مقالات متنوعة

(نافع) أي وعد سيصدق؟؟


يعدنا مجلس الوزراء بميزانية لعام 2019م ايراداتها اقل من منصرفاتها .. ويعدنا دكتور نافع بانفراج قريب للأزمة التي ولدت الاحتجاجات بشقيها السلمي والتخريبي .. فأي وعد سيصدق؟
>وفي مؤتمر صحفي قبل سنوات تحدث فيه محافظ بنك السودان الاسبق صابر محمد الحسن حول الضائقة المعيشية الخانقة وقتها .. وهو حديث متكرر حول الضائقة.. قال نافع علي نافع وكان أحد الحضور: (التكرار يعلم الشطار) ولكن التكرار من ذلك الحين وحتى الآن .. جعل نافع قبل يومين يقول لصحيفة مصادر: (سنحل الأزمة الاقتصادية).
> وهو قد كان وعداً حكومياً منذ أن كان تكرار صابر يعلم الشطار .. وحتى الآن يقول الحزب الحاكم إنه سيحل الأزمة المعيشية.
> ولن يستطيع حلها بعد إبعاد صابر من دائرة القرار الاقتصادي.. لأن المشكلة هي الآن تأزيم بأسباب مقدسة بالنسبة إلى الحكومة .. وليست أزمة واجهتها لتبحث هي عن حلول لها..

> وها هو صابر .. وكل من جاء بعده كمحافظ لبنك السودان يعلمون جيداً أن مصدر مشكلة الغلاء المتزايد هو السياسات النقدية السالبة المفروضة على البنك المركزي.. والسياسات المالية السالبة المقهورة بها وزارة المالية كولاية للمال العام.
> أما المشكلة في البنك فهي تحديد سعر رسمي للصرف في ظل سياسة التحرير.. أليس هذا تناقضاً أيها المصرف المركزي المتناقض..؟
وسعر الصرف الرسمي مشكلته أيضاً أنه يتحرك إلى اعلى مرتفعاً بتحديد جديد من الحكومة كلما اتسعت بسببه طبعاً الفجوة بينه وبين سعر السوق الحقيقي .. المسمى عندها زيفاً (السعر الموازي) مع أن الموازي هو الرسمي المحدد منها بقرار في ظل سياسة التحرير في تناقض قبيح..
> وما يرفع السعر الموازي هو بالأساس وجود سعر رسمي الغرض منه تنشيط مضاربات المؤسسات المسجلة باسم الحكومة .. لتستفيد من فارق السعرين للصرف .. الرسمي التخفيضي والحقيقي.

> وبهذه الاستفادة ــ يا نافع ــ يستمر تراجع قيمة العملة .. وبه يستمر غلاء الأسعار يومياً.. فهل تعلم ذلك جيداً؟ فقد وعدتم بانفراج الأزمة .. فهل سيكون انفراجها مع استمرار اسبابها؟
> والسبب الآخر هو وضع ايرادات اموال عامة بالترليونات خارج الموازنة .. مهما اعتراها العجز الذي سيتفاقم بتراجع قيمة الجنيه.. وتقول الحكومة إن الايرادات في الموازنة القادمة ستكون اقل من المنصرفات .. إذن الوعد الحكومي بتعميق الأزمة وليس انفراجها.. حسب واقع الحال.
> وليحدثنا الآن صابر وليس نافع .. بحكم خبرة الأول في المجال الاقتصادي .. فإن التكرار لم يعلم الشطار.. مع أن صابر قد قال رأيه حينما حوصر بالأسئلة قبل عام.. وهو مدرك تماماً كخبير اقتصادي أن الغلاء لا سبب له غير أن الأمر عدم اخلاق.
> فإن تحديد سعر للصرف وتجنيب الاموال وانشاء مؤسسات باسم الحكومة لهذا الغرض بالتأكيد هو عدم اخلاق كما قال محافظ بنك السودان الاسبق ومن عمل مع الراحل الدكتور عبد الوهاب عثمان .. ويخبرك من شهد عهده من هو عبد الوهاب .. وكيف ادار اقتصاد الحرب حينها .. حيث فاتورة الحرب ثم لا نفط ولا ذهب .. ومع ذلك كان الوضع المعيشي افضل ولا مقارنة مع اليوم .. رغم تمزيق فاتورة الحرب ورغم صادر النفط والذهب.
غداً نلتقي بإذن الله.

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة