تحقيقات وتقارير

أبرزها سيناريو الفوضى الاحتجاجات.. سيناريوهات ومآلات محتملة


أبرزها سيناريو الفوضى
الاحتجاجات.. سيناريوهات ومآلات محتملة

مشاهد الدمار والتخريب الذي طال مؤسسات عامة خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في عدد من مدن السودان، أثارت الكثير من التساؤلات وسط المشفقين على البلاد من سيناريو انزلاقها نحو الفوضى المدمرة، خاصة وأن المؤشرات تشير إلى أن هذه الاحتجاجات التي كانت مطلبية في بدايتها، استغلتها بعض الجهات السياسية المحسوبة على اليسار لصالح أجندتهم وأجندة جهات خارجية، واستهجن مواطنون عمليات التدمير الممنهج الذي طال عدداً من المؤسسات الحيوية في البلاد والهدف هو إحداث فوضى عارمة تؤدي إلى شلل الحياة العامة تمهيداً لعمليات استهداف ، إذا ما اتسع نطاق التخريب وانشغلت الدولة بعمليات التأمين.

نماذج للفوضى

شهدت العديد من الدول التى حدثت فيها ثورات الكثير من الفوضى وحمامات من الدم واستقطاب إثني وطائفي وتدخلات خارجية سياسياً وعسكرياً، ولم تحقق أهدافها التي قامت من أجلها، بل جعلت الأمور تزداد تعقيداً.
وتوجد عوامل عديدة يمكن أن تجر البلاد نحو الفوضى، منها الحركات المتمردة والتي لدى بعضها أجندة عنصرية واستئصالية، فهي عجزت عن تحقيق أهدافها بواسطة التمرد المسلح وتحقيق نصر عسكري على الحكومة، ومن ثم يمكن لها استغلال أي فوضى تحدث وأى اختلال في المنظومة الأمنية لتحقيق غاياتها ومراميها في هذه الاجواء، كما أن هنالك دولاً وأطرافاً إقليمية تسعى لإحداث تغيير سياسي جذري في السودان لأسباب إيدلوجية.

هنالك سيناريو آخر يمكن أن يفضي للفوضى والتدخل الخارجي يتمثل في لجوء كثير من التنظيمات الجهادية الموجودة في المنطقة للسودان في حال حدوث فوضى به، خاصة من ليبيا التي يوجد فيها نشاط كبير للتنظيم، هذا غير التيار الجهادي الموجود أصلاً في البلاد، والذي ظل ينتقد الحكومة في عدم التزامها بتطبيق شرع الله.

ناقوس الخطر

لذا حذّر عدد من الحادبين على مصلحة الوطن وأئمة مساجد من تداعيات الاحتجاجات على مسألة الأمن القومي للبلاد وانزلاقها في الفوضى، وقد حذر إمام وخطيب مسجد الشهيد الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري من تداعيات الاحتجاجات والتظاهرات التي تتبناها واجهات يسارية والتي يمكن أن تفضي للفوضى، مشيرًا إلى الدمار الذي طال عدداً من دول الجوار وبلاد الشام واليمن، جراء هذه الاحتجاجات. وقال في خطبة الجمعة الماضية: نخشى أن نفقد الدولة بسبب هذه التظاهرات، وأضاف قائلاً فقدان الدولة مثاله خطير، كما نشاهد الآن البلاد التي كنا نتغنى بها فى اليمن والشام.

واتهمت الحكومة عناصر تابعة للحزب الشيوعي وحركة عبد الواحد نور بالتورط في قتل المتظاهرين وإثارة الفوضى وعمليات التخريب في البلاد.

وقال وزير الدولة بوزارة الإعلام مأمون حسن إبراهيم في مؤتمر صحفي، إن هناك مجموعة تتكون من 28 فردًا لم يسمهم “تدير الاحتجاجات من داخل وخارج السودان”، متهماً الحزب الشيوعي السوداني وحركة عبد الواحد نور، بالتورط في قتل المتظاهرين وإثارة الفوضى وعمليات التخريب. وأضاف إبراهيم أن “العناصر الشيوعية تنضم إلى ما تبقى من الحركات السالبة وحركة عبد الواحد محمد نور، ودورها في التخريب والتدمير”.

دعوات عقلانية

على وقع تصاعد المظاهرات ومحاولات الحكومة السودانية احتواء تداعياتها عبر اتخاذ حزمة إجراءات اقتصادية تمس الحياة اليومية للمواطنين، أعلن الحزب الحاكم إطلاق “مبادرة لجمع الشمل”. وقال حزب المؤتمر الوطني الحاكم، في بيان مساء الإثنين الماضى إن “المبادرة تخاطب أبناء الوطن كافة في ظل موجة الاستقطابات الحادة التي يشهدها المجتمع، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

تهديد الأمن القومي

وحول هذا الأمر، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسى الأستاذ فتح الرحمن النحاس، إن الطرح الموجود الآن في الشارع من قبل المعارضة خاصة اليسار فيه مخاطر كبيرة على مسألة الأمن القومي وقد يجر البلاد نحو الفوضى، وهذه تعتبر مخاطرة بأمن السودان واستقراره، وأضاف: وارد جداً أن يتكرر ما هو أسوأ من سيناريو الفوضى في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وقال: المعارضة قد يكون هذا هو هدفها في إدخال البلاد الى حالة من الفوضى العارمة في إطار ما يسمى بالفوضى الخلاقة الذي تتبناه دول خارجية لها مواقف معلومة من السودان وكل العالم الإسلامي، وتريد ان تحقق كل ما يصب في صالح أمن إسرائيل، هذا غير الجهات والدول التي لديها مصلحة في دخول السودان في فوضى لأجل نهب مقدراته وثرواته عبر وكلائهم في الداخل من حركات مسلحة لديها عناصر شاركت في هذه الاحتجاجات، وقد تكون لديها خلايا نائمة مدخرة لعمل مسلح داخل العاصمة خاصة وأن هذه الحركات تحاول تحقيق ما عجزت عنه بالعمل العسكري مستغلة أجواء الفوضى .

تقليل من مخاطر الفوضى

وفي ذات السياق، قلل الخبير العسكري والأمني العميد م ساتي محمد سوركتي من فرضية وصول البلاد إلى مرحلة الفوضى الشاملة، باعتبار أن الذي يجري الآن في البلاد يختلف عن ما جرى في ليبيا وسوريا من حيث تاريخه وحيثياته، وقال في حديثه للصيحة الشعب السوداني في هكذا ثورات هو شعب معلم قاد ثورات في الأعوام 1964 و1985.

وأضاف: توصيف ما يحدث على أنه يؤدي لمآلات ليبيا وسوريا، هذه تعتبر فرضية (كفرية) لأنها تضع مقادير الله بين خيارين، خيار ظلم الحاكم أو انفلات الوضع، وأعتبرها فرضية فزّاعة، لكنه عاد وقال: يمكن أن يحدث هذا السيناريو حال تعنت النظام، ولم يسع للحل باعتبار أنه يملك مفاتيح إنهاء الأزمة، ويجب عليه جمع الناس والتفاوض معهم لأجل إيجاد حل. وقال: نتمنى حسم هذه الأمور بأقل كلفة.

الخرطوم: عبد الهادي عيسى
صحيفة الصيحة.


تعليق واحد

  1. الخبير العسكري والأمني العميد م ساتي محمد سوركتي !!!!

    خبير فى ام بلاليص .. ولا خبير وين ده ان شاء الله !!!!؟؟؟؟؟

    عالم وهم