تحقيقات وتقارير

بعضهم تراجع (الشعبي) .. استقالات مع وقف التنفيذ


مع تزايد أصوات الاحتجاجات الشعبية هذه الأيام، قرر أكثر من 20 شاباً ينشطون بالمؤتمر الشعبي، تقديم استقالاتهم والانخراط في الحراك الشعبي، وتأتي الاستقالات احتجاجاً على تأكيد قيادة الحزب المضي في الحوار الوطني وعدم مغادرة ضفة الحكومة.

من أين بدأت

كانت البداية للاستقالة من داخل قروب شباب الشعبي على تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، حيث أعلن عدد من شباب الحزب استياءهم من مشاركة الحزب في الحكومة في ظل احتجاجات يشهدها الشارع، وبدأ البعض كتابة قائمة بأسماء الذين يريدون مغادرة الحزب من ثم صياغة بيان صحافي حمل اسماء المستقيلين وأسباب استقالتهم.

حوار سريع

مدير مكتب الراحل د. حسن الترابي والمهاجر بلندن صديق محمد حسن، انخرط مع الشباب في حوار فوري داخل قروب شباب الشعبي في خطوة أراد بها تهدئة الشباب المحتج واستشهد لهم صديق بعدد من المواقف السياسية التي حدثت في أوقات سابقه، ووجدت مداخلات صديق ترحيباً واسعاً من الشباب.

غياب أسماء

اللافت في الاستقالات التي تقدم بها شباب المؤتمر الشعبي هو غياب الأسماء البارزة من قائمة الاستقالة، حيث لم تشمل القائمة أسماء شبابية كان لها رأي واضح في خط الحزب منذ حياة الترابي، ولها منابر فكرية نشطة، وآخرون لديهم مدونات إعلامية ناقدة مثل الفاضل فرح وعبد الله مكي ومجموعته، بالتالي خلو القائمة من الأسماء اللامعة ربما أدى لإضعافها وعدم إزعاجها للقيادة.

تراجع سريع

عدد من الموقعين على الاستقالة أعلنوا عبر قروب شباب المؤتمر الشعبي أنهم تحاوروا مع القيادة وأقنعتهم بمبررات البقاء داخل الحكومة، حيث أخذ عدد من الشباب في التراجع عن الاستقالة والالتزام بخط الحزب العام بينما تمسك عدد مقدر منهم بالاستقالة.

تضحيات

الشاهد في الأمر أن شباب المؤتمر الشعبي كانوا فاعلاً أساسياً في الاحتجاجات الأخيرة، حيث أعلن القيادي بالشعبي أبوبكر عبدالرازق على حائط صفحته بالفيسبوك أن أول ضحايا عطبرة ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي، بينما تعرض الشاب النشط بالحزب هشام الشواني لإصابة بالغة في احتجاجات أمدرمان ما زال يستشفي منها بمستشفي دار العلاج.

ـ ماذا قال أمين الشباب؟

أمين الشباب بالمؤتمر الشعبي، محمد عباس الفادني، قال للصيحة: نعم هناك استقالات، صحيح لم تقدم لنا بشكل رسمي، لكن بعضهم أعلن ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي وبعضهم تراجع حينما جلسنا معه وطلبنا منه التروي، وأضاف الفادني: هم من أفضل الشباب عندنا ونأمل ألا يقدموها رسمياً، ولن نقبل استقالة أحد قبل الجلوس معه، نفضل أن نتخذ جميعنا شباباً وطلاباً مواقف موحدة، فكلنا لا يناسب تطلعاتنا المشاركة في حكومة في ظلها يستخدم العنف في مواجهة العزل.

حرية كبيرة

وحول تعدد الألسنة داخل شباب الشعبي وكثرة مواقفهم من شراكة الحزب بالحكومة، قال الفادني: شباب الشعبي جميعهم نشأوا في كنف الشعبي (لسانك بالحق) الحريات والعدالة هي المبادئ التي تربوا عليها ويستحيل أن يرضوا بالاستبداد، لا منهم ولا عليهم، فهم هكذا تشربوا الحرية وأصبحت في دمائهم .

فلاش باك

لم تكن هذه المرة الأولى التي يبدي فيها شباب الشعبي رأياً مناوئاً لخط الحزب، بل في عهد الراحل حسن الترابي اضطر الحزب لإيقاف نشاط أحد المنابر الفكرية لجهة أنه كان مغايراً لخط الحزب السياسي الذي كان ينخرط تواً في الحوار.

في عهد الأمين العام المكلف الشيخ إبراهيم السنوسي، تقدم عدد من شباب الحزب بمذكرة احتجاجية تطالب بالضغط على المؤتمر الوطني من أجل إنفاذ مخرجات الحوار الوطني، وكذلك تطالب بانتخاب أمين عام جديد؛ ولم يسلم د. علي الحاج، الأمين العام المكلف من موجة المذكرات، حيث سلمه شباب الحزب مذكرة احتجاجية تطالب بعدد من النقاط، ثم قام شباب الشعبي مؤخراً بتقديم استقالات جماعية.

الخرطوم… عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة


تعليق واحد