تحقيقات وتقارير

إشعال النيران بالبنوك .. الوصول إلى طريق مسدود

وصل غضب المواطنين قمته على البنوك بالبلاد، عندما قام مواطن أمس الأول بإشعال النيران في أحد البنوك، تعبيراً عن غضبه، بعد أن فشل في الحصول على أموال تسد حاجته، خاصة في ظل الضائقة المعيشية التي تشهدها البلاد، لا سيما ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية، وتأتي هذه الخطوة بعد أن طال أمد أزمة شح السيولة، وفشل سياسات ومعالجات الحكومة في حلها، والشاهد أن ليس هناك حلول تلوح في الأفق لتوفير السيولة بالمصارف، الأمر الذي يجعلنا نتوقع ارتفاع معدلات السخط والغضب وسط الجمهور تجاه البنوك.

إشعال النار

وأمس الأول أضرم مواطن النار داخل فرع بنك الخرطوم بوسط السوق العربي، وكان قد دخل إلى البنك بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمي، وكان يحمل معه زجاجة بنزين وأوراق، مشعلاً النار على تربيزة داخل البنك، وقال شهود عيان إن النيران تم إطفاؤها بواسطة المواطنين المتواجدين أمام فرع البنك، وتم القبض عليه من قبل السلطات، وأشارت تحريات أولية إلى أن المواطن المعني قال إن لديه مريض في حاجة للمال بغرض العلاج.

رد فعل

واعتبر رجل أعمال معروف ومدير مستشفى خاص بالخرطوم – فضل حجب اسمه – سلوك المواطن بإشعال النار داخل بنك، برد فعل طبيعي، لشخص لديه حقوق وأموال أراد سحبها، وأشار إلى أنها رسالة للحكومة ولكل المصارف السودانية، لمعرفة إلى أي مدى وصل الشعب درجة عالية من غليان السخط والغضب، بجانب فقدانهم الثقة في البنوك بصورة غير متوقعة.

جريمة كبيرة

في وقت دعا رجل الأعمال إلى عدم اللجوء لسلوك التخريب، حتى لا يتضرر المواطنون الآخرون، لجهة أن ليس لديهم ذنب في ذلك، وأوضحوا أن التخريب لا يفيد بشيء غير تدمير المؤسسات العامة. محملاً الحكومة والجهاز المصرفي وصول الشعب لهذه الدرجة بسبب الوعود المتكررة، الأمر الذي زاد آمال الجمهور في انتظار حل تفاقم السيولة، وقال لا أتوقع حلاً قريباً للأزمة الراهنة، بل أتوقع أن تكون في زيادة مطردة، لا سيما بعد أن فشلت حلول الدولة في معالجات الأزمات التي تراكمت على المواطن فجأة.

درجة الغليان

بالمقابل يرى رئيس تحرير موقع كوش نيوز الإلكتروني عمر العبادي، أن المواطنين وصلوا درجة عالية من الغليان والغضب والسخط تجاه الجهاز المصرفي، بيد أن الثقة افتقدت بين البنوك والعملاء، ودعا العبادي في حديثه لـ(آخر لحظة) البنوك للتعامل مع عملائها بحكمة فائقة، بدلاً عن سياسة دفن الرؤوس في الرمال، واصفاً المواطن بالضعيف، ووصف خطوة عدم حصوله على أمواله بالعملية الجنائية المخالفة للقانون.

ورطة المبادرة

ويمضي رجل الأعمال في القول (أنا شخصياً من الأفراد الذين تورطوا في مبادرة الإيداع بأكثر من “7” مليارات جنيه)، وأضاف (لا ايدي ولا كراعي)، وأوضح أنه حتى الآن لم يتحصل عليها، وكشف عن اتفاق بين كل الأطراف في اتحاد الغرف التجارية مع اتحاد المصارف، بأن أي عميل يودع أمواله، يجب أن يصرفها في أي وقت طلبها من أجل إعادة الثقة في البنوك، وأشار إلى أن المبادرة يبدو أن الغرض كان منها ضرب رجال الأعمال فقط، وتابع الآن المبادرة فشلت فشلاً ذريعاً وتفرق أصحابها، و(مافي زول شغال بيها).

ضغوطات نفسية

في ذات السياق يقول الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، إن أي مواطن لديه حساب مصرفي ورصيد وأموال من حقه الشرعي والقانوني أن يتحصل عليها، لجهة أنها مملوكة له، ويجب أن يتحكم فيها، خاصة وأن الظروف المعيشية أصبحت صعبة ومعقدة للغاية أدت إلى تعرض المواطن إلى ضغوطات نفسية جمة بسبب تراكم الالتزامات لمواجهة متطلبات الأسرة، ودعا الناير في تصريح للصحيفة الدولة لمعالجة قضايا الجمهور فوراً، حتى لا يلجأون لمثل هذه الأفعال غير الأخلاقية وغير الحميدة.

تقرير: أحمد قسم السيد
الخرطوم: (صحيفة آخر لحظة)

‫2 تعليقات

  1. ربما لجأ المواطنون لاخذ موظفي البنوك كرهائن يتم اطلاق سراحهم بعد ارجاع اموال المواطنين
    ستكون مصيبة و تسبب فوضى خصوصا خطف الموظفات

  2. من يقرا عنوان الخبر لا يجد نفس المحتوي … اين دور الاعلام في الحلول ؟ كل مرة استضافة الناير زهجنا منو ومنكم … اليكم الحل يا سادة لا يوجد مشكلة عند الموظفين والعمال وصغار التجار لو انهارت البنوك المشكلة عند التجار الكبار لذا الحل يجب ان يكون من عندهم وهم اكثر المستفيدين من البنوك ومعظم دول العالم اتجهت للتعامل بالبطاقات والتحويلات ولذا تجد ان التاجر الذي تحدث مع احترامنا لشخصه وليس سبا ولكنه امي او فاقد تربوي واعلامنا يبرع في عكس المشاكل ولا يطرح حلول