عبادة ترفع الابتلاء وتداوي المرضى وتقي من موتة السوء .. تعرف عليها
من رحمة الله بنا أن شرع لنا عبادات فيها من النفع الكثير في دنيانا وأخرانا، وبعض هذه العبادات ما يتخطى نفعه من يفعلها، بل يصل نفعها إلى غيره فينال من فضل الله المزيد.
ومن تلك العبادات العظيمة التي يعود نفعها على النفس وعلى الغير الصدقات، فهي طاعة عظيمة الثواب من كافة النواحي، ففيها تفريجًا للكروب وشفاءً من الأمراض ودفعًا للبلاء ووقاية من النار في الآخر، هذا فضلًا عن تفريج كروب المحتاجين وإدخال الفرح والسرور على قلوب الفقراء.
وفي أمر الصدقات، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام الطبراني: “أحب الأعمال الى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي في حاجه أحب إليَّ من أن اعتكف في هذا المسجد الحرام”.
كما أرشدنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى فوائد الصدقات الدنوية والأخرية لنعرف قيمة التصدق، فمن فوائد الصدقة أنها تدفع البلاء عن المتصدّق وأهل بيته، وتمنع ميتة السوء، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فقال في الحديث الشريف الذي رواه الإمام الترمذي : “إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، و تدفع ميتة السوء”. وروى الإمام البيهقي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها”.
ومن منافع الصدقات كذلك أنها تطهر البدن والمال وتزكيه له كما قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }، وكان النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم يوصي التَّجار بقوله: “يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة”. رواه أبو داود.
ليس ذلك فحسب، بل من فضائلها كذلك أنها تزيد البركة في المال وتجعل في الرزق سعة، وذلك مصداقًا لقوله تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). وفي الصدقة دفع البلاء والأمراض، كما قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: “داووا مرضاكم بالصدقة”.
ويضاعف الله سبحانه وتعالى للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.
أما في الآخر فمن يحرص على التصدق على الفقراء والمساكين يدخل إلى الجنة من باب خاص يسمى بـ “باب الصدقة”، وذلك دليل على علو قدره، فقد روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان”. قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: “نعم وأرجو أن تكون منهم”.
والمداوم على الصدقة يكون في ظل عرش الرحمن سبحانه وتعالى يوم القيامة، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله”، وذكر منهم: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
مصراوي
وفي أمر الصدقات، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام الطبراني: “أحب الأعمال الى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي في حاجه أحب إليَّ من أن اعتكف في هذا المسجد الحرام”
في الحديث لم ترد كلمة المسجد الحرام إنما قال في هذا المسجد ويقصد المسجد النبوي الشريف لأن الحديث مروي في المدينة المنورة. والله أعلم