تحقيقات وتقارير

تحريضات كوهين وإعترافات ديختر.. شواهد التدخل الإسرائيلي في السودان


جذبت تصريحات المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطنى بتورط جهاز الموساد الإسرائيلي وحركة عبد الواحد محمد نور في تأجيج الإحتجاجات الأخيرة واستغلال الأزمة التى تمر بها البلاد اهتمام الرأي العام الداخلى والعالمى لجهة الرابط القوي بين الطرفين، خاصة وان جهاز الأمن كشف عن رصده لـ(280) عنصراً من الحركة وأن الموساد جند قسماً منهم لإحداث عمليات تخريب وزعزعة للأمن في عطبرة وعدد من مدن السودان وكشف عن إلقاء القبض عن (7) أشخاص منهم.
وعلى الرغم من أن البعض حاول التقليل من إحتمالية تورط الحركات المسلحة واسرائيل في الأزمة ، الا أن المستشار في مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي ايدي كوهين اثبت صحة ادعاءات السودان من خلال التغريدات التى ظل يقوم بنشرها عبر وسائل التواصل الإعلامي “تويتر” بصورة متواصلة منذ إندلاع الأحداث والتى يبث من خلالها التحريضات بنقل المعلومات الكاذبة وفبركة الأخبار بغرض احداث المزيد من الشغب، كما يدعو كوهين الى استهداف رموز الدولة بصورة واضحة.
والعلاقة بين حركة عبد الواحد نور واسرائيل قديمة ومتجذرة منذ نشأة الحركة، فقد حاولت الأخيرة مراراً تنفيذ أجندتها ضد السودان بدعم عبد الواحد الذي سارع الى افتتاح مكتب له في اسرائيل بمعزل عن الحركات الدارفوية الأخرى وذلك بغرض الحصول على المزيد من الدعم لإضعاف السودان .

ومؤخراً إتهمت قيادات بارزة بحركة عبد الواحد رئيس الحركة بالإستيلاء على مبالغ مالية كبيرة وتحويلها لمصلحته الشخصية، كانت إسرائيل تقوم بإرسالها شهرياً عبر مكتب الحركة هناك لدعم النشاط الميداني للحركة، حيث قال إبراهيم آدم القيادي المنشق من الحركة إن مكتب الحركة بإسرائيل درج على إرسال مبلغ (10) آلاف دولار شهرياً لعبد الواحد بفرنسا.
وظل الكثيرون يتساءلون عن جدوى اهتمام إسرائيل بالحركات المتمردة في دارفور لكن أفى ديختر وزير الأمن الداخلى الإسرائيلي السابق قال في إعترافاته في العام 2009م أن السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية، لكن الأزمات الداخلية البنيوية، والصراعات والحروب الأهلية فى الجنوب التى استغرقت ثلاثة عقود ثم الصراع في دارفور أدت إلى تحول هذه الأزمات إلى أزمات مزمنة مما أدى إلى تفويت الفرصة على السودان، والحيلولة دون تحوله إلى قوة إقليمية مؤثرة فى البنية الأفريقية والعربية.
وأضاف كانت هناك تقديرات إسرائيلية منذ بداية استقلال السودان، أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربى لأن موارده إن استثمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب وفي ضوء هذه التقديرات كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد، لذا كان لابد أن تعمل إسرائيل على إضعاف السودان وانتزاع قدرته على بناء دولة قوية موحدة رغم أنها تعج بالتعددية الإثنية والطائفية لأن هذا من المنظور الإستراتيجي الإسرائيلي ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومى الإسرائيلي.

وظلت اسرائيل على ارتباط وثيق بالحركات المتمردة بصفة عامة وحركة عبد الواحد بصفة خاصة وتجسد هذا من خلال الإرتباط من خلال المنظمات الإسرائيلية والتى قادت تلك المنظمات بالتعاون مع عبد الواحد نشاطاً مكثفاً مع عبد الواحد طوال السنوات السابقة، في محاولة لإشعال نيران الفتنه في دارفور خاصة وأن الأخير ظل رافضاً لجميع المنابر التفاوضية وذلك فيما يبدو تنفيذاً لأجندة تلك المنظمات التي ظلت الرافد الرئيس للحركة والمحرض على توفير العتاد والسلاح لمقاتليه لمواجهة الحكومة.
اصبحت العلاقة بين عبد الواحد واسرائيل واضحة وغير خافية وقد سبق للمنظمات اليهودية أن قادت الحملة الإعلامية في اشعال قضية دارفور بدءاً بمتحف الهلوكوست (المحرقة اليهودية) والتي تمثلت في لجنة الضمير العالمي برئاسة اليهودي جيرى فاور المعروف بعدائه للسودان والذي اصدر بياناً في العام 2003م مدعياً وجود إبادة في دارفور، ولم يكتف بذلك بل أنه عقد سلسلة من المناشط والندوات الدعائية للترويج للحملة.

وسعت اسرائيل الى ابراز قضية دارفور الى العالم وبعد أن تصدرت النشرات الدولية زادت من وتيرتها وسارعت الى إنشاء وتأسيس منظمة (تحالف إنقاذ دارفور) كمظلة للتنسيق الجهود وضم اكبر عدد من المنظمات لتصعيد قضية دارفور عالمياً، وعمل التحالف على تقديم الدعم للحركات المتمردة وحث المجتمع الدولي على ضرورة تبني قضية الحركات.
من خلال النظر إلى وقائع الدور الإسرائيلى في إشعال الصراع في جنوب السودان سابقاً ودارفور يتبين للمتابع للساحة السياسية أن جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل من بن جوريون وليفي اشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحيم بيجن ثم شامير وصولا إلى شارون وأولمرت وحتى القيادة الحالية تبنوا هذا الخط الإستراتيجي في التعاطي مع السودان الذي يرتكز على تفجير بؤر النزاع في السودان والعمل على تبني الحركات المسلحة ودعمها لوجستياً كخط إستراتيجى لإسرائيل لإحباط أي جهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكرياً واقتصادياً قادرة على تبوء موقع صدارة فى الساحتين العربية والأفريقية.
اثبات حقيقة تورط الموساد الإسرائيلي في عمليات التخريب لا ينفي وجود الازمة التى تمر بها البلاد خاصة وان الدولة كفلت حق التعبير والاحتجاج للمواطنين دون المساس بالممتلكات العامة والقيام بالعمليات التى تهدد الأمن القومي للبلاد، غير أن حركة عبد واحد ومن وراءها اسرائيل وجدت ضالتها في المسيرات السلمية التى انتظمت البلاد خلال اليومين الماضيين وقامت بالأعمال التخريبية ونشط كوهين واعوانه من الإسرائلين عبر الأسافير في التحريض والتضليل وهو الامر الذي يستوجب على الشعب السودانى تفويت الفرصة عليهم.

تقرير: رانيا الأمين (smc)


‫2 تعليقات

  1. اخجلوا لمن حركة عبدالواحد تزلزل ارجلكم انتم وهم لا فرق بينكم يوجد داخل الحكومة منافقين داك عديل ذهب اسرائيل بالنهار الكلام المنافقين الماكلين مال الشعب وبعدها ضياع البلد ايهما اخطر هل لا توجد ازمه ومن سببها وين عيون الدولة لحد ما يصل الوضع للتدهور معقول

  2. واسرائيل هي من باعت خط هيثرو وتسببت في قضية فساد مكتب الوالي وقضية الاقطان ودمرت مشروع الجزيرة ودمرت الصناعة والزراعة وشرعت قانون التحلل حتي يفلت المفسدين ان ثبتت عليهم التهم لما يعملوها ظااااهرة…تكون اسرائيل هي الجابت الانقاذ !!!!