مهاجر يروي فصول عذابه في ليبيا .. “استعبدونا وجوعونا”
حلم بفرصة عيش كريمة في أوروبا، فسافر من فلسطين إلى ليبيا، لكنه وجد نفسه داخل “مركز للعبيد”، بعد احتجازه من قبل جهاز المخابرات الليبية، الذي قام باستغلاله للقيام بأعمال شاقة، تحت الضرب والتعذيب بوسائل لا تخطر على بال.
هذه قصة الشاب الفلسطيني، أسامة مراد، وتجربته مع الهجرة، التي شاركها مع العربية.نت، كاشفاً تواطؤ مؤسسات الدولة في ليبيا، وموظفيها وأفراد المجموعات المسلحة المدمجة ضمن الهيئات الرسمية، في استغلال المهاجرين المستضعفين، وتأجيرهم للعمل القسري والتنكيل بهم.
يشهد لبنان منذ أيام جدلاً سياسياً على خلفية انعقاد القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية بين حركة أمل (يتزعمها رئيس مجلس…
شبح القذافي يهدد قمة اقتصادية بلبنان.. “أين موسى الصدر” العرب والعالم
بدأت قصة الشاب الفلسطيني، في يوليو من العام الماضي (2018)، عندما ترك أسامة بلاده وذهب إلى ليبيا عبر مصر، بغرض الوصول إلى أوروبا والبحث عن الراحة والأمن، لكن ما إن وطئت قدماه الأراضي الليبية، حتى خطف واعتقل من قبل مجموعة مسلحة في مدينة# مصراتة، سلمته مع 10 من رفاقه إلى جهاز المخابرات في العاصمة طرابلس.
ورغم دخولهم إلى ليبيا بطريقة قانونية، سجنوا داخل مراكز احتجاز تفتقر لأبسط الحاجيات، حيث تعرضوا إلى أهوال لا يمكن تصوّرها، وذاقوا أصنافا من التعذيب الجسدي والنفسي دون رحمة.
صعق كهربائي وتعذيب وتجويع
وعما تعرض له، قال للعربية.نت: “أصبحنا نعامل كالعبيد، كنا 10 فلسطينيين وحوالي 30 مهاجرا إفريقيا في مركز واحد، نعذب يومياً بأدوات حديدية ونتعرض للصعق الكهربائي وأشياء أخرى تؤلم كثيرًا، وكذلك الضرب المبرح والصفع على وجوهنا، كما تعرضنا للتجويع، إذ كانت كمية الأكل قليلة لا تكفي ولدا صغيرا، وكنا نوضع داخل غرف انفرادية، ضيقة لا نقوى فيها على الحركة أو التنفس بأريحية”.
كما كشف عن استغلالهم من قبل جهاز المخابرات في أعمال يدوية شاقة مختلفة، كالتنظيف والبناء، حيث أجبروا على العمل لساعات طويلة، تمتد يوميا من الثامنة صباحا إلى الساعة الثالثة فجرا، وتعرضوا لتهديدات بالقتل إذا ما حاول أحدهم الاحتجاج على الوضع، حتى إنهم أطلقوا الرصاص على أحد المهاجرين بعدما امتنع عن العمل، بحسب ما روى الشاب للعربية.نت.
وأضاف: “كانوا ينقلوننا كالحيوانات من مكان إلى آخر، لنعمل في المزارع وداخل ورشات البناء في ظروف صعبة، دون مقابل مادي، بل على العكس، كان أرباب العمل يدفعون لهم الأموال، نظير الخدمات التي كنا نقدمها”.
ظلّ أسامة وأصدقاؤه الفلسطينيون محتجزين لمدة 4 أشهر، قبل أن تتدخل السفارة الفلسطينية في ليبيا لإطلاق سراحهم، لكهم تركوا وراءهم مجموعات أخرى من المهاجرين داخل مراكز الاحتجاز التابعة لمؤسسات الدولة، في ظروف اعتقال غير إنسانية، وفي مرمى لكل أشكال سوء المعاملة والاستغلال.
وعلى الرغم من الأدلة الدامغة على وجود انتهاكات وتجاوزات مرتكبة ضد المهاجرين واللاجئين، إلاّ أن السلطات الليبية، تبدو عاجزة عن وضع حدّ لتلك الانتهاكات، والوقوف في وجه المجموعات المسلحة المتورطة ومحاسبتها.
العربية نت