مقالات متنوعة

منحة قطر ومحنة التحويلات ..!


يتضح أن كل الأحزاب بما فيها المعارضة الجافة والمعارضة المشارك زعماؤها المستقبليون في الحكومة والأحزاب المشاركة في الحكومة بنفس المعارضة مثل المؤتمر الشعبي ..لا يملكون معلومة واحدة عن أسباب غلاء المعيشة.
< الأحزاب المعارضة الجافة.. ترى ماذا ستفعل مع هذا الغلاء الحاد لو وصلت إلى السلطة..؟ ستتخذ إجراءات انفعالية ..والنتيجة لا شيء.. والتبرير هو أن ( الحكومة السابقة ) فعلت بالاقتصاد ما جعل علاجه يحتاج إلى سنين.. ثم تمر السنون .. وتنطلق احتجاجات.. ويكون فقط ما تغير هم الأشخاص والكيان السياسي الحاكم. < كل هذا بسبب عدم معرفة الأسباب الحقيقية.. فهي لم تتضح لهذه المعارضة الجافة.. لذلك لا تصلح أن تكون بديلاً ..لأنها ستزرع الموز الكاذب.. وهو للزينة فقط لا يثمر.< و حزب معارض.. هو حزب اﻷمة القومي.. فإن زعيمه المستقبلي هو الآن في الحكومة يتبوأ منصباً رفيعاً (مساعد الرئيس ) دون أن تعرفه من يمثل وماذا يمثل . < ومن يمثل ..وماذا يمثل ..هو تساؤل لو تحسبه بلا إجابة فإن قراءة المستقبل تضم الاجابة.. فهو الزعيم المستقبلي للحزب.. كامتداد لعبد الرحمن والصديق والصادق - بعد الانشقاق الأول عن العم - ثم عبد الرحمن هذا .< فهو حزب مطاطي ..ليس جافاً.. وهو سواء في الحكم أم المعارضة.. لا يقدم للأزمة المعيشية علاجاً ..لكنه يقدم من خلال زعيمه مسكنات في شكل أمثال شعبية.. مثل الفتاشة ودخان المرقة.. قال (الفتاشة نكاشة) وهو من أطلق مثلاً على دكتور نافع يقول (أبو العفين بيعفن الناس كلها) < الغريبة أن الصادق المهدي كان قد اختار لمنصب وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بعد فوزه بانتخابات 1986م أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم الدكتور بشير عمر.. ثم أبعده من المنصب بعد فترة وجيزة ليختار له خبيراً زراعياً هو الراحل دكتور عمر نور الدائم..فهل هذا كان معقولاً..؟ و(البجرب المجرب ندمان)! < أما الحزب المشارك في الحكومة ومازال يتنفس معارضة فهو حزب المؤتمر الشعبي العائد إلى السلطة من هجيرة قرارات الرابع من رمضان تلك.. فقد كانت هي بمثابة تدشين للخطوة الحكومية الأولى نحو الانفتاح ومعالجات العلاقات الدبلوماسية التي تسممت بالوضع السياسي الذي كان قبلها. وحتى الآن نجد شيئاً من التسمم هذا.. لكن البركة في دولة قطر.. وهي تشارك بمليار دولار لإنعاش الأزمة المعيشية .. وإسكات أصحاب (دخان المرقة) < فالمؤتمر الشعبي يتحدث عن الفساد.. ويظن إنه هو السبب الأعظم لهذا الغلاء..فهو إذن.. لا يملك المعلومة الصحيحة.. لأن الفساد يأتي تبعاً - وأتى بالفعل - لسياسات مفروضة أصلاً.. ولو تحدث عن ندرة فهو يتحدث عن سلع تستوردها الدولة بالدولار.. فلماذا لا يسأل عن إهدار الاحتياطي من النقد الأجنبي؟؟< ومنحة قطر أيضاً يجب السؤال عن حمايتها من تحويلات العاملين الأجانب والمستثمرين الأجانب ..فإن معظم استثماراتهم في الخدمات.. فهي سالبة تستهلك احتياطي النقد الأجنبي ..مثل الاتصالات. < والمفترض أن تكون استثماراتهم في منتجات للتصدير حتى لو كانت برسيماً.. تفادياً للغلاء مع وفرة السلع المحلية ..أما المستوردة، فهي تحتاج إلى توفير الدولار بدون تحويلات مستثمرين ومضاربات حكومية. غداً نلتقي بإذن الله.خالد حسن كسلا صحيفة الإنتباهة