربة حول سعي حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي للتحالف في إنتخابات 2020م علي جميع الأصعدة.

ففي حين لم تصدر عن الوطني أي إفادة حول الأمر ومدي صحته وماهي المرحلة التي وصل إليها الحوار بين الجانبين، سوي التصريحات السابقة لرئيس القطاع السياسي للحزب الدكتور الدكتور عبدالرحمن الخضر بخصوص تكوين حزبه للجان لمحاورة كل الأحزاب والكيانات السياسية والحركات الموقعة للسلام لإتمام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، سارعت قيادات من المؤتمر الشعبي لبيان أن الحوار حول إنتخابات 2020م ليست ثنائية بين الوطني والشعبي وإنما هي لقاءات ممتدة تشمل جميع التيارات الحزبية التي توافقت علي تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المتمثلة في قانون الإنتخابات وقانون الأحزاب والتعديلات الخاصة بالدستور الدائم للبلاد، وصولاً لإنتخابات 2020م التي تسعي كل الأطراف لجعلها مرحلة فاصلة في بناء الإستقرار السياسي بالبلاد، حيث أوضح الأمين السياسي للشعبي الدكتور الأمين عبدالقادر في تصريحات صحفية سابقة، أنه لم تتم مناقشة مسألة التحالف مع الوطني، وأن الحديث عن تحالف وشيك بين الوطني والشعبي غير صحيح علي الإطلاق، موضحاً بأن مايجمعهم حالياً هو العمل من إجازة قانون الإنتخابات فقط.

وليس خافياً أن أية وحدة بين الحزبين ستثير حفيظة العديد من الأطراف وسط القطاعات المختلفة داخل الحزبين ووسط القوي السياسية السودانية المختلفة، ففي دوائر الشعبي وبعد التسريبات العديدة حول الأمر أصدر القيادي بالمؤتمر الشعبي الدكتور عمار السجاد بياناً حول الأمر، موضحاً أن لقاءات المؤتمر الشعبي شملت أحزاب المؤتمر الوطني والإصلاح الآن وأحزاب أخري لم يسميها وشخصيات وصفها بالشخصيات الحركية التي يهمها المستقبل، وكشف السجاد أنهم كقيادات أطلقوا حملة معلنة لإدارة حوار إسلامي إسلامي حول المستقبل، مضيفاً بأن الحوار مع المؤتمر الوطني كانت أطرافه من أعضاء المؤتمر الشعبي كل من الدكتور عمار السجاد وراشد دياب وتاج الدين بانقا والنائبة البرلمانية سهير أحمد صلاح، ووصف السجاد في بيانه المذكور أن الحوار مع قيادات المؤتمر الوطني كان حواراً صادقاً وقوياً وشفافاً، مضيفاً بأن الحوار كان إمتداد لحوار قديم بين الطرفين مؤكداً بأنه سيستمر، منبهاً بانه لامبرر للقلق أو الحساسية.

وكانت بعض الصحف قد أوردت أن هناك إتفاقاً وشيكاً بين الوطني والشعبي للتنسيق علي كل المستويات التنظيمية والحزبية وصولاً إلي مرحلة التحالف السياسي في ظل الإنتخابات القادمة في 2020م، وأن هنالك إجتماعاً إلتأم بين الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج محمد ونائب رئيس المؤتمر الوطني فيصل حسن إبراهيم لوضع أسس التنسيق المشترك، وهو مايعني ضمنياً توحيد الحزبين خلال المرحلة المقبلة في حال نجاح التحالف السياسي، وذلك ما أكده الدكتور علي الحاج نفسه في ندوة سياسية سابقة بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، حيث أشار إلي أن التحديات التي تحيط بالسودان داخلياً وخارجياً تتطلب وحدة الصف السياسي، ولم يستبعد تحالف حزبه مع المؤتمر الوطني في إنتخابات 2020م، وتباهي الحاج بأن الشعبي سيمثل الضمانة الكبري لنزاهة وشفافية التجربة الإنتخابية القادمة، مضيفاً بأن حزبه سيقبل بنتائجها حتي لو أفضت لخسارته للإنتخابات.
ولم تستبعد مصادر في دوائر حزب المؤتمر الوطني نجاح الأطراف الساعية للم شمل الإسلامين وتوحيدهم عبر كيان حزبي واحد لمواجهة التيارات الحزبية والفكرية الأخري، ولكن ذات المصادر أكدت أن التفكير الآن لكل أحزاب الحوار الوطني بما فيها حزبي الوطني والشعبي هو إتمام إستحقاقات الحوار الوطني وإجازة قانون الأحزاب وقانون الإنتخابات، فضلاً عن إتمام خطوات إنجاز الدستور الدائم للبلاد.

تقرير: (smc)