تحقيقات وتقارير

لم تبرد نيران السوق حريق مخازن الخندقاوي.. أم درمان ما تزال تشتعل


بعد 10 أيام بالتمام والكمال تكررت حرائق سوق أم درمان، واختارت هذه المرة أن تستهدف مخازن الخندقاوي للأدوات والمعدات الزراعية، لتتصاعد ألسنة اللهب ورائحة الدخان تزكم أنف المدينة العتيقة، لتجدد الأحزان والأوجاع وكأن بين النار وبقعة الإمام المهدي ثأرا قديما بعد أن قضت على 300 متجر في أكبر حريق تشهده الأسواق.

منع (السوداني) من الدخول
ما أن تناقلت التأكيدات بوقوع حريق آخر في أم درمان، فرض الواجب المهني التحرك بحثا عن المخازن المحترقة لمعرفة الأسباب والخسائر والإلمام بكل تفاصيل الحادثة، إلا أن (السوداني) فوجئت بمنعها من الدخول من قبل ملاك المخازن وإغلاق الخفير للباب الرئيسي، متحدثا من وراء الباب أن هناك أوامر من أصحاب المخازن بعد دخول أي شخص مهما كان، وأضاف: كما أنهم لا يرغبون في الحديث عن الحادثة.
(السوداني) رصدت المشهد الخارجي الذي ينم عن حجم الخسارة التي تعرضت لها المخازن، فمخلفات الحريق التي عمل العمال على حملها خارج (حوش) المخازن كانت كفيلة برسم المشهد الداخلي الذي امتلأ بمياه الإطفاء مختلطة ببقايا المعدات المحترقة، وكسا السواد النوافذ الخلفية للمخازن التي استطاعت كاميرا (السوداني) الوصول إليها.

تفاصيل الاشتعال
ما أن رُفِعَ النداء لصلاة المغرب أمسية الاثنين، حتى علت الأصوات طالبة الاستغاثة من داخل مخازن الخندقاوي التي تقبع في الشمال الغربي لمستشفى التيجاني الماحي. وهبَّ عددٌ من الحاضرين لنجدة الخفير ورفاقه الذين حاولوا إطفاء الحريق بالطفايات التي نفدت في مواجهة النيران التي مضت غير آبهة بأصوات الاستغاثة ملتهمة كل ما في طريقها.
وكشف صاحب ورشة لف الموتورات والجار الأقرب لأصحاب المخازن عبد الحليم عبد القادر، عن أن أصوات الاستغاثة كانت تأتي من داخل مخازن الخندقاوي، موضحا أنه حينها أدرك أن هنالك خطبا ما، خاصة أن الخفير ورفقاءه لم يصمتوا بل تزايد تعالي الأصوات، مؤكدا استجابته للنداء برفقة عدد من أصحاب المحال المجاورة، وأنهم اكتشفوا أن هناك حريقا بأحد المخازن من الناحية الجنوبية، منوها إلى أنهم بدأوا في إطفاء الحريق بالطفايات الموجودة، واستدرك: لكن تلك الطفايات نفدت فلم يكن هناك خيار سوى الاتصال بـ999 التي استدعت بدورها قوات الدفاع المدني التي هبت مسرعة إلى مكان الحادث.
الخسائر
وكشف عبد الحليم أن عربات المطافئ بلغ عددها أكثر من (5) عربات عملت على إخماد النيران التي امتدت من الجزء الجنوبي إلى الجزء الشرقي، مبينا إلى عدد المخازن المتضررة خمسة مخازن.

شاهد عيان آخر، كشف لـ(السوداني) أمس، عن أن المخازن مليئة بالأدوات الكهربائية والزراعية بالإضافة إلى مولدات الكهرباء وبوابير الشفط والخراطيش والزيوت والشحوم، مبينا أنه لا علم لهم بأسباب اندلاع الحريق التي بدأت من مخزن واحد وامتدت للمخازن الأربعة الأخرى، مشيدا بقوات الدفاع المدني التي كانت في الموعد حال الاتصال بها.

أم درمان: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني.