تحقيقات وتقارير

طه ونافع وحدة الخطاب .. هل تكفي لمجابهة الصعاب ..؟

طه ونافع وحدة الخطاب.. هل تكفي لمجابهة الصعاب..؟

* كبر يدعو عضوية الحزب للتغلغل وسط المواطنين ومعالجة مشكلاتهم
* نافع: المعارضة تعمل تحت الأرض ولن تحصد إلا الحسرة
* طه يتهم جهات خارجية بالتآمر ضد السودان لاقتلاع شجرة الوطني من جذورها

 

في يوم واحد دفع المؤتمر الوطني بقياداته التاريخية د.نافع علي نافع وعلي عثمان محمد طه لمخاطبة برامج الحزب التنظيمية في أمبدة والجريف، وكان يمكن لهذين الحدثين أن يمرا كبقية فعاليات الحزب، إلا أن تزامنهما مع موجة التظاهرات التي يقودها مواطنو الولاية منذ الجمعة الماضية ضد الغلاء الذي أدى الى تفاقم أوضاعهم المعيشية، جعل من الفعاليتين محط أنظار الصحف، ومن خلفهم المواطن الذي يريد أن يدرك مآلات الأوضاع الراهنة، وكيف ينظر الحزب الحاكم لمعاناته اليومية فالمواطن لاينتظر من الوطني تطمينات وإنما حلولاً عاجلة، وعلى الرغم من أن القياديين خاطبا مؤتمرات البناء التي كان الحزب قد أعلن عنها قبل فترة إلا إن أجواء المظاهرات فرضت على نافع وطه أن ينبريا للدفاع عن الحزب في هذه الأوقات العصيبة، ثمة ملاحظة أخرى جديرة بالتطرق لها وهي أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد لم تؤثر في فعاليات الحزب واستعداده للانتخابات حيث انطلقت حملة البناء القاعدي أمس بالولايات والسؤال الذي ينتظر المواطن من قيادات الوطني الإجابة عليه اليست قفة الملاح التي أضحت عصية على أغلب المواطنين إن لم يكن جلهم أولى من إقامة تلك المؤتمرات، ولماذا لم يعلن الوطني في كل تلك المؤتمرات نفرة اقتصادية مهامها حل أزمة السيولة والوقود والخبز باعتباره الحزب الحاكم .

 

رسائل نافع :
وأطلق عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني د.نافع علي نافع رسائل شديدة اللهجة للمعارضة وأوصد الباب أمام المتآمرين الراغبين في إشعال النيران عبر الدعوة للتظاهر، وقال نافع بمؤتمر شعبة أساس الحارة (١١) النموذجي بمنطقة شمال الأمير التنظيمية بمحلية أمبدة أمس الأول إن هناك فئة تقتات من الفتن لكنها لا تملك الجرأة والقدرة على إشعالها وتابع هناك مظاهرات يقودها ثلاثة أفراد ويتم إبطال مفعولها.

 

واتهم نافع المعارضة بالسعي للإطاحة بالنظام وقال (المعارضة تعمل تحت الأرض ولن تحصد إلا الحسرة لأن قياداتها يبنون أحلامهم على وهم مستمرون في الدسائس والمكائد وزاد :إن البلاد ماضية في سبيلها ولاتخشى كيد الطغاة ولن يزيدها المكر إلا صلابة والتحديات إلا قوة مؤكداً استعدادهم للتضحية من أجل الوطن) ولفت إلى الهجمة الشرسة التي يواجهها الإسلام والسودان من الغرب لإزاحته واستهداف المجتمع في دينه وقيمه مؤكداً أن الحزب مسؤول عن حماية فكرة الإسلام بوحدة الصف الداخلي وتمتينه ووحدة الرؤية وتحديد الأولويات وفق المؤسسية داعياً لأهمية البناء القوي للحزب ليضطلع بدوره كاملاً تجاه أهل السودان، وأكد وحدة صف المؤتمر الوطني رغم الاستهداف العالمي والإقليمي والداخلي من حصار وتخذيل ومؤامرات، وزاد المؤتمر الوطني جاء لجدد العهد بالقيم الإسلامية

وأكد نافع أن ما قدمه رئيس الوزراء ووزير المالية معتز موسى من تقرير وخطة طموحة في اجتماع المكتب القيادي يمكنه أن ينهض بالاقتصاد إذا توفرت الإرادة واستدرك أن الإرادة موجودة، وأن الحزب قادر على تجاوز الأزمة الاقتصادية قائلاً ولنا في ذلك تجارب وخبرات وكان من اللافت أن مؤتمر الجريف أقيم في خيمة كبيرة تتدلى على جانبيها، واحتوت على معرض ينم عن روح الإبداع التي تسكن عضوية الجريف بالوطني وزين أطفالها الخيمة التي احتوت القادمين إليها في ليلة شتوية، وتميز مؤتمر الجريف بجهازه التنفيذي وبرلمان الحي وأفكار أخرى مضيئة كثيرة وتقارير لا يقدح فيها إلا الظروف البائسة التي تعيشها أغلب أحياء الخرطوم الغارقة في وحل النسيان والإهمال.

 

ارتباك مفاجيء
وتسبب الطلب الذي تقدمت به أحدى المتداخلات في المؤتمر إلى علي عثمان محمد طه تسبب في إرباك لجنة المؤتمر حين طلبت منه منحها وعداً بتدخله شخصياً لإطلاق سراح ستة من أبناء المنطقة المعتقلين في سجن كوبر دون أن توضح أسباب اعتقالهم ونوهت إلى أنهم تلقوا وعوداً سابقة بإطلاق سراحهم ولم يتم حتى الآن وبعد مغادرتها المنصة سألها أحدهم (قصتك شنو) وهمت بالرجوع لاعتلاء المنصة إلا أنه لم يتم منحها فرصة مرة أخرى وتوجهت صوب طه ووقفت أمامه وروت مشكلتها له ) . وعند سؤال الجريدة للمتداخلة قالت ( إن ستة من اخوتها تم توقيفهم بسبب اتهامهم بمقتل مدير شركة الأقطان السابق وتم إطلاق سراح اثنين منهم فقط عقب إثبات براءتهما)
وتحاشى عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه الرد على طلب المتداخلة وسخر من المراهنين سقوط الحكومة بسبب تفاقم أزمة الوقود وأن قيادات الوطني يبحثون عن ملاجئ.. واتهم جهات خارجيه بالتآمر ضد السودان لاقتلاع شجرة الوطني من جذورها، وقال طه في مؤتمر شعبة الأساس بالجريف غرب أمس الأول ( الشدة لن تزيدنا إلا قوة و نقول للذين يريدون أن يهزو شجرة الوطني لم تعرفوها ولم تعرفوا رجالها ولا حجمها ولا وزنها وزاد قائلا بان حزبه اكثر تصميما وثباتا واقتحاما للمصاعب ونحن مع ناس وبالناس ولا نتوارى وأقر طه بوقوع إخطاء وتقصير من جانبهم وأكد وقوف المكتب القيادي في اجتماعه الأخير

على الأوضاع الماثلة بكل شفافية وتابع تعترينا أحياناً الغفلة والضعف وهناك تحديات لم تأتِ إلينا من فراغ بأيدينا ومن تقصير وغفلة ونحن بشر لكن يبقى الخير فينا ومازلنا قابضين علي قضيتنا واتهم جهات خارجيه بالتامر ضد السودان لاقتلاع شجرة الوطني من جذورها وأضاف هناك من يقولون لم يتبقَ لهم إلا التطبيع مع إسرائيل وباعوا دم الشهداء وتراجعوا عن المبادئ من أجل السلطة وزاد دم الشهداء أمانة في أعناقنا ولن نتراجع عن المباديء ونحن على طريقها حتى نلقاهم وخطاب عضوية الوطني قائلاً هذه عارضة لاتخافوا ولايصيبكم الوجل وكشف عن اتجاه لحل الأزمة الحالية.. وأضاف هناك إجراءات ومراجعات وسياسات سيتم اتخاذها ويمضي تنفيذها وسترون نتائجها على أرض الواقع.

 

مشترك بين الغريمين
وعلى الرغم من أن الظروف الراهنة التي تشهد حراكاً في الشارع ضد سياسات النظام والدفاع عن الحزب وظهر ذلك جلياً في خطاب كل منهما وأوجدت قاسماً مشتركاً لأول مرة بين طه ونافع باعتبار أنهما أكبر غريمين في الحزب إلا أن هذه الظروف وحدتهما لصعوبة تعقيدات المرحلة فهما من جهة متنافسين لاستعادة دورهما القيادي في الحزب وتحسس مقعديهما من الرئاسة على الرغم من اختلاف توجهاتهما في الانتخابات إلا أن خطاب طه حمل ملامح شخصيته التي انطلقت من الجريف.

 

توثيق
وتحدث طه كأنما كان يوثق لسيرته الذاتية وقال عن تلك الفترة (كانت تلك مسيرة غيرت وجه التاريخ والمصالحة مع نميري حيث كنا نصارع كثيراً من تجاوزات تحت شعار الإصلاح وصناعة المناخ السياسي ) وتابع ( نقوم على الصدق ونفع الناس وخدمتهم ) وحول علاقته بالجريف قال طه ( ظللت أحوم حولها وحينما جئت لهذه المنطقة منذ 40 عاماً وفي الجريف وبري والمقرن ولدت شخصية علي عثمان السياسي تمتلئ حماساً وإقبالاً على خدمة الناس وأثنى طه على أهالي الجريف لدعم شخصه قائلاً(كانوا يحتضنونه، ويناصرونه، ويقدمونه على قياداتهم ورموزهم ولم يقدموه لمعرفة شخصية وإنما لأنهم رأوا في شخصه المبدأ والفكر والنظر للمستقبل والرغبة في التغيير ) .

وعرضت تقارير المؤتمر احتياجات الجريف وأمن طه على ضرورة الاستجابة لقضايا المواطنين الصغيرة، وجدد طه تمسكهم بالتوجه الديني وتابع (أدينا صلاة العشاء تعبداً لله وبذات الطهر والوضوح الذي نقف به أمام الله لنؤدي الفرائض ولاشرقية ولا غربية )
وباهى طه بانجازات ثورة الإنقاذ التي حققتها في ملف الصحة وتابع المراكز تنتشر في كل المناطق وسخر من المشككين في ذلك وقال ( الذين ينتقدوننا أكبر انجاز كنا نحلم بتحقيقه تصديق من المعتمد لإقامة مدرسة أو لطاحونة ) ودلل على عظم ما انجزته الإنقاذ بأن أكبر شعار سياسي من الذي سيقيم الكُبري الذي يعبر شارع الستين.

 

التغلغل وسط المواطنين :
من جهته دعا نائب رئيس الجمهورية القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور عثمان محمد يوسف كبر قيادات وعضوية المؤتمر الوطني لضرورة التكاتف والتعاون خلال الفترة المقبلة وأكد أن البناء الحزبي الذي انطلق في كافة محليات البلاد يؤكد ريادة المؤتمر الوطني وأشار إلى أن الحزب يعكف من خلال مؤسساته المختلفة على استكمال مرحلة البناء استعداداً للانتخابات.. وأوضح كبر خلال مخاطبته يوم أمس الأول المؤتمر النموذجي للبناء القاعدي بمحلية الجنينة شعبة الجبل مربع (١) أن المرحلة المقبلة تتطلب مجهوداً وعملاً كبيراً ودعا عضوية الحزب للتغلغل وسط المواطنين والعمل على معالجة مشكلاتهم المختلفة.. وأعلن تبرعه بمبلغ مليار جنيه لنفير ولاية غرب دارفور ومشروعات الدورة المدرسية المقبلة التي تستضيفها الولاية. ودعمه حي الجبل بمبلغ (٢٠٠) مليون جنيه لإكمال التنمية بالحي.
وأكد مشرف قطاع دارفور بالمؤتمر الوطني حسب الله صالح بأن الحزب أكثر تماسكاً من أي وقت مضى.. وأكد أن من ينتظرون هزال الوطني وضعفه سيطول انتظاره وقال مارأيناه هنا في الجنينة من عضوية الحزب يؤكد أننا مازلنا في الريادة وأشار إلى أن الوطني أكثر الأحزاب التزاماً بمؤتمراته وبرامجه .

 

 

الجريدة: سعاد الخضر
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. جربوعان تافهان فاشلان فاسدان يحاربان طواحين الهواء بعد ان ثبت ضلالهم و فشلهم و فسادا لثلاثين عاما … هؤلاء الذين تاخذهم العزة بالاثم و تغطي عيونهم غشاوة تحجب نور الحقيقة عن اعينهم فيعيشون في الظلام في عالم الاوهام و الخيالات … يريدون ان يحجبوا نور الشمس بمنديل مهترئ …. يسيئون للاسلام بادعائهم الانتماء له و ان مشروعهم الخائب مشروع اسلامي و لو فتح الله بصائرهم لوجدوا الناس يتساءلون هل هم مسلمون اصلا! و هم مثل من وصفهم الله تعالى ” الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا” و نحسب انهم فيمن وصفهم المولى تعالى ” أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ”
    فهم اتخذوا الههم هواهم في السلطة و المال و الجاه فصموا و عمو ا عن الحق فصاروا يدلسون و يزينون الباطل …
    اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر فهم قد اساؤوا لدينك و ظلموا العباد و دمروا البلاد