منوعات

بعد أن تغزل فيه كبار الشعراء .. (السمار) يلقي حتفه على يد البياض

اللون الأسمر هو رمز الجمال، إذ يحمله معظم أبناء الشعب السوداني ونجد أنه احتل مكانة واسعة في الطيف الغنائي في عدد من الأغنيات الخالدة، فالفنانون الذين تغنوا لـ(السمار) ربما أرادوا عكس سر جماله، فالعديد من أهل الفن نظموا أجمل العبارات وتغنوا بها مثل الفنان عثمان الشفيع الذي قال في إحدى أغنياته الجميلة “خداري ما بخلي” وأغنية “زولي الأخضر كن شفتو بخدر” التي تغنى بها الفنان عمر إحساس، والإمبراطور الراحل محمد وردي عندما تغنى للون الأسمر في أغنيته يا نور العين التي تقول “في اللون الأسمر ذوبته شبابي”.

فقد ركز عدد من الفنانين في تلك الفترة على ذكر الفتاة السمراء في أغنياتهم بيد أن الآن اختلفت المفردات ولم تعد هناك أغنيات تذكر اللون الأسمر إلا القليل منهم، مازال متمسكاً ومقتنعاً بأن “السمرة” هي رمز الجمال، ولكن هذه السمرة السودانية نجدها اختفت تدريجياً مع ظهور كريمات تفتيح البشرة، وقد يرى كثير من الناس أن الحديث عن هذا الموضوع أصبح مملاً لكثرة تناوله، ولكن خطورة استخدام عدد كبير من الفتيات لكريمات وحقن تفتيح البشرة التي ظهرت مؤخراً تدفعنا للحديث عشرات المرات، فقد أصبحت هويتنا السودانية تضيع مرة تلو الأخرى فما عاد للون الأسمر مكانة عند الفتيات والرجال معاً، إذ إن عدداً كبيراً منهم أي “الرجال” يفضلون الفتاة ذات البشرة الفاتحة أو “الجالخة”، كما يطلق عليها، وهذا سبب جوهري يدفع كثيراً من الفتيات لتحويل لون بشرتهن.

لا تتناسب وجو السودان

خبيرة التجميل سامية النميري طرقنا بابها لتدلي لنا بدلوها حول (هوس تبييض اللون)، حيث قالت حسب صحيفة مصادر إن معظم الفتيات أصبحن “مهووسات باللون الأبيض” ذلك لأنهن يجهلن أن اللون الأسمر له عدة ميزات أولها أن البشرة السمراء لا تتعرض للتجاعيد بعكس البيضاء التي تبدو ملامح التجاعيد واضحة عليها، ونحن كسودانيات لا نمتلك اللون الأبيض “الصافي”. ومضت قائلة: هناك كثير من الدول الأجنبية التي لا تتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط مثل أمريكا وأوروبا يسعون لجعل بشرتهم سمراء لما فيها من جماليات ولكنها لا تتناسب معهم “لأنو ربنا خلق لي كلو لون ميزتو”، فأنا كخبيرة تجميل وبالتحديد خبيرة بشرة أوجه عبركم نصيحة غالية للفتيات وأقول لهن لا تجعلن من أنفسكن حقلاً للتجارب وتركضن وراء الكريمات المسرطنة لأنني على قناعة بأن “جو السودان” لا يصلح لأن تتعرض البشرة إلى كل ذلك التقشير المفاجئ وإرهاقها بنزع كل طبقات الجلد التي خلقها الله لتؤدي لنزعها نهائياً.

الخرطوم (كوش نيوز)