تحقيقات وتقارير

بعد موجة الانشقاقات التي ضربته .. مبارك الفاضل .. أي مستقبل سياسي ينتظره وحزبه؟

ضربت الانشقاقات أروقة حزب الأمة الذي يقوده مبارك الفاضل بسبب تراكم المشاكل الداخلية التي يعاني منها، ولجأ أكثر من خمسين قيادياً إلى سلاح الاستقالات والانسلاخ من الحزب على خلفية خلافات حادة بين رئيس الحزب مبارك الفاضل والقيادات المستقيلة على خلفية اتّهامه بأنه خرق دستور الحزب بسبب تجاهله المبادئ المتفق عليها بينهم، لاسيما في الجانب المتعلق بالمشاركة في حكومة الوفاق السابقة، غير أن مبارك تجاهل الرأي الغالب في الحزب وتجاوز مؤسساته ودخل حكومة الوفاق مزاوجاً بين منصب رئاسة الحزب وتوليه منصباً وزارياً في حكومة الوفاق، وعمد إلى السيطرة على مكتسبات من خلال وجوده في المنصب الدستوري في الحكومة السابقة.

حزب جديد

وترى القيادات المستقيلة التي بدأت تشكيل نواة لتسجيل لحزب جديد باسم إئتلاف حزب الأمة بقيادة عبد الله بركات، إن الفاضل أصبح غير قادر على التعاطي مع المشاكل التي يمرّ بها الحزب، ولاسيما بعد خطوته في التقارب بينه وبين ابن عمه الصادق المهدي الذي تم مؤخراً بعد تجاهل حزب المؤتمر الوطني لمبارك الفاضل في التشكيل الجديد لحكومة الوفاق الوطني الثانية، وخروج الحزب من المشاركة. وقال أحد القيادات المنشقة للصيحة، ـ فضل حجب اسمه ـ إنهم توصلوا لحقيقة أن انتماءهم لقيادة مبارك الفاضل في التكوينات التي ينشئها لا تحقق مطامحهم في خلق كيان سياسي ديمقراطي ويفسح المجال للكوادر للإبداع، وإنما هي عملية تبديل وخروج من عباءة في بيت المهدي والدخول في عباءة أخرى، وهذا ما دفعهم للاتجاه لتكوين حزب جديد، يضم كل الراغبين في الخروج من عباءة آل المهدي.

عقبة دائمة

ويرى مراقبون أن سلسلة الانشقاقات والانقسامات أصبحت عقبة دائمة تواجه التكوينات السياسية التي ينشئها مبارك الفاضل بما يؤكد هشاشة الأرضية التي تقوم عليها الممارسة السياسية لمبارك الفاضل والذي يتخذ هذه التكوينات لتحقيق مكاسب سياسية لحظية، يبدو ذلك منذ المفاصلة التي وقعت بين مبارك الفاضل وابن عمه الصادق المهدي عام (2002) بعد الخلافات التي نشبت بينهما حول المشاركة في الحكومة من عدمها، وحفلت بمعارك كلامية استمرت فترة ، حسمها مبارك بعقد مؤتمر استثنائي وكون حزب الأمة «الإصلاح والتجديد»، وأعلن مشاركته في الحكومة مساعداً لرئيس الجمهورية، وتم تمثيل الحزب بعدد من الوزراء، غير أن الحزب لم ينعم بحالة استقرار ولم تتحقق فيه المؤسسية والشفافية التي وعد بها مبارك أنصاره وشجعهم للخروج على ابن عمه، وسرعان ما سلك ذات النهج الذي رفضه مع أنصاره لدى ابن عمه وأخد في ممارسة الدور الأبوي عليهم، ما أصاب الحزب بحالة من التشققات والانقسامات بدأت بانشقاق د. بابكر نهار، وكون حزب الأمة الفيدرالي احتجاجاً على إقصاء مبارك الفاضل له من منصب الأمين العام للحزب دون إبداء أسباب، ثم بلغت عملية شق أنصار مبارك عصا الطاعة عليه ذروتها عام 2004 في أعقاب القرار الذي أصدره الرئيس عمر البشير، بشكل مفاجئ للساحة السياسية السودانية، بإقالة مبارك الفاضل المهدي من منصبه مساعداً لرئيس الجمهورية، بعد اتهامه بالتعامل خارج مؤسسات الحكومة ورفضه التعاون مع وزراء في الحكومة، وقتها لم تكن هناك استجابة من قبل قيادات الحزب للمشاركة في السلطة لطلب مبارك الفاضل بتقديم استقالاتهم والخروج معه من الحكومة، فقد فضلوا الاستمرار في مناصبهم ما عدا وزير السياحة والآثار وقتها عبد الجليل الباشا الذي استجاب لمطالبة مبارك.

ذات السيناريو تكرر الآن مع اختلاف الشخوص والمواقف، إذ أن مبارك هو المشارك الوحيد للحزب في الحكومة، وأقدم على هذه الخطوة بعد تجاهل رؤية مؤسسات كيانه وقياداته التي رفضت المشاركة، غير أن مبارك تجاوزها واختار أن يكون ممثلاً للحزب بشخصه في حكومة الوفاق، ثم عاد للتقارب مع ابن عمه بعد تجاهل المؤتمر الوطني له في التشكيل الثاني لحكومة الوفاق وهو ذات ما فعله مبارك في المرة السابقة، لكن هل سيعود المشهد بالاختلاف، ويختلف مجدداً مع ابن عمه ويعود للائتلاف مرة أخرى؟

غياب ديمقراطية

القيادي بحزب الأمة القومي عبد الجليل الباشا الذي انشق في وقت سابق عن (مبارك الفاضل) لا يرى أي مستقبل للحزب في ظل الممارسات التي يعيشها بغياب الديمقراطية والشورى والمؤسسية وعدم توفر المساحة المطلوبة للكوادر للإبداع، مشيراً إلى أن الفكرة التي قام من أجلها الحزب ممثلة في الإصلاح، لكنه فشل في تقديم نموذج حزبي تنتفي فيه الأمراض التي دفعت لتجربة إنشاء كيان تتحقق فيه المؤسسية والديمقراطية وعدم الانفراد بالرأى، وهذا المرض تعاني منه كل الأحزاب السودانية.

وأضاف الباشا أن قناعته تتلخص في أن إنشاء حزب جديد ليس حلاً وإنما الحل يمكن في أن يبدأ الإصلاح بجمع الشمل داخل كيان يتوحد فيه الناس وفق عملية تدريجية تضع كافة معطيات الواقع المحيط في الاعتبار، حتى يصل الناس إلى الحزب الذي يريدون والتأسيس لممارسة ديمقراطية حقيقية تتيح الاستفادة من إمكانيات الكوادر.

وأشار الباشا إلى أنه يرى في الوقت الراهن من الأفيد لحزب الأمة أن يسعى لإكمال الوحدة وجمع الشمل حتى يتوحد لخلق حزب تكون له المقدرة والفاعلية لترجمة قراراته لفعل سياسي.

خلافات وتراكمات

من جانبه، قال القيادي بدوي موسى أحد القيادات التي أقدمت على الاستقالة، إن الخلافات نشبت في الحزب نتيجة تراكمات حول كيفية ممارسة العمل الحزبي وإدارة العلاقة مع الطرف الآخر الحكومة والقوى السياسية، وأضاف أن قبولهم ليس من أجل تحقيق مصالح شخصية وإنما تحقيق الاستقرار في البلد والمساهمة في الخروج من الأزمات التي تواجهها، لكن المشاركة أخذت منحى لتحقيق أغراض شخصية ليس متفقاً عليها، بجانب الانفراد بالرأي، وأنهم دفعوا بطلب لمجلس الأحزاب لتسجيل حزب جديد، بسبب غياب الممارسة الديمقراطية والانفراد، ونفضل أن نحتكم للشعب السوداني ولا نمانع في الاستمرار في الإئتلاف مع أي كيان .

الخرطوم : الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. مبارك الفاضل ومن لف لفه ومن هم شاكلته
    أكثر وبالا على السودان من حزب شجرة الزقوم
    هم من أطال عمره وابقاه على رقابنا
    قاتلهم الله وقطع رزقهم من قوتنا

    حرامية
    افاكين
    دجالين
    عديمى ضمير واخلاق