تحقيقات وتقارير

مجزرة أبناء الصعدة … وصمة عار علي جبين عبد الواحد

يبدو أن حالة الخوف والإنهزام الداخلي التى أحدثتها استعدادات الأجهزة الأمنية لصد اي هجوم من قبل المتمردين من حركة عبد الواحد نور قد دفعها الى إدعاءات الإنتصارات الوهمية، وإيهام الرأي العام الداخلي والعالمي بأن الحركة لها وجود فعال علي الأرض.

وعلي الرغم من جرائم النهب والسرقات الكبيرة والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تنفذها المليشيات المتمردة الموالية لعبد الواحد، إلأ أن الحركة ظلت تمارس الكثير من تزييف الحقائق، والإدعاء بتعرضها لهجوم من الحكومة، وخير مثال لهذا التضليل البيان الذي أصدرته الحركة بعد هجومها علي أبناء منطقة الصعدة بمنطقة شرق الجبل، في آواخر شهر نوفمبر الماضي، حيث أصدرت الحركة بياناً علي لسان القائد العام قدورة إدعت فيه بأن قواتها صدت هجوماً كبيراً للقوات المسلحة السودانية بمنطقة “فينا” وتمكنت من قتل (18) من الدعم السريع وجرح (40)آخرين.

وعلي العكس من ذلك يؤكد شهود عيان ومواطنون من المنطقة أن الإنتصارات الكبيرة للقوات الحكومية علي مليشيات التمرد بجبل مرة، أدت إلي ضعف قوات عبد الواحد وعجزها عن القيام بأي تحركات عسكرية في مواجهة قوات الحكومة، لذلك جنحت قوات عبد الواحد لإحداث زخم إعلامي تحاول به إحداث تشويش علي حالة الإستقرار في دارفور.

وبالعودة لحقيقة الأحداث في المنطقة، يشير المراقبون إلي أن مجموعة تابعة لفصيل عبد الواحد نور قامت في نوفمبر الماضي بنهب وسرقة مواشي تقدر بـ(400) رأس من الأبقار من قبيلة الصعدة بمنطقة كندير التابعة لمحلية شرق الجبل، بولاية جنوب دارفور، وقامت بقتل صاحب الأبقار وجرح آخر، ثم قامت مجموعة تقدر بحوالي (70) عنصراً متمرداً بقيادة أحمد عبدالله حسن (قوبا) ويحي آدم، بالتسلل من مناطق “قرلنبانج” والهجوم علي العرب الصعدة وقاموا بإطلاق النار علي أصحاب المواشي مما أدي إلي إصابة احد الرعاة وقتل آخر وسرقة عدد(310) رأس من الأبقار وإدخالها إلي منطقة “قرلنبانج” مروراً بالإتجاه الغربي لمنطقة (فينا).

وقال شهود عيان من سكان المنطقة أنه بعد هذه الإعتداءات المتكررة علي الرعاة وسرقة ونهب أبقارهم، تحركت مجموعة (فزع أهلي) من قبيلة الصعدة لإسترداد مواشيهم، وقامت بتتبع أثر الماشية المسروقة عبر طريق منطقة (فينا) وطريق منطقة (أندادولي) غرب منطقة كدنير، ولكنها للأسف تعرضت لكمين تم نصبه بإحكام من متمردي حركة عبد الواحد الذين قاموا بترحيل المواطنين من (فينا) بعد دخول الفزع الأهلي إليها، وقامت قوات الحركة بقطع الطريق من الخلف وإطلاق النار بكثافة عالية علي الفزع الأهلي مما أدي إلي مقتل (10) أشخاص من العرب الصعدة وإصابة (25) آخرين بإصابات بليغة، ومطاردة الفزع الأهلي حتي غرب منطقة كدنير .

ويعزوا المراقبون الإتجاه الأخير لحركة عبد الواحد بالإعتداءت المتكررة علي المواطنين العزل ونهب مواشيهم، وخروقاتها الكثيرة لوقف إطلاق النار، وإدعاءات الإنتصارات الوهمية علي القوات المسلحة، فضلاً عن الصراخ العالي بأن قواتهم تتعرض للهجوم من الحكومة، كل ذلك يعود لمعاناة فصيل عبد الواحد للعديد من المشاكلات الداخلية وحالات الإنشقاق المستمرة بسبب غياب الرؤية لدي زعيمها الذي إنحسر عنه الدعم والسند الخارجي والداخلي بصورة كبيرة، فضلاً عن العزلة الكبيرة التي تعيشها الحركة بعد توقيع فصيلي مناوي وجبريل إبراهيم لإتفاق تمهيدي مع الحكومة في برلين لبدء التفاوض بين الطرفين علي أساس وثيقة الدوحة لسلام دارفور، للوصول إلي السلام والإستقرار في الإقليم.

تقرير: محمد عمر(smc)

تعليق واحد