مقالات متنوعة

ودولاراتهم لمن سيبيعونها؟


بقسم مغلظ هذه المرة.. وكأنما الحكومة ستتجه بالفعل إلى إزالة الأسباب الحقيقية لتواصل انخافض قيمة العملة الوطنية أو بالأحرى ستتراجع عنها إذ إنها أصلاً مقصودة ومتعمدة لغرض صرف مليارات الجنيهات خارج الموازنة هي عبارة عن آلاف المرتبات والحوافز والإنفاق بكل أشكاله.. من وقود وزيوت وصيانة وخدمات كهرباء وماء واتصالات..
> بالقسم وبدون طرح أو مطارحة حسابات منطقية للحضور لأنهم كانوا إعلاميين (ناقلين) ولم يكونوا خبراء اقتصاديين منقول عنهم قال رئيس الوزراء معتز (والله أي زول شايل ليه دولار في يدو أخير يتخارج منو)
> ومن سيشتري؟.. أليس هذا التحذير مجمداً للبيع تماماً، ولن يشتريه إلا المسافرون المضطرون وهم قلة؟ فلا (مخارجة) إذن.. لكن احتكاراً له إلى حين أن يمر الظرف الاستثنائي المؤقت المصنوع من أجل إعادة فتح أبواب المدارس والجامعات..

> واجتهاد الحكومة دون تناول الأسباب الحقيقية التي حملتها لرفع تحديد سعر الصرف الرسمي بصورة ليست انضباطية بالمنطق النقدي.. يبقى اجتهاد ساقية جحا.. فأنت تسمع الجعجعة في الإعلام دون أن ترى الطحين في السوق وكذلك تسمع الكأكأة دون رؤية البيض.
> لو التحدي الحكومي هو أن يعود سعر الصرف في السوق الموازي إلى حدود سعر الصرف الرسمي المحدد مؤخراً بـ(47) ألف جنيه ونصف.. فهو تحدٍ مؤقت طبعاً..هذا لو عاد بالفعل ولو عاد لن تستطيع رئاسة الجمهورية أن تستفيد من تحديد سعر رسمي تنقل به الدولار عبر شركات مسجلة باسم الحكومة إلى الصرافات في السوق ..فمن أين إذن.. ستغطي بدون الصرف خارج الموازنة؟.

> لكن في حالة تراجع سعر الصرف (الموازي) الحقيقي.. تضطر الحكومة لخفض سعر الصرف الرسمي من الـ(47) ألف جنيه إلى رقم أقل.. لتعود المضاربات الحكومية عبر عشرات الشركات إلى الوضع النقدي السلبي السابق حينما كان السعر التأشيري للدولار 30 ألف جنيه تقريباً..
> لكن لو حدث ذلك هل ستنخفض الأسعار تبعاً له؟. الأسعار يمكن أن تثبت مع انخفاض سعر الصرف بشكل مؤقت، وهذا هو المتوقع ثم تصعد بعد الفترة المؤقتة.. وذلك لأن الأسباب الحقيقية مازالت وستظل قائمة.

> والأسباب الحقيقية أصلاً متعمدة ومقصودة لأنها حاجة ماسة جداً إلى تغطية بنود الصرف خارج الموازنة، فلا أمل من ناحية الأخذ بالأسباب.. ولا يمكن أن تكون معالجة الغلاء بالاعتماد على الخارج . ففي ذلك المصيبة تكون أكبر من مصيبة الغلاء والسودان يملك مختلف الثروات.. ويتمتع بإنتاج جيد نرى مؤشراته في أرقام تحصيل الضرائب الزكاة.. لكنه يفتقر جداً إلى إدارة موشحة بالضمير الحي والأخلاق..
> ألم يقل محافظ البنك الأسبق صابر بأن مشكلة غلاء الأسعار الناتجة عن تراجع قيمة العملة تعود إلى سوء الأخلاق؟ .. قالها ونشرتها بعض الصحف.. والآن فإن الحكومة أرادت أن تعالج ملاريا الاقتصاد بالبندول.. وعلاج الملاريا في يدها وتجهل هي أو ترفض استخدامه.
غداً نلتقي بإذن الله…

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة