السيناريو الأخير لاحتواء التظاهرات
لو حالة الطوارئ المعلنة ستستمر عاماً كاملاً.. فإنها إذن.. سترفع قبل شهر واحد تقريباً من بدء إجراء الانتخابات القادمة ..
> أي ستكون الأجواء السياسية التمهيدية السابقة للانتخابات في فترة قصيرة جداً.. ومتوقع فيها استئناف الاحتجاجات والتظاهرات.
> لو استطاعت الحكومة احتواءها حالياً بالسيناريو الثالث والأخير..
> إعلان حالة الطوارئ هذي.. التي تربط بين الأسباب والنتائج يمكن أن تجمد حالة الاحتجاجات والتظاهرات ..
> لكن تبقى الفرصة قائمة الآن للتراجع عن الأسباب التي كانت ومازالت تقف وراءها ..
> والأسباب يعرفها وزير المالية الجديد مصطفى يوسف حولي.. ويعرف أن التراجع عنها ضروري جداً حتى تنتفي عند الجماهير حجج وتبريرات التظاهرات ..
> لكن هل يعرف ما إذا كان بالإمكان حمل رئاسة الجمهورية على هذا التراجع..؟
هل ستقبل رئاسة الجمهورية بالعودة إلى الاقتصاد الطبيعي الذي سيغني الحكومة بنتائجه الإيجابية عن اللجوء إلى تجريب مختلف السيناريوهات لاحتواء نتائج وآثار الاقتصاد غير الطبيعي..؟
> سيناريو البمبان والاعتقال.. وسيناريو إعلان الطوارئ وعسكرة الحكومات مع إقالة رئيس الحكومة.. لم ينجحا في احتواء التظاهرات.. لكن نجح إعلان قوانين الطوارئ الخمسة مع العقوبات.. نصف مؤبد.. والغرامة.. نجح إلى حد كبير هذا السيناريو الثالث والأخير..
> وكل هذا الأمر المكلف جداً كان يمكن الاستغناء عنه بالعودة إلى الاقتصاد الطبيعي..
> رغم أن العودة إليه ستضطر الحكومة لإعادة النظر في حسابات الصرف خارج الموازنة.. وهو صرف لا يخضع للمراجعة القومية.. ويتوفر بمضاربات الشركات المسجلة باسم الحكومة المضاربة في العملة ..
> وكذلك بواسطة المؤسسات التي تجنب الأموال العامة بتقديم خدمات مختلفة تنافس أو تزاحم بها القطاع الخاص..
> والوزير (حولي) وقبل اكتمال حول الطوارئ على حساب عملية التحول الديمقراطي.. وعلى حساب الإيمان بالحوار الوطني..
> يمكنه أن يقود مع محافظ البنك المركزي عملية إعادة النظر في الصرف الحكومي خارج الموازنة.. بعيداً عن صرف البند الأول للخدمتين المدنية والنظامية..
> لأن الاستمرار في الصرف الحكومي خارج الموازنة.. وبأموال مجنبة يكون دائماً الاعتماد له على المضاربات الحكومية والتجنيب ..
> وسيجعل مشكلة تراجع قيمة العملة الوطنية في استمرار.. وبالتالي يكون تصاعد حدة الغلاء مستمراً.. ثم يظل الشارع ينفجر..
> وتضطر الحكومة للجوء إلى تجريب السيناريوهات.. لاحتواء الاحتجاجات والتظاهرات بدون معالجات سياسية واقتصادية..ثم تتعمق مشاعر الكراهية ..
> لذلك فإن التراجع عن السياسات النقدية والمالية والتجارية والاستثمارية فوراً أفضل من الاعتماد فقط على وضع السيناريوهات لاحتواء التظاهرات..وأقل تكلفة سياسية..
> وبعد احتوائها بآخر السيناريوهات.. ستظل مشاعر الكراهية هي القنبلة الموقوتة التي ستدفع الحكومة إلى الزهد في الحوار الوطني والمضي في عملية التحول الديمقراطي..
> سيتراءى للناس أن الحوار الوطني والانتخابات والدستور ليست إلا سيناريوهات في حالة السلم والصبر.. وقشرة سياسية أزالتها سيناريوهات محاولات احتواء التظاهرات..
> ولا ينبغي أن تعرض الحركة الإسلامية الحاكمة منذ ثلاثة عقود سمعتها القيمية والسياسية للتشويه..
> كما فعل الحزب الشيوعي في خلال ثلاثة أيام فقط كان قد حكم فيها البلاد بانقلاب على قائد انقلاب هو نميري.. > والحركة الإسلامية كان انقلابها على رئيس وزراء منتخب.. لكنها استبقت به محاولة الانقلاب اليساري الثاني.. وربك ستر .
غداً نلتقي بإذن الله …
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة