التربص بسعر الجازولين
قلنا من قبل هنا- لأن السياسات النقدية الحالية كارثية – مفترض أن تكون الموازنة العامة نصف سنوية على الأكثر..
< فالحال في البلاد لا يؤهل لموازنة سنوية تستمر عاماً كاملاً.. ونوضح هنا لماذا..
< فإن هذه السياسة النقدية المفروضة على البنك المركزي من رئاسة الجمهورية ومعها السياسة المالية المفروضة منها أيضاً على وزارة المالية..لا تنجح مع نتائجها موازنة توضع لعام كامل..
< والآن الحكومة تجد أن فارق السعر الذي تتحمله في سلعة الجازولين قد عظم بسبب تواصل انهيار قيمة الجنيه كنتيجة حتمية لهذه السياسات النقدية والمالية المفروضة لبناء اقتصاد شائه غير طبيعي..
< وهي تسمى فارق السعر هذا دعماً.. فكيف يزيد رقم الدعم كل فترة قصيرة حتى تستسلم الحكومة وترفع الراية البيضاء وتتراحع عن تحمله..؟
< ثم بعد رفعه بفترة.. تعيد وتكرر نفس الكلام عن عدم مقدرتها على استمرار الدعم.. لكن ألم تكن قد رفعته؟.. وهكذا هو ديدنها. إذن.. ليس هناك دعم أصلاً..< وإنما فارق سعر بسبب تراجع العملة تتحمله الحكومة لفترة قصيرة.. وبعد اتساع فجوته تتحدث عن رفع الدعم.. فأي تحايل هذا؟.. فهو لا ينطلي علينا البتة.
< ولأن الموازنة مصدقة بصورة غير منطقية مع عدم استقرار سعر الصرف وبالتالي حدوث الفجوة المالية المتسعة جداً.. وهي مصدقة كموازنة سنوية..
< فإن الحكومة الآن كما هو متوقع تضطر لمخالفة قانونها وتشرع في رفع سعر الجازولين.. وهي تسميه الجازولين التجاري..
< والبرلمان يعترض الآن على ما اعتبره مخالفة لقانون الموازنة العامة وقعت فيها وزارتا المالية والنفط باتجاههما لزيادة سعر الجازولين بعد أن أكدت الموازنة المجازة في البرلمان استمرار سعره الأخير..
< والبرلمان نفسه بجهالة يقول استمرار باستمرار دعمه.. فهو كذلك يعتبر فارق السعر دعماً..
< لكن البرلمان هذا (شن نفرو)؟ ما هي قيمته النفوذية في البلاد؟.. ماهي إرادته التشريعية؟..
< فهو أصلاً لماذا يصادق على موازنة (سنوية) وليس نصف سنوية في ظل سياسات نقدية ومالية سالبة كهذي.؟
< البرلمان كمؤسسة تشريعية ورقابية لا ينبغي له أن يقفذ فوق هذه السياسات الاقتصادية إلى الاعتراض على نتائجها المحتومة..
< ولو كانت هذه السياسات تأتي بفارق سعر في السلع.. فإنه بعد ذلك لا بد مما ليس منه بد..
< لكنه برلمان أجوف يخاطب فقط النتائج بعد أن تمر عبره الأسباب دون أن يقف عليها..
< فإن قيمة العملة الوطنية الآن ليس كما كانت حين المصادقة البرلمانية على الموازنة.. فلماذا لا يضع البرلمان هذا الأمر الواقع في الاعتبار؟..
< وماذا بوسع وزارتي المالية والنفط أن يفعلا مع هذا المصير المالي المحتوم؟.. هل للبرلمان رؤية الآن يرى بالإمكان تنفيذها بعد خراب سوبا الذي كان يتفرج فيه؟..< إن خراب سوبا هو هذه النتائج الحتمية..هو استمرار السياسات التي لم يتسع لإدراكها أفق البرلمان..
< وحينما يكون بها لا بد من رفع قيمة السعر.. يقول البرلمان هي مخالفة.. لكنها مخالفة اضطرارية.. والمطلوب من البرلمان حمل الحكومة على التراجع عن السياسات النقدية والمالية السالبة..
< ولا نقول يراجع ..فليس المقام مقام مراجعة.. بل تراجع..لأن كل شيء واضح..وجعلها تتربص بسعر الجازولين الآن مضطرة.
غداً نلتقي بإذن الله ...خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة