مقالات متنوعة

نتنياهو في تشاد وليس مع شعبها


مثل تشاد أيضاً موريتانيا.. كانت قد مرت لفترة تطبيع.. لكن رياح التغيير للحكومات ألغاه لأنه ليس تطبيعاً مع الشعوب.. بل مع الحكومات الخاذوق عبر التاريخ.. فهو استئناف تطبيع قديم صادف الآن توفر بيئته السياسية بالداخل.. وسنوضح ونشرح هنا الكيفية .
> ولا تطبيع يهودي إسرائيلي مع شعب تشاد.. لكن التطبيع مع حكومتها.. فالتطبيع يكون مع الحكومات فقط.. حال تكون الشعوب خارج حياة الحرية والديمقراطية.. ونتنياهو في تشاد لن يذهب إلى الشعب.. بل ذهب إلى استئناف تطبيع مع دولته كان قد ألغي في عام 1972م.

> ألغي في ذلك العام قبل قرابة نصف قرن لأن الحكومة التشادية التي فرضته على الشعب الحر قد ذهبت.. فقد اطاحها هذا الشعب الحر و تخلص من العار المتمثل في التطبيع مع طائفة متحتلة لأرض الغير بحماية بريطانية ثم أمريكية ..

> إسرائيل تعلم تمام العلم أنها لا تطبع مع شعوب ولا تستطيع إلى ذلك سبيلا.. ولا يوجد شعب يقبلها حتى لو لم يكن مسلماً.. لأنها مع احتلالها تنتهك حقوق الإنسان بفظاعة. وهذا مشهود ومحمي بالقوة الأمريكية.. ومشروع بالتطبيع المذل مع بعض الحكومات العربية سواء في العلن أو السر .
> ونعلم أن تشاد كنظام حاكم محمية فرنسية ومرعية فرنسياً فما حاجتها إلى استئناف تطبيع ملغي مع إسرائيل؟.. هل كان ذلك بتوجيه فرنسي على أساس الحماية والرعاية الفرنسيتين..؟ إذن.. تكون إسرائيل قد رأت أن تلعب لعبة التطبيع مع حكومات الدول ذات الشعوب المسلمة كلها أو غالبيتها من خلال استغلال علاقتها بالدول العظمى الحامية والراعية لها .

> و إسرائيل إذن.. تسعى لتحقيق التطبيع من خلال واشنطن مع الدول المسلمة التي تخضع لحمايتها.. وقد صرح ترمب قبل فترة قصيرة بأنهم يحمون بالقوة الأمريكية بعض الدول.. يحمونها من بعض الدول.. ويعني هذا أن قبول التطبيع مع إسرائيل دافعه الجبن والخوف والغباء والتبلد.. لا غير .
> فإن إسرائيل هي المحتاجة إلى موارد إفريقيا وأراضيها الخصبة.. وكان من الممكن أن تشترط أية حكومة إفريقية على إسرائيل تسوية المشكلة مع فلسطين لصالح إقامة دولة فلسطينية.. لكنه تطبيع الجبن > إسرائيل تعالج تداعيات استمرار احتلالها وآثاره الداخلية عليها بذكائها وهي تستغل تأثير دول الاستكبار حتى على الدول المسلمة الغنية جداً.. دعك من تشاد الفقيرة جداً بسبب سوء إدارة الموارد المتوفرة عندها.

> وفي تلميحات نتنياهو بأن يزحف التطبيع إلى دول مجاورة لتشاد كما يريد أن يوحي في سياق تصريحاته حول زيارته إلى تشاد.. فإن دولة مثل السودان لا يروق لها التطبيع مع العدو اليهودي دون أن تصبح للفلسطينيين دولة مستقلة على أساس حدود 1967م وعاصمتها كل القدس وليس الشرقية فقط.. وعودة كل اللاجئين ..
> وكلها حقوق طبيعية وليست كاملة مع ذلك.. لأن اليهود في شريعتهم غير مسموح لهم بإقامة دولة تخصهم.. وهذا كلام وإيمان الحاخامات اليهود وهم علماؤهم .
> لكن الدول المستعدة لتطبيع مع إسرائيل ينقصها ذكاء اليهود.. لذلك لا يجد الأخيرون عناءً في إقناعها بالتطبيع بكل بساطة لأن الاشتراط عليها هو بسحب الحماية والرعاية الغربية وليس على إسرائيل بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة لصالح الشعب الفلسطيني .
غداً نلتقي بإذن الله …

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة