مقالات متنوعة

قرناص .. أعيدوا الحوار !!


استقالة وزير ولائي بسبب ما كان يمكن أن ينصح به قبل استقالته .. و ما كان مفترضاً أن يكون محسوماً في اوراق الحوار الوطني الذي جاءت على إثره آخر تشكيلتين حكوميتين ترأسهما بكري و معتز .
> لكنه الآن ينبش النصيحة .. وكأنه كان يجرب أكل تمساح الاستقالة في حزبه بقيادة مبارك المهدي في مرحلة ما بعد الحوار الوطني الذي كان منصبه المستقال عنه مؤخراً جزءاً من محاصصة الحوار الوطني ..منصب وزير الصحة بالولاية الشمالية ..لكنه يهتم بالقضية الاقتصادية أيضاً .
> الوزير الولائي المستقيل عبدالرؤوف قرناص يبدو أنه تجاوب مع نداء رئيس حزبه (خارج آخر تشكيلة حكومية ) ..فقد كان في الخرطوم واجتمع به ..و ما دام أن مبارك المهدي خارج التشكيلة فيهون عليه أن يوجه ممثلي حزبه في الحكومة بالاستقالة .. وسبق أن خرج ووجههم بالاستقالة عام 2003م لكن الراحل الزهاوي وزير الاعلام حينها قد رفض وانشق .

> وقرناص مفترض أن يهتم بالملف الخدمي في الولاية .. ويقدم النصح للحكومة في اطار الحوار الوطني حول مختلف القضايا.. لكنه انسحب من ادارة ملف الصحة بالولاية ..و تذرع بالملف الاقتصادي الاتحادي .. وكل هذا بسبب أن مبارك المهدي خارج التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة معتز وليس بكري..و ما ساقه من اسباب للاستقالة رغم صحته إلا أنه مستمر لاستمرار الحكومة باعتبارها اسباباً حكومية مقدسة جداً .
> من اسباب الاستقالة الغريبة المجافية لميثاق الحوار الوطني ..أن المستقيل قال ( شاركت في الحكومة والدولار بعشرين جنيهاً و يتجه الآن إلى ثمانين جنيهاً ) ولكن هل سعر الصرف هذا كان نفسه من العام 1989م ..؟ كلا طبعاً ..و لذلك فإن المتوقع أن يتجاوز المائة ألف جنيه ( بالقديم الحقيقي ) مع استمرار الاسباب التي يستفيد منها (المسؤولون المخربون المندسون الخونة ) لذلك يبقى هذا سبباً غريباً ..و كان اجدر أن يمنع هذا السبب المشاركة في الحكومة منذ البداية.

: > و سبب آخر مطروح وراء استقالة قرناص ..هو ( المدرسة الاقتصادية ) يقول هي وحيدة في سياسة الحكومة الاقتصادية ..وهي مدرسة فاشلة . .و نقول نعم ..لكن لماذا مررها الحوار الوطني وحيدة و فاشلة ..؟لماذا بصمتم..؟
> هي معروفة منذ فرض سياسة التحرير بدون تحرير سعر الصرف ..هكذا بصورة شائهة ..فماذا كان الاهم من ذلك يتضمنه الحوار الوطني .؟
[: > هي بالفعل اسوأ مدرسة اقتصادية على الاطلاق ..و لا يمكن أن تعتمدها حكومة لها قدر قليل جداً من الذكاء ..و دولة بها قلة قليلة من الخبراء الاقتصاديين ..فالأمر يحتاج إلى حوار وطني اقتصادي قائم بذاته ..فإن حكومة الحوار الوطني بالتشكيلتين السابقة و الحالية مع تصاعد حدة الغلاء يومياً نعتبرها تحصيل حاصل.

> نعم ..لو كان مثل قرناص يتقدم باستقالته من حكومة حوار وطني هي حكومة ( الوفاق الوطني ) بسبب تواصل تراجع قيمة العملة و فشل المدرسة الاقتصادية فهذا يدل لخصوم و مقاطعي الحوار إنه اجوف و لا قيمة له غير محاصصة توزيع المناصب و الامتيازات ..أي حوار ( أكل عيش ) و هذه اقسى ضربة للحوار ..ضربة بحجة عملية .
> إذاً المطلوب اعادة الحوار من جديد يا قرناص على أسس لا تستمر معها اسباب استقالتكم.. لكن كيف ذلك مع المسؤولين المندسين المخربين
> الذين ننتظر أن يكشف عنهم من قال بذلك ( حميدتي ) لو لم يكن ما قاله رؤية من قراءة الواقع و هو يرى الغلاء يتزايد بدون اسباب موضوعية رغم تصدير الذهب و تصدير الاستقرار إلى خارج البلاد.؟
غداً نلتقي بإذن الله…

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة